مهدنا أمس للحديث عن الخسارة الإسرائيلية الفادحة بمعركة الرأي العام العالمي، وأوردنا بعض الآراء بهذا الشأن، ولكن الفشل يجر الفشل، والفشل الآخر الذي واجهه الجيش الإسرائيلي في إطار حمايته المزعومة لحدود غزة من تهديدات حماس ومسلحيها، هو ادعاؤه أن القناصين التزموا بقواعد الاشتباك الصارمة، وكانوا بحاجة لموافقة القائد من أجل إطلاق النار، الأمر الذي شككت فيه مجموعات حقوق إنسان إسرائيلية بقانونية قواعد اشتباك الجيش، بل وتوجهوا إلى محكمة العدل العليا، حيث لم يتم التحقيق وحل القضية حتى الآن، فما أصدق من أن يكذبهم حتى أهلهم ترجماناً للآية الكريمة «... وشهد شاهد من أهلها...».
من الصور التي حققت نصراً إعلامياً للفلسطينيين، صورة شاب فلسطيني يستخدم المقلاع خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من حدود غزة، وإطارات تحترق لحجب الرؤية عن القناصة، ومعاق على كرسي، وفتاة ترمي الصهاينة بحجر، وشهيد على أكتاف رفاقه، كل هذا بينما لا يظهر إسرائيلي واحد، لا على شكل بطل أو على شكل ضحية، بل مثلوا دور الأشباح الشريرة التي تقتل ولا يراها أحد.
من جانب آخر تحية إجلال وإكبار للإخوة الفلسطينيين الذين كسبوا المعركة الإعلامية، فإحدى الصور البارزة من على حدود غزة كانت لتشييع جثمان طفلة تبلغ 8 أشهر توفيت نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع حيث صدرت بعد ساعات العديد من العناوين والتقارير التلفزيونية، وتمت شيطنة آلة القتل الصهيونية، لكن الحقيقة أن عائلتها أعلنت أن لديها مرضاً في القلب، وقال طبيب عالجها لوكالة اسوشيتد برس إنه على الأرجح سبب وفاتها.
بكل الأحوال يمكن القول إن إسرائيل خسرت المعركة، وتعرضت لإطلاق نار الانتقادات حتى من أصدقائها، حيث كلمات «مذبحة» و«مجزرة» تأخذ لها حيزاً من عناوين الصحف الأمريكية والأوروبية الكبرى، في تقارير حول الاشتباكات الحدودية. أما الصهاينة فلم يكن ردهم سوى أنه لا يمكن لحماس اختراق السياج، لذا تريد أن يُقتل شعبها لنزع شرعية إسرائيل. والصحافة تقع بالفخ، الصحافة تمكن حماس من الانتصار.
تمثلت الخسارة الإسرائيلية الأخرى في تلقي إسرائيل انتقادات حادة، وليس في تقارير إعلامية وحسب، بل أيضاً في المنتديات الدولية، فبطلب من الكويت عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول العنف الحدودي، وأعد بياناً ضد «قتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم بالتظاهر السلمي»، لكن فيتو أمريكي أوقفه، ثم جاء النصر من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة حول أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة في أعقاب الاشتباكات. ثم صادق مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة على تحقيق مستقل في مقتل الفلسطينيين عند الحدود، هذا وتواصلت السلطة الفلسطينية مع المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل.
* اختلاج النبض:
لقد خسرت إسرائيل جولة «مسيرة العودة» أيام الجمعة في غزة، بدليل البحث عن كبش فداء فوجدوا «الناطق باسم الجيش» لخسارتهم معركة العلاقات العامة ولتدبيس الناطق الرسمي واتهامه بالتقصير ثم تسريب مكالمة هاتفية بينه وبين ممثلين لجمعيات يهودية أمريكية وهو يعترف: إن الصور الدراماتيكية من غزة لفلسطينيين مصابين قدمت «انتصاراً ساحقاً» للفلسطينيين.
{{ article.visit_count }}
من الصور التي حققت نصراً إعلامياً للفلسطينيين، صورة شاب فلسطيني يستخدم المقلاع خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من حدود غزة، وإطارات تحترق لحجب الرؤية عن القناصة، ومعاق على كرسي، وفتاة ترمي الصهاينة بحجر، وشهيد على أكتاف رفاقه، كل هذا بينما لا يظهر إسرائيلي واحد، لا على شكل بطل أو على شكل ضحية، بل مثلوا دور الأشباح الشريرة التي تقتل ولا يراها أحد.
من جانب آخر تحية إجلال وإكبار للإخوة الفلسطينيين الذين كسبوا المعركة الإعلامية، فإحدى الصور البارزة من على حدود غزة كانت لتشييع جثمان طفلة تبلغ 8 أشهر توفيت نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع حيث صدرت بعد ساعات العديد من العناوين والتقارير التلفزيونية، وتمت شيطنة آلة القتل الصهيونية، لكن الحقيقة أن عائلتها أعلنت أن لديها مرضاً في القلب، وقال طبيب عالجها لوكالة اسوشيتد برس إنه على الأرجح سبب وفاتها.
بكل الأحوال يمكن القول إن إسرائيل خسرت المعركة، وتعرضت لإطلاق نار الانتقادات حتى من أصدقائها، حيث كلمات «مذبحة» و«مجزرة» تأخذ لها حيزاً من عناوين الصحف الأمريكية والأوروبية الكبرى، في تقارير حول الاشتباكات الحدودية. أما الصهاينة فلم يكن ردهم سوى أنه لا يمكن لحماس اختراق السياج، لذا تريد أن يُقتل شعبها لنزع شرعية إسرائيل. والصحافة تقع بالفخ، الصحافة تمكن حماس من الانتصار.
تمثلت الخسارة الإسرائيلية الأخرى في تلقي إسرائيل انتقادات حادة، وليس في تقارير إعلامية وحسب، بل أيضاً في المنتديات الدولية، فبطلب من الكويت عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول العنف الحدودي، وأعد بياناً ضد «قتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم بالتظاهر السلمي»، لكن فيتو أمريكي أوقفه، ثم جاء النصر من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة حول أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة في أعقاب الاشتباكات. ثم صادق مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة على تحقيق مستقل في مقتل الفلسطينيين عند الحدود، هذا وتواصلت السلطة الفلسطينية مع المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل.
* اختلاج النبض:
لقد خسرت إسرائيل جولة «مسيرة العودة» أيام الجمعة في غزة، بدليل البحث عن كبش فداء فوجدوا «الناطق باسم الجيش» لخسارتهم معركة العلاقات العامة ولتدبيس الناطق الرسمي واتهامه بالتقصير ثم تسريب مكالمة هاتفية بينه وبين ممثلين لجمعيات يهودية أمريكية وهو يعترف: إن الصور الدراماتيكية من غزة لفلسطينيين مصابين قدمت «انتصاراً ساحقاً» للفلسطينيين.