رزان النجار البالغة من العمر 21 عاماً كتبت على فيسبوك «راجع ومش حتراجع، وارشقني برصاصك ومش خايف»، وقبيل إفطار يوم الجمعة الأول من الشهر الجاري، تقدمت مرتدية سترة بيضاء -تظهر بوضوح أنها من بين الطواقم الطبية، وعليها شعار هيئة الإغاثة المحمية ببروتوكولات دولية- إلى نقطة قرب الحدود، حيث توقفت 5 سيارات عسكرية من نوع «جيب»، وعلى حين فجأة يخرج جندي صهيوني من الجيب، ليطلق النار عليها وعلى رفاقها المسعفين، لتتراجع للخلف ما يقارب الـ20 متراً عن السياج الفاصل. تلا ذلك إطلاق قنابل الغاز، وفي فوضى دخان غاز الصهاينة، يمد جندي صهيوني جبان بندقيته ويصيب المسعف رامي أبوجزر في القدم، والمسعف محمود عبدالعاطي بشظايا متناثرة في ساقيه، والمسعف محمود قديح، والمسعفة رشا قديح باختناق بالغاز. أما رزان -التي لاحظ الجندي الجبان أنها بمثابة فريق مسعفين في شخص واحد- فاغتنم الفرصة ومد بندقيته ليس إلى أقدامها كما فعل لزملائها، بل رماها برصاصة متفجرة اخترقت ظهرها وخرجت من صدرها ممزقة شريانها الأبهر باستهداف متعمد، بعد إسعافها للمصابين المحاصرين قرب السياج، لتسقط رزان شهيدة.دولياً.. ضجّ العالم، غرّد مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط على «تويتر»، «الموظفون الطبيون ليسوا أهدافاً». هذا وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن «قتل موظفة طبية معروفة بشكل واضح جانب قوات الأمن خلال مظاهرة، أمر يستحق الشجب بشكل خاص ويتعارض مع التزام إسرائيل بضمان رفاه سكان غزة». من ناحيةٍ أخرى.. متواضعة وعارفة قدر نفسها، طالبت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي، بإجراء تحقيق بجرائم الاحتلال وملاحقة المسؤولين عنها ومحاسبتهم. بينما طالبت، منظمة الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، واللجنة الدولية للصليب الأحمر عدم التغاضي عن هذه الجريمة. وعلى المستوى الفلسطيني، فقد قررت جامعة القدس تأسيس مقعد دراسي تخصص تمريض باسم «مقعد رزان النجار»، تقديراً من الجامعة للنموذج الإنساني الذي مثلته رحلة العطاء والتضحية التي خاضتها رزان النجار وسقطت من أجلها. بينما قررت جامعة الأزهر في غزة، منح الشهيدة رزان النجار شهادة الدبلوم الفخرية في التمريض، الدبلوم وليس الدكتوراه ! وفي هذا السياق أطلق اتحاد لجان العمل الصحي في مدينة خان يونس اسم الشهيدة رزان النجار على المركز الطبي الحديث الإنشاء.* اختلاج النبض:بعد الضغط الدولي على «تويتر»، ومنح الشهيدة رزان شهادة التمريض، وتسمية مركز طبي باسمها، اهتز الجيش الإسرائيلي وخاف أن يصبح مصير دولتهم الاندثار كمصير جنوب أفريقيا، فامتشق متحدث الجيش الميكرفونات ومنصات التواصل ووكالات الأنباء ليعلن أن المسعفة رزان لم تُستهدف بشكل متعمد بل قُتلت جراء ارتداد رصاصة أو طلقة ضالة.. فحاكموا الرصاصة..!!