غريب أمر البعض حين يستغربون هبّة دول الخليج لدعم الأردن في أزمته الحالية، فاستغراب كهذا إنما تجاوز جملة من الحقائق التي شهدناها على أرض الواقع في العلاقات الأردنية الخليجية لا سيما في السنوات الأخيرة، يأتي في مقدمتها أن الأردن كانت ومازالت المرشح الأفضل والأمثل لتصبح العضو السابع في مجلس التعاون الخليجي، حسب مقترح العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، منبع ذلك تقارب أنظمة الحكم بين الأردن ودول الخليج، وتشابه الرؤى الاستراتيجية إزاء التحديات، فضلاً عن ما شهدته العلاقات الأردنية الخليجية من تطور مطرد خلال السنوات الماضية خصوصاً على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني.
إن الوقوف على الدور الخليجي المرتقب في الأزمة الأردنية يفرض الإشارة بداية إلى التوسع الجغرافي للاحتجاجات هناك حتى غطت معظم أرجاء المملكة، وإلى أن تلك الاحتجاجات تعمقت سياسياً بين النقابات والتفاعل الشعبي على نحو لا يسر الأخ أو الصديق، وقد كانت الشرارة في ذلك جملة من العوامل أهمها ارتفاع أسعار الوقود، والتعديلات الجديدة المفروضة على قانون ضريبة الدخل ضمن خطط الإصلاح المالي للحكومة الأردنية والتي جاءت استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي.
تأتي الأسباب السابقة على المستوى الظاهر من أزمة الأردن، لكن الأسباب العميقة كامنة في التوترات والمشكلات السياسية والإقليمية حولها، الحرب في سوريا، والجماعات الإرهابية في العراق ومصر، كل هذه المشكلات كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد الأردني، فالأردن كانت من المعتمدين على الغاز المصري لتوليد الكهرباء، تلك التي توقفت بسبب تفجيرات أنبوب الغاز، وزيادة احتياجات مصر الداخلية. يضاف إلى ذلك الدعم الذي تقدمه الأردن لكل لاجئ سوري، مصحوباً بتراجع قيمة الدعم الخارجي الذي كانت تتلقاه وتعتمد عليه بشكل كبير لتغطية عجز الميزانية ومعظم ذلك الدعم من أمريكا والدول الخليجية.
المصطادون في المياه العكرة يحمّلون الخليجيين مسؤولية ما يجري في الأردن، من باب أن تخلي دول الخليج عن دعم الأردن مرجعه المطالبة بثمن سياسي في ملفات إقليمية تتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية، وهي تهمة ساذجة، فقد كانت أقوى المواقف لصالح القدس خليجية من قمة القدس في الدمام قبل شهرين، إلى موقف الكويت في مجلس الأمن حيال غزة، ولأننا لسنا بصدد الحديث الآن عن الشهامة العربية، فدعونا نقول إن دول الخليج لديها من القوة السياسية ما يجعلها تترفع عن إرهاق الشعب الأردني الشقيق.
لقد جاءت الفزعة الخليجية للأردن خالصة لوجه الأخوة، ولوجه قيمنا العربية، وليس خشية انتقال عدوى الاحتجاجات إلى الدول الخليجية كما يزعم البعض، فقد صمدت دول الخليج في وجه «الربيع العربي» الذي أسقط كيانات هائلة الحجم حولنا.
* اختلاج النبض:
الدعم الخليجي للأردن ضرورة تأتي ثانياً في إطار الحفاظ على المصالح الاستراتيجية، بعد مبدأ الوقوف مع دولة عربية شقيقة في أزمتها، فنحن والأردن في خندق واحد يتطلب تعزيز القدرات على مواجهة المشروع الصهيوني والإيراني الذي يستهدفها ويستهدفنا.
إن الوقوف على الدور الخليجي المرتقب في الأزمة الأردنية يفرض الإشارة بداية إلى التوسع الجغرافي للاحتجاجات هناك حتى غطت معظم أرجاء المملكة، وإلى أن تلك الاحتجاجات تعمقت سياسياً بين النقابات والتفاعل الشعبي على نحو لا يسر الأخ أو الصديق، وقد كانت الشرارة في ذلك جملة من العوامل أهمها ارتفاع أسعار الوقود، والتعديلات الجديدة المفروضة على قانون ضريبة الدخل ضمن خطط الإصلاح المالي للحكومة الأردنية والتي جاءت استجابة لتوجيهات صندوق النقد الدولي.
تأتي الأسباب السابقة على المستوى الظاهر من أزمة الأردن، لكن الأسباب العميقة كامنة في التوترات والمشكلات السياسية والإقليمية حولها، الحرب في سوريا، والجماعات الإرهابية في العراق ومصر، كل هذه المشكلات كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد الأردني، فالأردن كانت من المعتمدين على الغاز المصري لتوليد الكهرباء، تلك التي توقفت بسبب تفجيرات أنبوب الغاز، وزيادة احتياجات مصر الداخلية. يضاف إلى ذلك الدعم الذي تقدمه الأردن لكل لاجئ سوري، مصحوباً بتراجع قيمة الدعم الخارجي الذي كانت تتلقاه وتعتمد عليه بشكل كبير لتغطية عجز الميزانية ومعظم ذلك الدعم من أمريكا والدول الخليجية.
المصطادون في المياه العكرة يحمّلون الخليجيين مسؤولية ما يجري في الأردن، من باب أن تخلي دول الخليج عن دعم الأردن مرجعه المطالبة بثمن سياسي في ملفات إقليمية تتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية، وهي تهمة ساذجة، فقد كانت أقوى المواقف لصالح القدس خليجية من قمة القدس في الدمام قبل شهرين، إلى موقف الكويت في مجلس الأمن حيال غزة، ولأننا لسنا بصدد الحديث الآن عن الشهامة العربية، فدعونا نقول إن دول الخليج لديها من القوة السياسية ما يجعلها تترفع عن إرهاق الشعب الأردني الشقيق.
لقد جاءت الفزعة الخليجية للأردن خالصة لوجه الأخوة، ولوجه قيمنا العربية، وليس خشية انتقال عدوى الاحتجاجات إلى الدول الخليجية كما يزعم البعض، فقد صمدت دول الخليج في وجه «الربيع العربي» الذي أسقط كيانات هائلة الحجم حولنا.
* اختلاج النبض:
الدعم الخليجي للأردن ضرورة تأتي ثانياً في إطار الحفاظ على المصالح الاستراتيجية، بعد مبدأ الوقوف مع دولة عربية شقيقة في أزمتها، فنحن والأردن في خندق واحد يتطلب تعزيز القدرات على مواجهة المشروع الصهيوني والإيراني الذي يستهدفها ويستهدفنا.