كل مرة أزور فيها فرنسا، وآخرها قبل بضعة أسابيع، يلفت انتباهي فيها الإجراءات الصارمة بشأن التحقق من الهويات، وتطبيق إجراءات التفتيش، والأبرز هو تطبيق القوانين بحذافيرها خاصة ما يتعلق بالأمن، وأن على السياح والزائرين احترام القوانين الفرنسية وإتباعها دون أية مماطلة أو تجاوزات.
طبعاً، ما تقوم به فرنسا هو حقها السيادي، والذي على كل ضيف وزائر ومقيم بل ومواطن احترامه، خاصة وأن فرنسا الصديقة تعرضت لموجات من أعمال العنف والإرهاب التي يرفضها العالم بأسره، ونرفضها بقوة في البحرين، كمواطني بلد يحسون بنفس الإحساس الفرنسي، حينما يطرق الإرهاب باب بيتك ويستهدفك في أمنك، وحين يكون في مجتمعك من يغذي هذا الإرهاب ويدعو له، ويتمادى بدفاعه عن ممارسيه.
بالتالي، بلد كفرنسا عانى من الإرهاب والإرهابيين، والجماعات المتطرفة والمحرضين على العنف، والخطابات الطائفية والتمييزية، هل يعقل بأن تقوم شخصيات فيه بالدفاع عن محرضين على العنف والإرهاب، وعن طائفيين وممارسين للعنصرية المذهبية، وعن مدافعين باستماتة عن إرهابيين، وعن أنظمة ديكتاتورية فاشستية ترتكب المجازر بحقوق الأبرياء؟!
شخصياً لا أتوقع ذلك، لكنني صدمت بتغريدات لسعادة السفيرة الفرنسية سيسيل لونجيه على موقع التدوين المصغر «تويتر» تدافع فيها باسم فرنسا، عن أحد أكبر المحرضين على النظام السياسي في البحرين، وأحد المدافعين عن الممارسات الإرهابية في البحرين، وأحد الداعين للانقلاب على النظام، وصاحب دور تحريضي طائفي في انقلاب 2011 وهو نبيل رجب.
مثلما فرنسا تملك قضاءها العادل والنزيه، البحرين لديها قضاؤها العادل والنزيه، وهو القضاء الذي حكم بسجن نبيل رجب بتهمتين، الأولى تحريضه على كراهية نظام الحكم وإهانة الهيئات النظامية، والثانية إذاعة أخبار كاذبة على نحو يضر بالاستعدادات أو العمليات الحربية للبلاد، كما تنص لائحة التهم. لكن لنوضح لسعادة السفيرة أن نبيل رجب، والذي يقدم نفسه كناشط حقوقي يدافع عن حقوق الإنسان لدى الغرب، إنما هو أحد أكبر المحرضين الطائفيين في البحرين، ولو راجعت سعادة السفيرة مواقفه وتغريداته طوال السنوات الماضية، ستجد أن فيها من التناقضات والشواهد، ما يعارض تماما توصيفه كـ «مدافع عن حقوق الإنسان».
سعادة السفيرة ركزي معنا هنا: أولا: نبيل رجب، إنسان طائفي بامتياز وليس مدافعاً عن حقوق الإنسان، لأنه أبداً لم يدافع عن مئات الآلاف الذين قتلهم نظام بشار الأسد المدعوم من إيران في سوريا، ولم يكتب حرفاً واحداً في تغريدة يتيمة عنهم، لا عن المقتولين في هذه المجازر ولا عن المهجرين، في موقف يعاكس تماماً الموقف الفرنسي الرسمي.
ثانيا: نبيل رجب، لم يكتب حرفاً واحداً ليدافع عن الحقوق المسلوبة للشعب الإيراني، وعن الديكتاتورية الممارسة عليهم من نظام خامنئي، ولا عن المعتقلات وعمليات الشنق للمعارضين بدون محاكمات، ولا عن ملايين الإيرانيين المهجرين في الخارج. ولديك فرصة يا سعادة السفيرة للمعرفة أكثر عن هؤلاء الذين نصفهم بعملاء لإيران، حينما تستضيف بلادك فرنسا بعد أيام المؤتمر السنوي للتضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية في باريس، يمكنك أن تسألي مريم رجوي أو مئات آلاف الإيرانيين عن نبيل رجب وغيرهم ممن يدعون بأنهم مدافعون عن حقوق الإنسان، أين هم عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران؟! بل لو كان لك حديث يا سعادة السفيرة مع نبيل رجب نفسه عن هذا المؤتمر تحديداً، ماذا ستتوقعين أن يقول عنه؟! أتظنين بأنه سيدعمه وسيدعم المعارضة الإيرانية ضد نظام خامنائي الذي لم ينتقده بحرف قط؟!
ثالثا: تخيلي يا سعادة السفيرة أن مواطناً فرنسياً يعيش في البحرين، يسير بسيارته ويتعرض له مجموعة شباب ملثمين وبيدهم زجاجات المولوتوف الحارقة، فيصاب ويتم تهديد حياته، هل تظنين بأن نبيل رجب سيدافع عن حقوقه التي انتهكت، وأنه سيدين هذا العمل الإرهابي ومن قام به؟! أبداً، فنبيل رجب أحد أبرز الداعمين لهذه الممارسات، لم يدن يوماً الأعمال الإرهابية في البحرين، ولم يدن رمي المولوتوف أو استهداف أفراد الشرطة بهدف قتلهم من قبل الإرهابيين، بل كان يحرض ضد رجال الشرطة والنظام.
رابعا: لو عدتِ لتغريدات رجب، ستجدين مناصرة تامة من قبله للجماعات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، وبطريقة واضح منها أنها استهداف مباشر للسعودية والدول المتحالفة ليس إلا، دون أية إدانة لما يقوم به الحوثي من قتل للشعب اليمني، أو استهداف لدولنا الخليجية بالصواريخ الباليستية، هذه الحرب التي تملك فيها فرنسا موقفاً مناصراً للشرعية اليمنية، لكن نبيل رجب ضد موقفكم ومع الحوثي المدعوم إيرانيا.
خامسا: من يدعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان، هو أصلاً لا يحترم الآراء التي تختلف معه بل يقمعها ويحجرها، وهذا هو حال نبيل رجب، وسأرسل لك يا سعادة السفيرة على حسابك ما يثبت ذلك، فقد اكتشفت بالصدفة أن المدافع عن حرية التعبير نبيل رجب قد «حظرني» شخصياً على موقع «تويتر»، رغم أنني لم أخصه يوماً بتغريدة مباشرة على حسابه، ولست ممن يكتب تغريدات فيها شتائم وسباب وعنصرية مثل أتباع نبيل رجب، وجولة بسيطة في تويتر ستكشف لك ذلك. فما قولك يا سعادة السفيرة؟! أهذا تصرف من «مدافع عن الحريات» وعن «حقوق الإنسان»؟! التصنيفات يجب أن تكون واضحة، وبحسب قوانين البلد، فرجب مصنف على أنه محرض على النظام وعلى العنف وعلى الطائفية والعنصرية، بحسب الاتهامات والأدلة. البحرين لها سيادتها وقوانينها، وعدم احترام ذلك يعني «التدخل المرفوض في الشؤون الداخلية لبلادنا»، وهو للأسف ما أقدمت عليه السفيرة، وكأنها تطعن بشكل صريح في قضاء البحرين.
لو قامت فرنسا بمحاكمة وسجن ناشط أو معارض فرنسي، انتهك قوانين فرنسا، وحرض على نظامها، وبارك العمليات الإرهابية ودافع عن الإرهابيين الذين يهاجمون الشرطة الفرنسية بدافع القتل، هل سيكون مقبولاً لديكم بأن تقوم البحرين بالدفاع عنه؟! أو بمنحه أوسمة بطريقة استفزازية ومتحدية؟! وهل ستقبلون بأن يصرح السفير البحريني في باريس بتصريحات يطعن فيها في القضاء الفرنسي؟! البحرين تحترم علاقاتها الدبلوماسية مع كافة الدول، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، بالأخص ما يتعلق بالأمن القومي ومحاربة الإرهاب والتحريض والكراهية.
{{ article.visit_count }}
طبعاً، ما تقوم به فرنسا هو حقها السيادي، والذي على كل ضيف وزائر ومقيم بل ومواطن احترامه، خاصة وأن فرنسا الصديقة تعرضت لموجات من أعمال العنف والإرهاب التي يرفضها العالم بأسره، ونرفضها بقوة في البحرين، كمواطني بلد يحسون بنفس الإحساس الفرنسي، حينما يطرق الإرهاب باب بيتك ويستهدفك في أمنك، وحين يكون في مجتمعك من يغذي هذا الإرهاب ويدعو له، ويتمادى بدفاعه عن ممارسيه.
بالتالي، بلد كفرنسا عانى من الإرهاب والإرهابيين، والجماعات المتطرفة والمحرضين على العنف، والخطابات الطائفية والتمييزية، هل يعقل بأن تقوم شخصيات فيه بالدفاع عن محرضين على العنف والإرهاب، وعن طائفيين وممارسين للعنصرية المذهبية، وعن مدافعين باستماتة عن إرهابيين، وعن أنظمة ديكتاتورية فاشستية ترتكب المجازر بحقوق الأبرياء؟!
شخصياً لا أتوقع ذلك، لكنني صدمت بتغريدات لسعادة السفيرة الفرنسية سيسيل لونجيه على موقع التدوين المصغر «تويتر» تدافع فيها باسم فرنسا، عن أحد أكبر المحرضين على النظام السياسي في البحرين، وأحد المدافعين عن الممارسات الإرهابية في البحرين، وأحد الداعين للانقلاب على النظام، وصاحب دور تحريضي طائفي في انقلاب 2011 وهو نبيل رجب.
مثلما فرنسا تملك قضاءها العادل والنزيه، البحرين لديها قضاؤها العادل والنزيه، وهو القضاء الذي حكم بسجن نبيل رجب بتهمتين، الأولى تحريضه على كراهية نظام الحكم وإهانة الهيئات النظامية، والثانية إذاعة أخبار كاذبة على نحو يضر بالاستعدادات أو العمليات الحربية للبلاد، كما تنص لائحة التهم. لكن لنوضح لسعادة السفيرة أن نبيل رجب، والذي يقدم نفسه كناشط حقوقي يدافع عن حقوق الإنسان لدى الغرب، إنما هو أحد أكبر المحرضين الطائفيين في البحرين، ولو راجعت سعادة السفيرة مواقفه وتغريداته طوال السنوات الماضية، ستجد أن فيها من التناقضات والشواهد، ما يعارض تماما توصيفه كـ «مدافع عن حقوق الإنسان».
سعادة السفيرة ركزي معنا هنا: أولا: نبيل رجب، إنسان طائفي بامتياز وليس مدافعاً عن حقوق الإنسان، لأنه أبداً لم يدافع عن مئات الآلاف الذين قتلهم نظام بشار الأسد المدعوم من إيران في سوريا، ولم يكتب حرفاً واحداً في تغريدة يتيمة عنهم، لا عن المقتولين في هذه المجازر ولا عن المهجرين، في موقف يعاكس تماماً الموقف الفرنسي الرسمي.
ثانيا: نبيل رجب، لم يكتب حرفاً واحداً ليدافع عن الحقوق المسلوبة للشعب الإيراني، وعن الديكتاتورية الممارسة عليهم من نظام خامنئي، ولا عن المعتقلات وعمليات الشنق للمعارضين بدون محاكمات، ولا عن ملايين الإيرانيين المهجرين في الخارج. ولديك فرصة يا سعادة السفيرة للمعرفة أكثر عن هؤلاء الذين نصفهم بعملاء لإيران، حينما تستضيف بلادك فرنسا بعد أيام المؤتمر السنوي للتضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية في باريس، يمكنك أن تسألي مريم رجوي أو مئات آلاف الإيرانيين عن نبيل رجب وغيرهم ممن يدعون بأنهم مدافعون عن حقوق الإنسان، أين هم عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران؟! بل لو كان لك حديث يا سعادة السفيرة مع نبيل رجب نفسه عن هذا المؤتمر تحديداً، ماذا ستتوقعين أن يقول عنه؟! أتظنين بأنه سيدعمه وسيدعم المعارضة الإيرانية ضد نظام خامنائي الذي لم ينتقده بحرف قط؟!
ثالثا: تخيلي يا سعادة السفيرة أن مواطناً فرنسياً يعيش في البحرين، يسير بسيارته ويتعرض له مجموعة شباب ملثمين وبيدهم زجاجات المولوتوف الحارقة، فيصاب ويتم تهديد حياته، هل تظنين بأن نبيل رجب سيدافع عن حقوقه التي انتهكت، وأنه سيدين هذا العمل الإرهابي ومن قام به؟! أبداً، فنبيل رجب أحد أبرز الداعمين لهذه الممارسات، لم يدن يوماً الأعمال الإرهابية في البحرين، ولم يدن رمي المولوتوف أو استهداف أفراد الشرطة بهدف قتلهم من قبل الإرهابيين، بل كان يحرض ضد رجال الشرطة والنظام.
رابعا: لو عدتِ لتغريدات رجب، ستجدين مناصرة تامة من قبله للجماعات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، وبطريقة واضح منها أنها استهداف مباشر للسعودية والدول المتحالفة ليس إلا، دون أية إدانة لما يقوم به الحوثي من قتل للشعب اليمني، أو استهداف لدولنا الخليجية بالصواريخ الباليستية، هذه الحرب التي تملك فيها فرنسا موقفاً مناصراً للشرعية اليمنية، لكن نبيل رجب ضد موقفكم ومع الحوثي المدعوم إيرانيا.
خامسا: من يدعي أنه مدافع عن حقوق الإنسان، هو أصلاً لا يحترم الآراء التي تختلف معه بل يقمعها ويحجرها، وهذا هو حال نبيل رجب، وسأرسل لك يا سعادة السفيرة على حسابك ما يثبت ذلك، فقد اكتشفت بالصدفة أن المدافع عن حرية التعبير نبيل رجب قد «حظرني» شخصياً على موقع «تويتر»، رغم أنني لم أخصه يوماً بتغريدة مباشرة على حسابه، ولست ممن يكتب تغريدات فيها شتائم وسباب وعنصرية مثل أتباع نبيل رجب، وجولة بسيطة في تويتر ستكشف لك ذلك. فما قولك يا سعادة السفيرة؟! أهذا تصرف من «مدافع عن الحريات» وعن «حقوق الإنسان»؟! التصنيفات يجب أن تكون واضحة، وبحسب قوانين البلد، فرجب مصنف على أنه محرض على النظام وعلى العنف وعلى الطائفية والعنصرية، بحسب الاتهامات والأدلة. البحرين لها سيادتها وقوانينها، وعدم احترام ذلك يعني «التدخل المرفوض في الشؤون الداخلية لبلادنا»، وهو للأسف ما أقدمت عليه السفيرة، وكأنها تطعن بشكل صريح في قضاء البحرين.
لو قامت فرنسا بمحاكمة وسجن ناشط أو معارض فرنسي، انتهك قوانين فرنسا، وحرض على نظامها، وبارك العمليات الإرهابية ودافع عن الإرهابيين الذين يهاجمون الشرطة الفرنسية بدافع القتل، هل سيكون مقبولاً لديكم بأن تقوم البحرين بالدفاع عنه؟! أو بمنحه أوسمة بطريقة استفزازية ومتحدية؟! وهل ستقبلون بأن يصرح السفير البحريني في باريس بتصريحات يطعن فيها في القضاء الفرنسي؟! البحرين تحترم علاقاتها الدبلوماسية مع كافة الدول، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، بالأخص ما يتعلق بالأمن القومي ومحاربة الإرهاب والتحريض والكراهية.