أن تقوم جماعات كرهها بان واضحاً لنظام حكم في بلد، بحيث سعت للانقلاب عليه، بائعة لانتماء بلدها للكيان الخليجي والعربي برخص التومان الإيراني، وشيطنت غالبية مكونات المجتمع البحريني لأنه وقف ضدها، واتهمته بـالعمالة والتطبيل والارتزاق، فقط لأنه وقف ضد مشروع انقلابها الذي يصب في نفس خانة المصلحة الإيرانية المستهدفة لبلادنا منذ عقود ومازالت، أن تقوم مثل هذه الجماعات الانقلابية اليوم بالبكاء على حرمان الخائن من دخول برلمان البحرين، فإنها قمة الهرطقة والمهزلة. وخيراً فعل رمزنا الأول جلالة الملك حمد حفظه الله بإصدار مرسوم يعدل فيه فقرة هامة من المادة الأولى من قانون مباشرة الحقوق السياسية، وضعت النقاط على الحروف بشكل صريح وواضح، وبرسالة مفادها ألا مكان للمجرم والانقلابي والخائن بيننا. التعديل بين من هم الممنوعون من الترشح لمجلس النواب، وهم ضمن الفئات التالية:

1- المحكوم عليه بعقوبة جناية حتى وإن صدر بشأنه عفو خاص عن العقوبة أو رُدَّ إليه اعتباره.

2- المحكوم عليه بعقوبة الحبس في الجرائم العمدية لمدة تزيد على ستة أشهر حتى وإن صدر بشأنه عفو خاص عن العقوبة.

3- قيادات وأعضاء الجمعيات السياسية الفعليون المنحلة بحكم نهائي لارتكابها مخالفة جسيمة لأحكام دستور المملكة أو أي قانون من قوانينها.

4- كل من تعمد الإضرار أو تعطيل سير الحياة الدستورية أو النيابية وذلك بإنهاء أو ترك العمل النيابي بالمجلس أو تم إسقاط عضويته لذات الأسباب.

ويتضح بأن النقاط هذه بينت أصناف الممنوعين من الترشح، من فئات المجرمين، الانقلابيين، ومن استحقر العمل البرلماني، ومن تعمد شل عمل البرلمان، وكلها أصناف لا تنطبق عليها أصول المواطنة الصالحة.

هذا القانون جعل رموز وقيادات التحريض في البحرين وخارجها ممن تحتضنهم إيران سواء في أراضيها، أو تصرف عليهم الأموال لتأمين إقامتهم وإعاشتهم في الخارج ليكونوا أبواقاً لها ضد البحرين، أي مرتزقة بصريح العبارة لجهة عدوة لبلادنا، هذا القانون جعل صراخهم يعلو بالأمس، وخرج بعض أعضاء الوفاق الذين قفزوا من البرلمان إلى منصات دوار العار ساعة الانقلاب لينتقدوا ذلك، وبشكل يثير الشفقة بالفعل حينما يُعرف الوفاقي نفسه بأنه نائب سابق! أنتم من تعالى على البرلمان، ومن تعنتر ولبس ثوب البطولة بتقديم الاستقالات من البرلمان، وقلتم فيه معلقات وشتمتم عمله، واليوم تتباكون عليه، وتعرفون أنفسكم به؟! والله مضحك حالكم.

أما بالنسبة لجمعيات الأذيال ممن لا يمكنهم مخالفة الوفاق الولائية المؤتمرة بأمر الولي الفقيه المعمد من خامنئي إيران، فلماذا البكاء على برلمان أنتم لا تعترفون به، كما تقول قياداتكم؟! وضعكم على «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى أنسب مكان لكم بالفعل، مرروا لبعضكم كأنكم في غرف محادثة، اشتموا من لا تقبلون خلافكم معه، مجدوا لبعضكم البعض ببطولات في العالم الافتراضي، لكن دعوا واقعنا على الأرض بسلام، لأننا في بلادنا مللنا من هذا اللحن البائس من البكائيات من قوى سياسية، كنا يومنا نتمنى أن تقود نمطاً جديداً من البناء في البلد، وأن تساعد جلالة الملك في مشروعه الإصلاحي عبر تعزيز المكاسب الديمقراطية ومحاربة الأخطاء، لكنها للأسف، أي هذه القوى، تحولت لتابعة عمياء صماء بكماء للوفاق وعيسى قاسم وإيران، وشاركت في انقلاب صريح على البحرين!

من حق البحرين اليوم أن تقول لمن باعها للطامع الإيراني، ولمن رخص بترابها، ولمن أساء لقيادتها ولشعبها المخلص لتراب بلده ورموزه، ولمن أهان أجهزتها القضائية، ولمن وصف رجال أمنها بـالمرتزقة، ولمن بارك الإرهاب وصفق لرماة المولوتوفات وقاتلي الشرطة، ولمن دافع عن المجرمين، ولمن شوه صورة البحرين في الخارج بالكذب والفبركة والتهويل، من حقها اليوم أن تقول له لا تلوث برلماننا!

نعم، قد تكون هناك عشرات الملاحظات على البرلمان، قد تكون في البحرين مشاكل عديدة حالها كحال كثير من الدول، لكن أقلها برلماننا لا نريد فيه خائناً طعن البحرين في ظهرها، ومشاكلنا نحلها بيننا كبحرينيين موالين حتى النخاع لهذا التراب ولهذه الحكومة، لا أصحاب ولاء حزبي أو مذهبي، لا أصحاب ادعاءات بمواقف ونضالات لكنهم لا يجرؤون ولا يستطيعون أن ينتقدوا بحرف واحد عدواً صريحاً يستهدف بلادنا على الدوام.

ولماذا تريدون برلمان البحرين أصلاً؟! إذ على الوفاقيين تقديم طلبات ترشحهم للبرلمان الإيراني أفضل، حينها يمكنهم تقبيل يد خامنئي عند أداء القسم، ففي نهاية المطاف هو سيد وليكم الفقيه وسيدكم، وهو من لا يمكنكم انتقاده ومخالفته، خاصة وأنه هو من وضع كرسياً يمثل البحرين في برلمان إيران، وأنتم تعرفون ذلك، ولكن لسانكم لا يقوى على النطق، ترشحوا لهذا الكرسي أفضل!

خلاصة الكلام: من خان البحرين، لا يتباكَ اليوم ويطالعنا بدموع التماسيح، ولا يخرج علينا بهرطقات جديدة من مقترحات ووثائق بالية باسم التعايش والسلام. كانت لديكم فرص متاحة، لكن مع كل واحدة فيها ظننتم بأن الدولة في موقف ضعيف فتعاليتم وتكبرتم، وكل هذا سببه الحقيقي ليست الرغبة في تحقيق مكاسب للناس وتعزيز للديمقراطية، بل هدفه الاستيلاء على الحكم وتفصيل الدولة على مقاسكم.

حتى مع الانتقادات الحادة من قبل الناس للبرلمان، إلا أنه يظل أشرف من وجود خونة وانقلابيين وكارهين للبحرين وحكومتها وشعبها فيه.