«1»
في كل عيد نراقب أحوال الأمة فلا نجد فيها عيداً بهيجاً كسابق الأيام، وفي كل عيد منذ قرابة العقد وأنا أردد على الملأ تارة وفي نفسي تارات قول المتنبي «عيدٌ.. بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟»، فمع كل عيد يمر على الأمة العربية في السنوات الأخيرة يزداد الوضع تردياً، والاضطراب الأمني بات كالدجال يسيح في الأرض وينشر لعنته أينما ذهب. كنت أظن قبل أيام أن رمضان هذا العام سيمضي على نحو أقل دموية مما شهدناه في أعوام مضت كان فيها من شهداء حرب اليمن وتفجيرات المساجد الكثير من أبنائنا في الخليج العربي، فضلاً عن دول عربية متفرقة في مواضع أخرى، ولكن ذلك الظن لم يطل «وخاب ظني» فاستشهد أربعة من إخوتنا الإماراتيين البواسل في اليمن، نسأل الله لهم الرحمة وجنات الفردوس، وإننا إذ لا يمكننا القول بانصلاح الأمور في بلادنا العربية انصلاحاً حقيقياً حتى اللحظة، إلاَّ أننا مازلنا نتسلح بالإيمان والدعاء، أن يجعل الله بلادنا آمنة مستقرة، وأن يحقن دماء المسلمين، وأن يجعل انفراجة اليمن الأخيرة باكورة لانفراجة عربية شاملة بطرق شتى.
«2»
لم يكن رمضان هذا العام كالأعوام التي سبقته، فقد مُنحت فيه هبة ربانية تليق بعطاء الله وحده، ولا شك في أن كثيرين نالوا هبات تكاد تكون مشابهة أو مختلفة بعض الشيء، ولكنها تستوجب الشكر ما حيينا، تستوجب التحول والتغير نحو الأفضل وإلى حياة أكثر إشراقاً. حتى أولئك الذين اعترضتهم الحواجز وأرهقتهم الكبوات، ربما كانت تلك العقدة الأخيرة قبيل الحل والفرج، وكما هو العيد آتٍ لا محالة وقد أتى، وكما أن الشمس تأذن يومياً لليل بالرحيل أو تباغته بنورها، هكذا هي الحياة، مهما طال الليل سيجليه فجر عظيم جد عظيم.
«3»
رحل رمضان.. ومازال فينا الكثير مما تركه في نفوسنا من سكينة وهبات إلهية، يبقى بيدنا أن نحافظ على بعض من حصيلتنا الرمضانية أو أن نفرط بها جميعاً قبل انقضاء إجازة العيد.. رحل رمضان وقد نقّى القلوب من أردانها، وفتح في نفوسنا آفاقاً أوسع لاستقبال الحياة بأرواح طاهرة وأكف نبيلة، فلنكن آيات من المحبة والتسامح تمشي على الأرض، ولنكن كما قيل ربانيين لا رمضانيين.
«4»
فلتصدح تكبيرات العيد في دولنا الإسلامية، معبرة عن الفرح والمحبة والسلام، ولنوصل للعالم أجمع أن «الله أكبر» رسالة محبة كبرى وقيمة عظيمة لا يدنسها متطرف أحمق ولا يشوبها إرهابي أرعن استغل الدين أبشع استغلال، فلنسمع العالم تكبيراتنا ولننشر بإسلامنا السلام العالمي.
* اختلاج النبض:
عيدكم مبارك.
{{ article.visit_count }}
في كل عيد نراقب أحوال الأمة فلا نجد فيها عيداً بهيجاً كسابق الأيام، وفي كل عيد منذ قرابة العقد وأنا أردد على الملأ تارة وفي نفسي تارات قول المتنبي «عيدٌ.. بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟»، فمع كل عيد يمر على الأمة العربية في السنوات الأخيرة يزداد الوضع تردياً، والاضطراب الأمني بات كالدجال يسيح في الأرض وينشر لعنته أينما ذهب. كنت أظن قبل أيام أن رمضان هذا العام سيمضي على نحو أقل دموية مما شهدناه في أعوام مضت كان فيها من شهداء حرب اليمن وتفجيرات المساجد الكثير من أبنائنا في الخليج العربي، فضلاً عن دول عربية متفرقة في مواضع أخرى، ولكن ذلك الظن لم يطل «وخاب ظني» فاستشهد أربعة من إخوتنا الإماراتيين البواسل في اليمن، نسأل الله لهم الرحمة وجنات الفردوس، وإننا إذ لا يمكننا القول بانصلاح الأمور في بلادنا العربية انصلاحاً حقيقياً حتى اللحظة، إلاَّ أننا مازلنا نتسلح بالإيمان والدعاء، أن يجعل الله بلادنا آمنة مستقرة، وأن يحقن دماء المسلمين، وأن يجعل انفراجة اليمن الأخيرة باكورة لانفراجة عربية شاملة بطرق شتى.
«2»
لم يكن رمضان هذا العام كالأعوام التي سبقته، فقد مُنحت فيه هبة ربانية تليق بعطاء الله وحده، ولا شك في أن كثيرين نالوا هبات تكاد تكون مشابهة أو مختلفة بعض الشيء، ولكنها تستوجب الشكر ما حيينا، تستوجب التحول والتغير نحو الأفضل وإلى حياة أكثر إشراقاً. حتى أولئك الذين اعترضتهم الحواجز وأرهقتهم الكبوات، ربما كانت تلك العقدة الأخيرة قبيل الحل والفرج، وكما هو العيد آتٍ لا محالة وقد أتى، وكما أن الشمس تأذن يومياً لليل بالرحيل أو تباغته بنورها، هكذا هي الحياة، مهما طال الليل سيجليه فجر عظيم جد عظيم.
«3»
رحل رمضان.. ومازال فينا الكثير مما تركه في نفوسنا من سكينة وهبات إلهية، يبقى بيدنا أن نحافظ على بعض من حصيلتنا الرمضانية أو أن نفرط بها جميعاً قبل انقضاء إجازة العيد.. رحل رمضان وقد نقّى القلوب من أردانها، وفتح في نفوسنا آفاقاً أوسع لاستقبال الحياة بأرواح طاهرة وأكف نبيلة، فلنكن آيات من المحبة والتسامح تمشي على الأرض، ولنكن كما قيل ربانيين لا رمضانيين.
«4»
فلتصدح تكبيرات العيد في دولنا الإسلامية، معبرة عن الفرح والمحبة والسلام، ولنوصل للعالم أجمع أن «الله أكبر» رسالة محبة كبرى وقيمة عظيمة لا يدنسها متطرف أحمق ولا يشوبها إرهابي أرعن استغل الدين أبشع استغلال، فلنسمع العالم تكبيراتنا ولننشر بإسلامنا السلام العالمي.
* اختلاج النبض:
عيدكم مبارك.