سياسياً.. تستخدم كلمة «اللوبي» في وصف الجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضائها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو دولة أو جهة معينة، إذ يوجد كثير من «اللوبيات» في الدول الديمقراطية أشهرها اللوبي اليهودي «ايباك» في أمريكا، الذي يمارس ضغوطه على مجلس الشيوخ النواب. ومن المحفز أن نسمع عن لوبي سعودي هناك أو لجنة العلاقات السعودية الأمريكية، المعروفة اختصاراً بـ «سابراك»، وهي جماعة ضغط سعودية ترمي إلى تحسين صورة سياسات السعودية لدى الرأي العام الأمريكي بشكل عام وصانع القرار الأمريكي بشكل خاص، فاللوبي عموماً، خطوة إيجابية تقوم بها جميع الدول لتحقيق مصالحها.
مع اندلاع ثورات «الربيع العربي» في بداية 2011، دارت في الأروقة الحكومية لأنقرة ثمة تساؤلات بشأن مستقبل المنطقة العربية، وأدوار الفاعلين فيها، والحيز الذي من الممكن أن تناور تركيا من خلاله لكسب موطئ قدم يمكنها من التعاطي مع التغيرات والتأثيرات المتوقعة في العالم العربي، وهو ما يبرر الاهتمام التركي البالغ بالعالم العربي والحرص على تبني رؤية مختلفة نوعياً لسياسة تركيا الخارجية القديمة تجاهه. أما حديثاً جداً، فقد نشطت الدبلوماسية التركية في الأزمة الخليجية الراهنة، إذ تواصل أردوغان مع عدد من الرؤساء والزعماء ذوي العلاقة، وكان من بينهم تواصله مع قطر، حيث وعد الأخيرة بدعم سياسي واقتصادي وعسكري، ولكن تركيا فشلت في ذلك ولم تحقق مكاسب، فعادت أدراجها لدعم الوساطة الكويتية في ظل عجزها عن تبني مبادرة بديلة.
مع ذلك.. فإن الدور الذي ترنو إليه تركيا في الخليج العربي وسوريا والعراق، يتطلب أكثر من تواصل أردوغان مع الزعماء العرب، وبما أن ثقافة اللوبي قد أثبتت نجاحها في التجربة الإسرائيلية والتجربة السعودية الجديدة، وجدت أنقرة أنه من الضروري إيجاد لوبي يخدم مصالحها ويسوق الصورة التي تريد لها الوصول إلى العرب، الأمر الذي دعاها لإنشاء عدة قنوات تواصل نحو جمعية «بيت الإعلاميين العرب»، كقناة تواصل رسمية بين الصحفيين العرب والحكومة التركية، مستثمرةً إقامة وعمل 150 صحفياً وإعلامياً عربياً على الأراضي التركية. من جهة أخرى من المهم الوقوف على حقيقة أن الإعلام العربي الصادر عن تركيا أو المقيم فيها، موالٍ لأنقرة في غالبه، لأسباب معيشية أو أيديولوجية أو لظروف الهجرة القسرية، أو لنقمة العاملين فيه على حكومات الدول العربية التي جاؤوا منها. كما من اللافت للنظر أن لا وجود للإعلاميين الخليجيين في تركيا، ومع ذلك فللدول الخليجية نصيب الأسد من الهجمات المسعورة التي يشنها الإعلاميون العرب المقيمون في تركيا، حتى جاز لنا القول أن نقل البندقية لدى البعض أسهل من التمشي في ساحة «تقسيم» في يوم لا مظاهرات فيه.!!
* اختلاج النبض:
نخاطب عروبة الأخوة الإعلاميين العرب في تركيا، ونذكرهم أنهم لوبي سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه، فهم لوبي مهم وفاعل وقادر على إدامة تدفق نهر التواصل التركي الخليجي والعربي عامة، ومن يعتقد أنه قادر على إرباك بعض العواصم الخليجية عبر اصطفافات مرحلية، فعليه توقع أن يتفاعلون معه بشكل ارتجالي كما تفاعل مع قضاياهم.
مع اندلاع ثورات «الربيع العربي» في بداية 2011، دارت في الأروقة الحكومية لأنقرة ثمة تساؤلات بشأن مستقبل المنطقة العربية، وأدوار الفاعلين فيها، والحيز الذي من الممكن أن تناور تركيا من خلاله لكسب موطئ قدم يمكنها من التعاطي مع التغيرات والتأثيرات المتوقعة في العالم العربي، وهو ما يبرر الاهتمام التركي البالغ بالعالم العربي والحرص على تبني رؤية مختلفة نوعياً لسياسة تركيا الخارجية القديمة تجاهه. أما حديثاً جداً، فقد نشطت الدبلوماسية التركية في الأزمة الخليجية الراهنة، إذ تواصل أردوغان مع عدد من الرؤساء والزعماء ذوي العلاقة، وكان من بينهم تواصله مع قطر، حيث وعد الأخيرة بدعم سياسي واقتصادي وعسكري، ولكن تركيا فشلت في ذلك ولم تحقق مكاسب، فعادت أدراجها لدعم الوساطة الكويتية في ظل عجزها عن تبني مبادرة بديلة.
مع ذلك.. فإن الدور الذي ترنو إليه تركيا في الخليج العربي وسوريا والعراق، يتطلب أكثر من تواصل أردوغان مع الزعماء العرب، وبما أن ثقافة اللوبي قد أثبتت نجاحها في التجربة الإسرائيلية والتجربة السعودية الجديدة، وجدت أنقرة أنه من الضروري إيجاد لوبي يخدم مصالحها ويسوق الصورة التي تريد لها الوصول إلى العرب، الأمر الذي دعاها لإنشاء عدة قنوات تواصل نحو جمعية «بيت الإعلاميين العرب»، كقناة تواصل رسمية بين الصحفيين العرب والحكومة التركية، مستثمرةً إقامة وعمل 150 صحفياً وإعلامياً عربياً على الأراضي التركية. من جهة أخرى من المهم الوقوف على حقيقة أن الإعلام العربي الصادر عن تركيا أو المقيم فيها، موالٍ لأنقرة في غالبه، لأسباب معيشية أو أيديولوجية أو لظروف الهجرة القسرية، أو لنقمة العاملين فيه على حكومات الدول العربية التي جاؤوا منها. كما من اللافت للنظر أن لا وجود للإعلاميين الخليجيين في تركيا، ومع ذلك فللدول الخليجية نصيب الأسد من الهجمات المسعورة التي يشنها الإعلاميون العرب المقيمون في تركيا، حتى جاز لنا القول أن نقل البندقية لدى البعض أسهل من التمشي في ساحة «تقسيم» في يوم لا مظاهرات فيه.!!
* اختلاج النبض:
نخاطب عروبة الأخوة الإعلاميين العرب في تركيا، ونذكرهم أنهم لوبي سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه، فهم لوبي مهم وفاعل وقادر على إدامة تدفق نهر التواصل التركي الخليجي والعربي عامة، ومن يعتقد أنه قادر على إرباك بعض العواصم الخليجية عبر اصطفافات مرحلية، فعليه توقع أن يتفاعلون معه بشكل ارتجالي كما تفاعل مع قضاياهم.