هل كل الأحداث في العالم كالتي نراها بأعيننا أو كما تنقلها إليها الأخبار حرفياً؟!! سؤال كهذا دفعني إليه عنوان جديد مفاده أن واشنطن لا تستبعد استخدام القوة ضد إيران، ذلك العنوان الذي ضاع في الزحام فلم يقف عليه أحد، لم يسمعه كثيرون بين الكرات المرتدة من شباك الفريق الإيراني والفريق الأسباني، وبين صيحات البيارق الحمراء يرفعها جنود رجب طيب أردوغان من الانكشارية في الشوارع العثمانية. لم يسمعها العالم وقصف المدافع يدك جحور الحوثيين في ميناء الحديدة. ولكن قبل المضي قدماً في البحث عن القوة غير المستبعدة لدى واشنطن، علينا الوقوف على المستجدات التي قادت إلى ذلك، فإيران كانت الدافع الرئيسي بحديثها عن انشاء مزيد من أجهزة الطرد المركزي، ورغم أن الحديث عن الأجهزة قد يبدو عادياً لدى عموم الناس، لكنه يعني في مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية وعند أهل البيت الأبيض، الانتقال إلى برنامج أسلحة نووية..!!
ولأن العقوبات التي كانت ستتخذ ضد إيران اقتصادية وإن كانت مشددة، فإن التهديد بالضرب كان الرد الغريب المريب من قبل الأمريكان. فبلهجة محذرة قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الانتقال إلى برنامج أسلحة نووية أمر «لن يجده العالم كله مقبولاً وسنجد أنفسنا في نهاية المطاف على طريق لا أعتقد أنه سيخدم أفضل مصالح إيران». وفي هذا تهديد مبطن بضرب إيران، لكن ليس بنفس الطريقة التي نعتقدها، فواشنطن لن تحارب منفردة ضد نظام الطواغيت، كما لن يرافقها كلب الحراسة اليهودي في الشرق الأوسط. واشنطن تقول هذه المرة على لسان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو إن إيران إن حاولت حيازة أسلحة نووية ستواجه «حنق العالم كله»، فهل ستجري واشنطن تنسيقاً دولياً أو على الأقل غربياً بين أمريكا وأوروبا؟!! أم أنه تنسيق بين واشنطن ودول الخليج باعتبارها المتضرر الأول من الطموح النووي الإيراني؟!!
المريب في الرد الأمريكي قول بومبيو: «عندما أقول الحنق فلا تخلط ذلك بالعمل العسكري، عندما أقول الحنق فأنا أقصد العار الأدبي والقوة الاقتصادية التي تسقط عليهم، هذا ما أتحدث عنه، لا أتحدث عن العمل العسكري هنا، آمل حقاً ألا يكون الأمر كذلك أبداً»، وبهذا يجبر قوله علامات الأسئلة أن تتقافز في أذهاننا باحثة عما يقصده، هل هذا لإرباك طهران أم إرباك أصدقاء أمريكا؟!! أي وببساطة.. هل استخدام القوة العسكرية أمر وارد أم لا .
* اختلاج النبض:
منذ القدم عرف إرباك الخصوم كأسلوب قتالي، لكن أن يقول الأمريكان للإيرانيين «يا ويلكم»، ثم يستدركون أن «لن نضربكم» فهذا محير..!! ما نحن على يقين منه هو أن البيت الأبيض سيعلق زينة الأعراس على واجهته لو سقط نظام الطواغيت في طهران، بل أن ترامب لم يخفٍِ دعمه، فهل تشير واشنطن في تحذيراتها لتجديد دعم المظاهرات؟!! أم أننا سنسمع دويّ القنابل؟!! الأكيد أن روحاني لم يكن بمقدوره الاستماع لصيحات مشجعي فريق بلاده في موسكو بقدر ما كان يستمع لصوت المتظاهرين الذي قد يتفجر في أي لحظة في شوارع طهران.
{{ article.visit_count }}
ولأن العقوبات التي كانت ستتخذ ضد إيران اقتصادية وإن كانت مشددة، فإن التهديد بالضرب كان الرد الغريب المريب من قبل الأمريكان. فبلهجة محذرة قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الانتقال إلى برنامج أسلحة نووية أمر «لن يجده العالم كله مقبولاً وسنجد أنفسنا في نهاية المطاف على طريق لا أعتقد أنه سيخدم أفضل مصالح إيران». وفي هذا تهديد مبطن بضرب إيران، لكن ليس بنفس الطريقة التي نعتقدها، فواشنطن لن تحارب منفردة ضد نظام الطواغيت، كما لن يرافقها كلب الحراسة اليهودي في الشرق الأوسط. واشنطن تقول هذه المرة على لسان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو إن إيران إن حاولت حيازة أسلحة نووية ستواجه «حنق العالم كله»، فهل ستجري واشنطن تنسيقاً دولياً أو على الأقل غربياً بين أمريكا وأوروبا؟!! أم أنه تنسيق بين واشنطن ودول الخليج باعتبارها المتضرر الأول من الطموح النووي الإيراني؟!!
المريب في الرد الأمريكي قول بومبيو: «عندما أقول الحنق فلا تخلط ذلك بالعمل العسكري، عندما أقول الحنق فأنا أقصد العار الأدبي والقوة الاقتصادية التي تسقط عليهم، هذا ما أتحدث عنه، لا أتحدث عن العمل العسكري هنا، آمل حقاً ألا يكون الأمر كذلك أبداً»، وبهذا يجبر قوله علامات الأسئلة أن تتقافز في أذهاننا باحثة عما يقصده، هل هذا لإرباك طهران أم إرباك أصدقاء أمريكا؟!! أي وببساطة.. هل استخدام القوة العسكرية أمر وارد أم لا .
* اختلاج النبض:
منذ القدم عرف إرباك الخصوم كأسلوب قتالي، لكن أن يقول الأمريكان للإيرانيين «يا ويلكم»، ثم يستدركون أن «لن نضربكم» فهذا محير..!! ما نحن على يقين منه هو أن البيت الأبيض سيعلق زينة الأعراس على واجهته لو سقط نظام الطواغيت في طهران، بل أن ترامب لم يخفٍِ دعمه، فهل تشير واشنطن في تحذيراتها لتجديد دعم المظاهرات؟!! أم أننا سنسمع دويّ القنابل؟!! الأكيد أن روحاني لم يكن بمقدوره الاستماع لصيحات مشجعي فريق بلاده في موسكو بقدر ما كان يستمع لصوت المتظاهرين الذي قد يتفجر في أي لحظة في شوارع طهران.