لم يدخر الأسد من وحشيته شيئاً في سبيل استعادة جنوب سوريا، حتى إن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قد حذر من خطورة أن يتكرر نفس السيناريو الذي حدث شرق حلب والغوطة الشرقية في درعا، وكلنا نعلم كيف أن ذلك الدبلوماسي لطالما كان كتلة ثلج متحركة لشدة برودته، فكيف بنا إذا كان ذلك البارد الذي لم تهزه جثث السوريين طوال سبع سنوات قد هاله الهجوم الشامل البري المصاحب للقصف الجوي للطيران الروسي وقصف مدفعي، ليتمخض عن هذا قتل معظم أهل المدينة ناهيك عن تشريد 50 ألفاً للحدود الأردنية.!! ومازلت أستعجب كيف صمت العالم عمّا يجري في سوريا، بل كيف منح الغرب والشرق كذلك الضوء الأخضر للأسد ليستعيد كل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بوحشية وبشاعة، ولو كلف الأمر اتباعه سياسة الأرض المحروقة، ولو قتل العجائز والأطفال وهدم المدارس والمنشآت الطبية.
إن تتبع المشهد السوري يفرض كثيراً من الأسئلة حول الدواعي التي قادت لإطلاق يد الأسد في سوريا، من جهة أخرى فإن السياسة الأمريكية الجديدة تقضي بانسحاب إيراني كامل من سوريا، وهو ما يدعو واشنطن للتفاوض مع موسكو بشأنه خلال القمة المرتقب انعقادها بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، في 15 يوليو الجاري، فأمريكا الترامبية القاسية قد شرّعت الأبواب لمرحلة بقاء المجرم الأسد.!!
إن الانسحاب الإيراني الكامل من سوريا لن يتحقق إلاَّ من خلال تفعيل أدوات الضغط، ولكي تقبل إيران بذلك لم يكن بداً من إخضاعها لعقوبات اقتصادية قاسية، ومنع بيع نفطها، وربما يخفف هذا إذا وافقت على الانسحاب من سوريا. هذا من الجانب الإيراني أما المتوقع من المفاوضات والثمن على المستوى الروسي، فهو أن يأخذ الروس الموانئ والقواعد في سوريا، من جهة ثالثة فإن أداة إجبار الأسد على ذلك ستكون بقرار يمنح منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» صلاحية تحديد المسؤول عن الهجمات السامة المحظورة، حيث صوتت الدول الأعضاء، في جلسة خاصة، لمصلحة الاقتراح الذي حصل على 82 صوتاً في مقابل 24، رغم معارضته من قبل روسيا وإيران وسوريا وحلفائها.
لقد أحكمت الولايات المتحدة الأمريكية خطتها، لتعتمد في هذا السياق على خروج الإيرانيين من سوريا، بناءً على رفض الجوار الإقليمي لوجودهم؛ فالأردن في معسكر خصوم طهران ومثله إسرائيل، أما لبنان فيريد الفكاك من تورط حزب الله بسوريا، وروسيا تريد الكعكة السورية لها وحدها، أما تركيا فتعارض الوجود الإيراني على حدودها وترغب في وقف النزوح إليها.
اختلاج النبض:
المقال برمته يقودنا لإدراك حقيقة بسيطة ومؤلمة مفادها أن دخول إيران كان ذريعة ليساومها الغرب على الخروج من سوريا نظير بقاء المجرم الأسد، وكنتيجة لتلك التسويات الدولية عدنا للمرصد السوري فأفادنا بأنه قد أحصى أكثر من 350 ألف قتيل بينهم 19.811 ألف طفل و12.513 امرأة، وهذا هو الثمن الحقيقي لبقاء الأسد.!!
إن تتبع المشهد السوري يفرض كثيراً من الأسئلة حول الدواعي التي قادت لإطلاق يد الأسد في سوريا، من جهة أخرى فإن السياسة الأمريكية الجديدة تقضي بانسحاب إيراني كامل من سوريا، وهو ما يدعو واشنطن للتفاوض مع موسكو بشأنه خلال القمة المرتقب انعقادها بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، في 15 يوليو الجاري، فأمريكا الترامبية القاسية قد شرّعت الأبواب لمرحلة بقاء المجرم الأسد.!!
إن الانسحاب الإيراني الكامل من سوريا لن يتحقق إلاَّ من خلال تفعيل أدوات الضغط، ولكي تقبل إيران بذلك لم يكن بداً من إخضاعها لعقوبات اقتصادية قاسية، ومنع بيع نفطها، وربما يخفف هذا إذا وافقت على الانسحاب من سوريا. هذا من الجانب الإيراني أما المتوقع من المفاوضات والثمن على المستوى الروسي، فهو أن يأخذ الروس الموانئ والقواعد في سوريا، من جهة ثالثة فإن أداة إجبار الأسد على ذلك ستكون بقرار يمنح منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» صلاحية تحديد المسؤول عن الهجمات السامة المحظورة، حيث صوتت الدول الأعضاء، في جلسة خاصة، لمصلحة الاقتراح الذي حصل على 82 صوتاً في مقابل 24، رغم معارضته من قبل روسيا وإيران وسوريا وحلفائها.
لقد أحكمت الولايات المتحدة الأمريكية خطتها، لتعتمد في هذا السياق على خروج الإيرانيين من سوريا، بناءً على رفض الجوار الإقليمي لوجودهم؛ فالأردن في معسكر خصوم طهران ومثله إسرائيل، أما لبنان فيريد الفكاك من تورط حزب الله بسوريا، وروسيا تريد الكعكة السورية لها وحدها، أما تركيا فتعارض الوجود الإيراني على حدودها وترغب في وقف النزوح إليها.
اختلاج النبض:
المقال برمته يقودنا لإدراك حقيقة بسيطة ومؤلمة مفادها أن دخول إيران كان ذريعة ليساومها الغرب على الخروج من سوريا نظير بقاء المجرم الأسد، وكنتيجة لتلك التسويات الدولية عدنا للمرصد السوري فأفادنا بأنه قد أحصى أكثر من 350 ألف قتيل بينهم 19.811 ألف طفل و12.513 امرأة، وهذا هو الثمن الحقيقي لبقاء الأسد.!!