يحبس العالم أنفاسه ويوجه أنظاره نحو اللقاء المرتقب الذي يجمع بين الرئيسين؛ الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، في منتصف الشهر الجاري، ولا شك أن المنطقة العربية ستكون واحدة من أبرز ملفات ذلك اللقاء، بل وربما المحورية؛ فالشرق الأوسط كان وما يزال على رأس قضايا ومؤتمرات وقمم دولية عدة.
إن الاحتفاظ بقليل من الذاكرة يفيد في استدعاء الشتائم التي تبادلها كل من ترامب وكيم جونغ أون قبل قمتهما في سنغافورة، وكيف أن كوريا الشمالية قد أجرت عدداً من تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية متحدية المجتمع الدولي على نحو واضح. لكن انعقاد اجتماع –كان الأول من نوعه- بين رئيس أمريكي ونظيره الكوري الشمالي، مثل انعطافاً مهماً في سياسة كل منهما، بل وتمخض عن التوصل لاتفاق مشترك هائل، بشأن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بموجب وثيقة وقعها الجانبان.
من المهم القول إن ترامب قد بنى على نجاحه في كوريا الشمالية خطوته تجاه إيران، لتركع الأخيرة مثلما أركع كوريا الشمالية، وهو ما دفع ترامب للحصار الاقتصادي على إيران والذي شمل وقف بيع نفطها للعالم كله، فينهار الريال الإيراني بدوره. أجبر هذا روحاني على القيام بجولات بطوطية كثيرة في أوروبا باحثاً عن مواطن العون ضد قسوة الخصم الأمريكي العنيد في استجداء واضح، ولأن الصراخ على قدر الألم، فقد دفعت هذه الخطوة الأمريكية الحرس الثوري لإطلاق تصريحاته بشأن إغلاق هرمز لمنع تصدير نفط الخليجيين ما لم تصدر إيران نفطها، ولا أدري لماذا ذكّرني هذا بتحديات الطفولة بين أختين، تقول أحدهما لوالدتها بشأن الأخرى: «لن أعطها ريشة الشعر خاصتها ما لم تعِدْ إليّ لعبتي».!!
من ناحيتنا، فإننا نرى أن قمة هلسنكي يجب أن يكون لها نتائج لصالح العرب في سوريا وفي إيران؛ فعدم رغبة واشنطن في التدخل -في وقت مضى- في صراعات الشرق الأوسط المختلفة لا سيما في سوريا، قد منح روسيا فرصاً كثيرة ومكاسب ثمينة، من بينها النجاح الروسي في عقد صفقات وبناء علاقات تسلح كبيرة مع عواصم مختلفة من المنطقة، لا سيما الخليجية منها. هذا فضلاً عن النجاح الروسي في التدخل العسكري بسوريا والذي مكنها من تحقيق أهداف استراتيجية كبيرة، وربما الأبرز تعاون موسكو سياسياً وعسكرياً مع دول إقليمية في المنطقة كإيران وتركيا لتحقيق مصالح لهما في أرض عربية بذريعة تهدئة الوضع في سوريا.!!
اختلاج النبض:
جلّ ما نخشاه ألاَّ تأتي قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين بالأُكل المنشود، وتخرج بعكس نتائج قمة سنغافورة بين ترامب وكيم جونغ أون؛ فقد كانت نتائج القمة السنغافورية خطوة للضغط على تمرد طهران، أما الثانية؛ فيبدو أنها لن تكون للضغط على الأسد بل ربما شرعنة ما يقوم به.!! والأيام بيننا.
{{ article.visit_count }}
إن الاحتفاظ بقليل من الذاكرة يفيد في استدعاء الشتائم التي تبادلها كل من ترامب وكيم جونغ أون قبل قمتهما في سنغافورة، وكيف أن كوريا الشمالية قد أجرت عدداً من تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية متحدية المجتمع الدولي على نحو واضح. لكن انعقاد اجتماع –كان الأول من نوعه- بين رئيس أمريكي ونظيره الكوري الشمالي، مثل انعطافاً مهماً في سياسة كل منهما، بل وتمخض عن التوصل لاتفاق مشترك هائل، بشأن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بموجب وثيقة وقعها الجانبان.
من المهم القول إن ترامب قد بنى على نجاحه في كوريا الشمالية خطوته تجاه إيران، لتركع الأخيرة مثلما أركع كوريا الشمالية، وهو ما دفع ترامب للحصار الاقتصادي على إيران والذي شمل وقف بيع نفطها للعالم كله، فينهار الريال الإيراني بدوره. أجبر هذا روحاني على القيام بجولات بطوطية كثيرة في أوروبا باحثاً عن مواطن العون ضد قسوة الخصم الأمريكي العنيد في استجداء واضح، ولأن الصراخ على قدر الألم، فقد دفعت هذه الخطوة الأمريكية الحرس الثوري لإطلاق تصريحاته بشأن إغلاق هرمز لمنع تصدير نفط الخليجيين ما لم تصدر إيران نفطها، ولا أدري لماذا ذكّرني هذا بتحديات الطفولة بين أختين، تقول أحدهما لوالدتها بشأن الأخرى: «لن أعطها ريشة الشعر خاصتها ما لم تعِدْ إليّ لعبتي».!!
من ناحيتنا، فإننا نرى أن قمة هلسنكي يجب أن يكون لها نتائج لصالح العرب في سوريا وفي إيران؛ فعدم رغبة واشنطن في التدخل -في وقت مضى- في صراعات الشرق الأوسط المختلفة لا سيما في سوريا، قد منح روسيا فرصاً كثيرة ومكاسب ثمينة، من بينها النجاح الروسي في عقد صفقات وبناء علاقات تسلح كبيرة مع عواصم مختلفة من المنطقة، لا سيما الخليجية منها. هذا فضلاً عن النجاح الروسي في التدخل العسكري بسوريا والذي مكنها من تحقيق أهداف استراتيجية كبيرة، وربما الأبرز تعاون موسكو سياسياً وعسكرياً مع دول إقليمية في المنطقة كإيران وتركيا لتحقيق مصالح لهما في أرض عربية بذريعة تهدئة الوضع في سوريا.!!
اختلاج النبض:
جلّ ما نخشاه ألاَّ تأتي قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين بالأُكل المنشود، وتخرج بعكس نتائج قمة سنغافورة بين ترامب وكيم جونغ أون؛ فقد كانت نتائج القمة السنغافورية خطوة للضغط على تمرد طهران، أما الثانية؛ فيبدو أنها لن تكون للضغط على الأسد بل ربما شرعنة ما يقوم به.!! والأيام بيننا.