كل أمر يتعلق بشباب وشابات هذا الوطن، وخاصة ما يتعلق بتطويرهم وتأهيلهم وتمكينهم في مواقع العمل المختلفة، أمر يثلج الصدر بالفعل، لأننا حين نتحدث عن الشباب، فإننا نتحدث عن "ثروة المستقبل" لهذا الوطن.
التنمية الحضارية، وكثير من عمليات التطوير والتقدم التي شهدتها عديد من الدول قامت على أكتاف الكوادر المؤهلة، والتي يتم اختيارها بعناية بناء على قدراتها وإمكانياتها، والاستثمار في الشباب يعتبر سمة من سمات المجتمع المتقدم، والذي يسعى لمواكبة المتغيرات العالمية، والحرص على التحديث المستمر، وهو ما يتطلب كوادر شابة مطلعة ومتقدمة تكنولوجياً وعلمياً.
هذا الأساس الهام في عملية التنمية والتطوير، أحسسنا به متجسداً وبشكل قوي لدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القاعد الأعلى، النائب الأول لسمو رئيس مجلس الوزراء، فهو عودنا دائماً على حرصه واهتمامه بصناعة المستقبل، عبر تطوير وتأهيل الكوادر الشابة، وزاد على ذلك بأن نجح في "تمكين" عديد من هذه الكوادر في القطاعات المختلفة.
اليوم ينهي البرنامج المبتكر الذي جاء من فكر الأمير سلمان بن حمد، وأعني به "برنامج النائب الأول لتنمية الكوادر الوطنية"، ينهي البرنامج المعني بالدفعة الرابعة، في مضي مستمر ومتصل لسلسلة من الدفعات الشابة التي خضعت لهذا البرنامج المتقدم، ونجحت اليوم في تأسيس أرضية صلبة وواعدة لصناعة كوادر شبابية يمكن الاعتماد عليها في مختلف القطاعات.
الأمير سلمان حفظه الله يؤكد على هذا المنهج بقوة، ويقول بأن كوادر البحرين الشابة أثبتت دائماً كفاءتها في مختلف المجالات، وأن لها دوراً فاعلاً في عملية التنمية والتطوير، مؤكداً بأنهم الثروة الحقيقية للوطن.
صاحب السمو "عراب" هذا البرنامج المهم، بين بأن الفرص الذي يقدمها توفر أرضية خصبة لاكتساب العديد من المهارات والخبرات التي تطور قدرات هؤلاء الشباب، بالتالي يمكنهم أن يكونوا أدوات تطوير فاعل في العمل الحكومي.
الأمير سلمان يدرك بأن تحقيق التنمية المستدامة يقوم بشكل أساسي على الاستدامة والاستمرارية، وهي العناصر التي لا يمكن تحققها إلا من خلال عملية "ربط عمل الأجيال" بعضها ببعض، والتي يعتمد أساسها على وجود صفوف ثانية وثالثة من الكوادر، يمكنها البناء على ما قدمه الجيل الأسبق لها، وتزيد عليه بالتطوير والارتقاء بمنظومات العمل.
الدولة الطموحة والساعية لتحقيق الإنجازات، وزيادة رصيد المكاسب في العمل الحكومي، هي الدولة التي لا تجعل نفسها عرضة للتقلبات والأزمات الفجائية، وهي الدولة التي تمتلك صفوفاً مكتظة بالقدرات والطاقات المؤهلة التي يمكنها تولي المسؤوليات وتمضي بالعمليات بشكل سلس وصحيح، وتطور فيها.
بالتالي، هي قناعة مترسخة لدي شخصياً، وأتمنى أن توجد لدى الكثيرين، حينما تمر عليهم مثل هذه البرامج التطويرية المعنية بالشباب، بألا يستهينوا بها، وألا يعتبروها ضمن حزمة برامج التدريب والتأهيل، بل النقطة الفارقة هنا، بأنها برامج تستهدف شريحة معينة، فيها يكون الاستثمار الذكي، وتمثل نقطة انطلاق لتأسيس طاقة بشرية قادرة على صناعة مستقبل واعد.
الجميل في البحرين أن لدينا هذا الاهتمام المتنامي بالشباب، والذي يأتي من أرفع القيادات فيها.
الأمير سلمان بن حمد عرفناه دوماً نموذجاً للشاب الطموح المقاتل الساعي للأفضل ولخوض التحديات وإثبات بأن الطاقات الشبابية قادرة ويمكن التعويل عليها، وأنها بالفعل كنز وثروة هامة من ثروات البلد، وهو اليوم يقدم درساً بليغاً جداً، مفاده أنه لا يجب الاكتفاء بالتطوير الذاتي، بل يجب أن تؤسس هذه الثقافة بقوة، وتكون ديدنا للدولة، لدينا الشباب الواعد، الاهتمام بهم ومنحهم الفرص، هو ما يجعلك تدخل غمار تحديات المستقبل بثقة وأنت تسير على أرضية صلبة، لأن لديك الكوادر التي تعتمد عليها.