في السنوات الأخيرة خرجت على الناس تقليعات تستدعي الدرس والبحث، من ذلك ما سمي بتحدي الثلج حيث يتحدى الفرد نفسه والآخرين بأن يسكب على رأسه جردلاً ممتلئاً بالماء المثلج وينشر المقطع الذي يكون قد صوره على وسائل التواصل الاجتماعي إن لم يكن قد فعل ذلك على الهواء مباشرة. بدأها شخص أو اثنان في الغرب وانتشرت في كل مكان بسرعة البرق وشارك فيها مشاهير.

اليوم خرجوا على الناس بتقليعة جديدة جاءت بعد التقليعات العديدة التي انتشرت بعد تقليعة تحدي الثلج هي رقصة كيكي أو الكيكي حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات تلك الرقصة التي يؤديها الفرد بعد أن يترجل من سيارته أثناء سيرها على أنغام أغنية لنجم أجنبي والتي بدأها نجم أجنبي آخر حيث نشر فيديو لنفسه وهو يرقص على أنغام تلك الأغنية قبل نحو شهر من الآن ولاقى رواجاً كبيراً، وفي أقل من أسبوع شهد "التحدي" مشاركة أكثر من 150 ألف فيديو من دون أي اعتبار للقانون الذي يمنع القيام بما يشكل خطراً على النفس وحياة الناس "تم رصد العديد من حالات السقوط من السيارة لأشخاص كانوا "يتحدون" أنفسهم بتلك الطريقة من بينها شابة مصرية انزلقت على الطريق وهي تحاول القيام بذلك الفعل ... "فيما تعالت ضحكات السائق الصاخبة ، كما لو أن المشهد خلا من أي خطر" ، وغيرها من الحوادث بسبب عدم تمكن بعض السيارات من الوقوف أو عدم تمكن المتحدي من مواكبة سرعة السيارة التي ينشغل سائقها أيضاً بعملية التصوير".



  • كيكي شهدت هجوماً كبيراً وانتقادات واسعة واتهامات للمشاركين فيها خصوصاً وأن بينهم فنانين لهم نصيب من الشهرة من بينهم فنانات عربيات مثل النجمة درة.


  • بسبب خطورة هذا التقليد الأعمى ولتأثيراته السالبة على المجتمعات العربية والخليجية قررت بعض الدول أبرزها الإمارات ومصر التحرك ضده قانونياً وحذرت السلطات الأمنية والقضائية فيهما من المشاركة فيه "أم القيوين قالت إن عقوبة المشاركة في هذا الفعل 32 نقطة سوداء وغرامة 2000 درهم وحجز المركبة لمدة 60 يوماً".


تحدي رقصة الكيكي لا قيمة له أساساً وهو يعرض حياة القائمين به وحياة الآخرين للخطر ويعيق حركة المرور وينتهك الآداب العامة ويسيء إلى الأخلاق العربية والإسلامية، لهذا صار لا بد من الوقوف في وجهه ومنعه بقوة القانون الذي يفترض ألا يستثني أحداً كي لا يخترق ويضعف وألا تقتصر العقوبة على تسديد قيمة المخالفة فالحبس في هذه الحالات رادع ويجعل من يفكر في الإقدام على "التحدي" يفكر أيضاً في العواقب.

الوقوف بقوة في وجه انتشار هذا السلوك السالب مهم جداً، لكن مهم جداً أيضاً دراسة الأسباب التي تجعل شبابنا الخليجي والعربي ينجرف بهذه السهولة ويعتبر المشاركة في هذا "التحدي" وغيره من "التحديات" التي تبدأ في الانتشار من الغرب تحدياً حقيقياً وأنه بالمشاركة فيه سيأتي بـ "الذيب من ذيله" ويعتبر ما فعل تميزاً وانتصاراً شخصياً له ولوطنه وللأمتين العربية والإسلامية.

مواجهة السلوك السالب كهذا الذي لا علاقة له بمجتعاتنا الخليجية والعربية والإسلامية مسألة مهمة لكن دراسة أسباب انجراف الشباب الخليجي والعربي نحوه والمشاركة فيه بهذا الحجم والكم والكيفية مسألة أهم، فالدراسة هنا تعين على تبين الأسباب، وتبين الأسباب يعين على وضع الحلول وإنقاذ هذه المجتمعات من هكذا سلوكيات لا تليق بها ولا بإنسانها الذي يبدو في كل ذلك تابعاً ومقلداً من دون وعي.

انتشار رقصة كيكي في مجتمعاتنا الخليجية والعربية وبهذه السرعة لا علاقة له بأن العالم أصبح قرية صغيرة وإن لم يكن ممكناً إنكار تأثير ودور وسائل التواصل الاجتماعي، فالأمر يكشف عن خلل غير عادي تعاني منه هذه المجتمعات يستوجب الدرس والبحث.