الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام أخيراً نقلاً عن تربويين في صنعاء وملخصه أن الحوثيين يسابقون الزمن لإنجاز طباعة مئات آلاف الكتب الطائفية بغرض فرضها على المدارس الحكومية والأهلية خلال العام المدرسي المقبل. خبر ينبغي عدم السماح بمروره من دون التوقف عنده ملياً، فهذا الخبر ليس كغيره من الأخبار، لأن هذا الذي يقوم به الحوثيون يعني أنهم يسعون إلى لي الفكر وحرفه وفرض ثقافة غريبة على أهل اليمن ومرفوضة منهم لأنها باختصار ثقافة فارسية تمجد في مختطفي ثورة الشعب الإيراني وتنشر ما ملخصه أن الحق مع هؤلاء وأن العالم كله مخطئ في كل شيء إن لم يكن جزءاً من ذلك الذي يعتقدونه ويريدون فرضه، فالعالم في فكرهم بدأ منذ الساعة التي سيطر فيها الملالي على السلطة في إيران ويؤرخ لها بعودة الخميني إلى طهران، وفي فكرهم العالم إلى ضلال إن لم يدرسوا ويتعلموا فكر الخميني ويعتمدونه منهج حياة .
هذا الذي يقوم به الحوثيون بتوجيه ودعم مباشر من حكومة الملالي في إيران سيخلق في المنطقة فتنة ما بعدها فتنة وسيتم بناء على ذلك تقسيم الناس إلى فسطاطين؛ خمينيين هم الحق وأهله، وغير خمينيين ينبغي مساعدتهم على تحويلهم إلى خمينيين، وهذا يعني أن النظام الإيراني يعمل على البقاء في اليمن والدخول من خلاله إلى كل دول مجلس التعاون والسيطرة عليها، وإطالة أمد الصراع، ذلك أنه بناء على هذا الذي يحدث يعتبر كل يمني لا "يتحثون" مارقاً وكافراً، وتعتبر كل دولة من دول المنطقة لا "تتحثون" خارجة عن الطاعة وينبغي إنقاذها من النار قبل أن تقوم الساعة!
في تفصيل الخبر أن التربويين الذين أكدوا ما يقوم به الحوثيون قالوا إن الحوثيين سبق لهم أن شكلوا لجنة من كبار معمميهم وأتباعهم لإعادة النظر في المناهج الدراسية اليمنية المعتمدة في مدارس التعليم العام وأنهم أقروا تغييرات جذرية عليها، خصوصاً في مناهج التربية الإسلامية والقرآن الكريم وعلومه والتربية الوطنية والتاريخ ... وذلك بما يتناسب مع أفكارها الطائفية المستمدة من " الملازم الخمينية" ، ما يعني ويؤكد أن العمل جارٍ على تغيير هوية المجتمع اليمني واستهداف ثقافته كمدخل لتغيير هوية مجتمعات دول مجلس التعاون العربية كلها واستهداف ثقافتها وإخراجها من محيطها العربي ونسف تاريخها الوطني.
حسب المصادر التي اعتمد عليها الخبر فإن الحوثيين تعمدوا تضمين المناهج تحريفاً واسعاً للتاريخ اليمني وتمجيد الحكم الإمامي الذي تحاول الجماعة ترسيخه من جديد وأن كل هذا سيراه الطلبة في كتبهم الجديدة في العام المدرسي المقبل .
الحوثيون ينطلقون في عملهم الإجرامي هذا على الترويج لفكرة أن من الضروري التخلص من المناهج الدراسية الحالية بأنها "مناهج أمريكية إسرائيلية" وأنها سبب انجراف المجتمع اليمني عن اعتناق أفكار الجماعة والتماهي مع مشروعها الطائفي .
حسب المتداول فإن الميليشيات الحوثية أقصت مئات التربويين من القيادات من أتباع الرئيس الراحل وحزب "المؤتمر الشعبي" من مناصبهم وأحلت محلهم عناصر من أتباع الجماعة، الأمر الذي يؤكد خبر العمل على "حوثنة" المناهج و"حوثنة" العقول و"حوثنة" كل صحيح، وحسب المتداول أيضاً أنه سيتم فرض ترديد "الصرخة الخمينية" على المدارس كلها خلال العام المدرسي المقبل وترديدها خلال طابور الصباح عوضاً عن النشيد الوطني .
في الأخبار أيضاً أن الحوثيين يعملون على استغلال المدارس الحكومية من أجل استقطاب التلاميذ والمدرسين إلى دورات الجماعة وأنشطتها تمهيداً لتجنيدهم للقتال، وفيها أيضاً أن عزوف كثير من المعلمين عن الدوام بسبب ظروفهم المعيشية وتوقف رواتبهم وفر للميليشيات الحوثية فرصة الدفع بآلاف المتطوعين من أتباعهم للقيام بوظيفة المعلمين وتسخير وجودهم في أوساط التلاميذ وتحقيق كل تلك الأهداف التي تم رسمها بعناية.