الوسم الذي انتشر في الآونة الأخيرة وعبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حضوره مؤتمر الشباب السادس بجامعة القاهرة قبل يومين عن انزعاجه منه وزعله هو نتاج جهد كل الذين لا يريدون الخير لمصر ويعتبرون أنفسهم الأحق والأقدر على إدارتها. يسهل تبين هذا في الفضائيات التي تم تسخيرها لإهانة وإغاظة مصر ورئيسها وحكومتها وأبرزها فضائية "مكملين" التي تبث من تركيا الإخوان وتحصل على دعم مباشر من قطر الإخوان ومن كل إخوان يتواجدون في كل مكان في العالم، فالإخوان المسلمون يعتبرون الحكم في مصر مغصوباً وأنه لا بد أن يعود إليهم، لهذا يفعلون كل ما يمكن فعله بغية الإساءة إلى الحكم في مصر وإلى رمز مصر.
ليس مهماً عند هؤلاء وعند كل الذين لا يريدون الخير لمصر ما يمكن أن يحدث لمصر بسبب ممارساتهم السالبة فالمهم هو أن يفشلوا كل تحرك خير ويقللوا من قيمة كل إنجاز يتحقق في عهد الرئيس السيسي. من يتابع تلك الفضائية وأمثالها ولو لفترة قصيرة يسهل عليه تبين كل هذا، فبرامجها تعمل على تسخيف كل موجب يتحقق في هذا العهد، حتى تلك التي تدهش العالم كمحطات الكهرباء الثلاثة التي افتتحها الرئيس السيسي قبل أيام، ومقدمو برامجها يصنعون من كل خبر يلتقطونه من صحف مصر قصة وسبباً لمهاجمة الحكم حيث المهم والأهم عندهم هو نشر فكرة أن الحياة في مصر لا يمكن أن تستقيم إلا بسيوف الإخوان وفكرهم.
من حق الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يزعل وأن يعبر عن زعله وانزعاجه من مثل ذلك الوسم الذي يقوم بدور العصا التي توضع في العجلة كي يعيقوا تقدمها، ومن حقه أن يغضب بسبب أنه في الوقت الذي يعمل فيه ليل نهار على إخراج مصر من واقعها الصعب والذي وصفه بـ"أمة العوز" يشغل مريدو السوء الشعب المصري بوسم يسيء إلى شخصه وإلى مصر ويقلل من كل ما حققه ويحققه من إنجازات.
الفارق بين الرئيس السيسي وأولئك الذين يعتقدون أنهم الأحق بحكم مصر هو أن السيسي لم يقل إن الأمور عال العال ولا يضيع وقته في رسم صفحة وردية توفر أملاً زائفاً للشعب المصري ولكنه يعمل بطريقة مواجهة الواقع والتعامل على أساسه وانطلاقاً منه، فالسيسي يؤمن بأن مصر تعاني من "عوز اقتصادي واجتماعي وأخلاقي وعلمي ومعنوي" كما قال في لقائه بشباب الجامعة، والسيسي يؤمن بأن الذراع الأقوى في الذي يسعى إلى تحقيقه هم شباب مصر الذين لم تتلوث عقولهم حتى الآن ولم تتمكن الأحزاب المسيئة لمصر من إفسادهم، ولهذا عمد إلى توصيل رسائله عن واقع مصر ومستقبلها من خلال صرح علمي مصري يلتقي فيه بشباب مصر وعماد مستقبلها، وهو ما يؤكد صحة نظرته وسعة أفقه.
أهل مصر أدرى بشؤونهم لكن الوقوف إلى جانب مصر واجب لا تتأخر الدول الخليجية الخمس عن أدائه، فلمصر في رقابها ورقاب دول كثيرة ديوناً يصعب الوفاء بها، ويكفي أنها وقفت مع السعودية والإمارات والبحرين في محاولتها إعادة قطر إلى حيث كانت وحيث ينبغي أن تكون ولإنقاذ الشعب القطري وحمايته من "تلايا" أفعال النظام الحاكم في بلاده والذي أكد ضيق أفقه بمعاداة مصر ودعم كل من يعادي مصر.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد انزعاجه من ذلك الوسم وعبر عن زعله من اتهام البعض له بالتقصير في وقت يسخر فيه كل الإمكانات والجهود للارتقاء بمصر وبشعب مصر ولإخراجه من حالة العوز التي يريد لها البعض أن تظل فيها، لكن الأكيد أن كل هذا لا يفت من عضده، فهو يستند إلى الظهر الخليجي المستند إلى ظهر مصر.