شهدت طهران ومدن إيرانية أخرى في الأيام القليلة الماضية تظاهرات لم تتوقف بعد ضد النظام المغتصب لثورة الشعب الإيراني رفعت خلالها شعارات منها "الموت للديكتاتور" (يقصدون به خامنئي) و"لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء إيران" بينما نشرت رئيس منظمة مجاهدي خلق ورمز المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي تغريدة ملخصها "المنتفضون يمثلون جيلاً تواقاً لا يرضى بشيء أقل من تحرير الشعب والوطن.. إنهم يبدون مشاعر الغضب والكراهية التي يحملها المواطنون الإيرانيون ضد نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران" و"المدن العاصية تلتحق بعضها بعضاً واحدة تلو الأخرى ويعلو صوت الشعب المتعطش للحرية ويتسع نطاق الانتفاضة كل لحظة.. لا قوة أقوى من الشباب المتضامن والمتحد معاً". أما رجال الأمن والباسيج ومختلف أدوات القمع التابعة للنظام فعملت على التصدي للمتظاهرين ويعتدون على الجميع بوحشية من دون أن يستثنوا حتى النساء اللاتي بينهن طاعنات في السن.الشعب الإيراني خرج إلى الشوارع غاضباً من الغلاء الذي أنهكه وزاد من أعداد الفقراء ومن هم تحت خط الفقر واحتجاجاً على انهيار العملة المحلية وتدهور الوضع الاقتصادي، أما الذين يئسوا من الحياة بسبب الظلم الواقع عليهم من حكومة الملالي فاختاروا الانتحار الذي زادت معدلاته بشكل لافت. اليوم تأكد العالم كله أن نظام ولاية الفقيه فشل في إدارة البلاد وبدد ثروة الشعب الإيراني المظلوم على الإنفاق العسكري والتدخل في شؤون جيرانه ودعم الإرهاب والميليشيات في كل مكان.ما يجري حالياً في إيران كان متوقعاً وهو نتيجة طبيعية للسياسة التي اتبعها النظام منذ اختطافه ثورة الشعب الإيراني واستيلائه على الحكم، فكل ما فعله النظام منذ ذلك الحين لا يمكن أن يؤدي إلى غير هذه النتيجة. يكفي القول إنه من غير المعقول أن يصل الشعب الإيراني إلى كل هذا الذي وصل إليه من فقر وأذى وظلم وحرمان واقتصاد ينهار ويسكت. خروج الإيرانيين إلى الشوارع أمر طبيعي، وطبيعي أيضاً أنهم لن يقبلوا بالوعود ولن يلتفتوا إليها، ولن يقبلوا بأقل من رحيل النظام ورموزه وتسلمهم السلطة ليديروا بلادهم بأنفسهم وبالطريقة التي يرضون عنها وأساسها استرداد الحريات التي سلبت منهم ومنع تبديد ثروة البلاد وحرمانه منها بصرفها على مغامرات ودعم الإرهاب.قبل أن يلفظ العام 2017 أنفاسه الأخيرة بدأ تحرك الشعب واستمر وسيستمر مهما فعل النظام وأياً كان عدد الضحايا، وما التظاهرات التي امتلأت بها المدن الإيرانية ومنها العاصمة طهران قبل أيام إلا الدليل على إصرار الشعب الإيراني على مواصلة هذا التحرك وعدم القبول إلا بالإطاحة بالنظام الذي دفنه بالحياة طوال أربعين سنة وجعله ينتمي إلى الشعوب الأفقر والأكثر تخلفاً بعدما كان الأبرز والأكثر تقدماً في المنطقة.بعد كل هذا الذي جرى على الشعب الإيراني في العقود الأربعة الماضية، وبعد كل التضحيات التي قدمها، وبعد كل هذا الإصرار على استرداده حريته ومنع تبديد ثروته في ما لا يأتي إلا بالأذى، بعد كل هذا صار لزاماً على العالم أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني ومساعدته على التخلص من هذا النظام الذي طوع الدين لمصلحته وغاياته واعتبر السماح للناس بالتعبير عن حبهم لآل البيت الكرام منة وسبباً يستوجب الشكر والتقدير والولاء وتقديم فروض الطاعة.لم يعد أمام الشعب الإيراني سوى أن يواصل ثورته ويستمر في مواجهة النظام حتى إسقاطه وحتى الظفر بظروف أخرى يستفيد فيها من ثروته ويسترد خلاله اسم بلاده الذي تلوث بعدما صار مرتبطاً ارتباطاً شرطياً بالإرهاب، فالنظام الإيراني ربط بأفعاله المسيئة وتدخلاته في شؤون الآخرين ومغامراته اسم إيران بالإرهاب وأساء إلى الشعب الإيراني حتى صار العالم يعتقد أن كل إيراني إرهابي بالضرورة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90