إعلان المملكة العربية السعودية عدم قبولها التدخل في شؤونها الداخلية أو فرض إملاءات عليها من أي دولة كانت واعتبارها الموقف الكندي هجوماً على المملكة يستوجب اتخاذ موقف حازم تجاهه يردع كل من يحاول المساس بسيادة المملكة، هذا الإعلان المهم كشف عن أمر آخر مهم أيضاً وهو أن مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة تقفان إلى جانب المملكة العربية السعودية بقوة وتؤيدانها وأن ملخص العلاقة فيما بينها هو أن كل من يخطئ على السعودية يكون قد أخطأ على البحرين والإمارات، وكل من أخطأ على البحرين أو الإمارات يكون قد أخطأ على السعودية.

موقف البحرين والإمارات من تدخل كندا في الشؤون الداخلية للسعودية ليس موقف مجاملة ولكنه إعلان بأن السعودية والبحرين والإمارات واحد، وهذا يعني أن كل ما يترتب على السعودية من هذا القرار يترتب على البحرين والإمارات.

في جلسة مجلس الوزراء التي صادف انعقادها في اليوم نفسه الذي اتخذت فيه السعودية قرارها أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة تأييد البحرين للشقيقة الكبرى فيما تتخذه من إجراءات لمواجهة أي تدخل في شأنها الداخلي، ووقوفها بشكل تام وحازم معها ضد أية محاولة للمساس بسيادتها، وأعرب عن الأسف للموقف الكندي كونه تدخلاً صريحاً وسافراً في شأن داخلي سعودي ومخالفة لأبسط الأعراف الدولية والمواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول.

بهذا الوضوح وهذه القوة أعلنت البحرين عن موقفها المؤيد والمساند للسعودية، وبهذا الوضوح والقوة أعلنت الإمارات أيضاً موقفها المؤيد والمساند للسعودية حيث نشر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في التو واللحظة تغريدة جاء فيها "لا يمكن لنا إلا أن نقف مع السعودية في دفاعها عن سيادتها وقوانينها واتخاذها للإجراءات اللازمة. ولا يمكن أن نقبل بأن تكون قوانيننا وسيادتنا محل ضغط أو مساومة. اعتقاد بعض الدول أن نموذجها وتجربتها تسمح لها بالتدخل في شؤونا مرفوض مرفوض".

ولأن الخطأ الذي وقعت فيه كندا كبير وواضح لذا أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن تفهمها التام لموقف المملكة العربية السعودية الداعي إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية وهو مبدأ تكفله جميع المواثيق والأعراف الدولية التي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتدعو إلى احترام سيادتها، وقال الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين "المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة وتحظي باحترام واسع على المستويين الإقليمي والدولي ويتمتع فيها القضاء باستقلالية تامة ولها قوانينها الداخلية التي تكفل وتنظم وتراعي أنشطة المجتمع المدني".

غضبة الرياض من تغريدة الخارجية الكندية التي انتقدت فيها قرارات سعودية داخلية وجرحت القضاء فيها هو لإيقاف هذا التدخل المرفوض ولإيصال رسالة واضحة لجميع الدول وخصوصاً تلك التي استمرأت التدخل في شؤون السعودية مثل إيران ملخصها أن السعودية لا يمكن أن تقبل بهذا السلوك وأن هذا خط أحمر لا يهمها معه أي خسارة قدر تترتب على قطع علاقتها بالدولة التي سمحت لنفسها بممارسته. ولتأكيد هذا أتبعت قرارها طرد السفير الكندي واستدعاء سفيرها لدى أوتاوا للتشاور بجملة قرارات ليس أولها تجميد العلاقات التجارية والاستثمارية مع كندا وليس آخرها صدور توجيه بإيقاف برامج التدريب والابتعاث والزمالة إلى كندا وإعداد وتنفيذ خطة عاجلة لتسهيل انتقال المبتعثين السعوديين إلى كندا إلى دول أخرى، الأمر الذي يوفر مثالاً عملياً على السياسة الجديدة للمملكة في هذا العهد والتي عنوانها الحزم والحسم.

الرسالة التي وجهتها السعودية إلى كل دول العالم ملخصها أنها ترفض رفضاً مطلقاً التدخل في شؤونها الداخلية والتشكيك في نزاهة قضائها، والرسالة التي وجهتها البحرين والإمارات فور إعلان السعودية قرارها القوي ضد كندا هي أنهما تتكاملان مع السعودية.