يقال إن الإنتاج الأدبي للمجتمع إنما هو انعكاس لحالته وظروفه بشكل أو بآخر، وأن حتى الطرائف التي يتبادلها شعب ما أو جماعة فيما بينهم إنما هي انعكاس لثقافتهم وظروفهم المعيشية ومزاجهم العام بما تشمله من تعبير مباشر أو غير مباشر عن حالة الرضا من عدمه إزاء قضايا محددة، ولعل المتتبع لتطبيقات التواصل الاجتماعي، يلحظ بوضوح ما تعكسه الطرائف والنوادر من حالة الإحباط التي يعيشها المواطن البحريني إزاء مستواه المعيشي الذي يحول في كثير من الأحيان دون استمتاعه بالإجازات كإجازة الصيف، أو استمتاعه العام بتفاصيل مختلفة من الحياة اليومية، لكثرة الالتزامات التي تطوق عنقه ومحدودية دخله الشهري، ولنا في ظروف الشهر الجاري بالتزامن مع عيد الأضحى وتساؤل الناس حول تقديم موعد الرواتب مؤشر واضح وبرهان دامغ على ما أقول.
من جهة أخرى فإن دروساً في التنمية البشرية تركز على مضامين مختلفة مفادها «دلل نفسك» و«كافئ نفسك»، ورغم صحتها إلاَّ أنها في كثير من الأحيان يصعب تطبيقها على واقع المواطن البحريني متوسط الدخل وما دونه، لأنه لا يملك ما يكفي لتسديد التزاماته الأساسية فضلاً عن تدليل نفسه أو مكافأتها، وربما الجدير بالانتباه أن ارتفاع معنويات المواطن وتجديد نفسيته وحياته من خلال الفعاليات والبرامج والترفيه إنما يعود بالنفع على كافة مناحي الحياة التي تنعكس على توفير تكاليف كبيرة على الحكومة، إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الظروف الصعبة التي يعيشها البعض تنعكس على ضعف الإنتاجية في العمل، والخلافات الاجتماعية والأسرية لما يعانيه الجميع من ضغوط، وربما تؤدي إلى تضييع تربية الأبناء في ظل حالة اللهاث التي يعيشها بعض الآباء في وظائف متعددة طيلة اليوم لتوفير مستلزمات الأسرة ومتطلباتها.
وعودة إلى الإنتاج الأدبي والفني كذلك، أذكر من المسلسلات الخليجية شخصية سليمان أبو الريش قام بأداء دورها الفنان الكويتي الراحل غانم الصالح، الذي يدير شركة الدواجن المملوكة لزوجته. ولمّا عرف الغني أو ميسور الحال في لهجتنا المحلية بـ«المريّش» فإن المواطن متوسط الدخل وما دون ذلك لدينا «منتوف الريش» ما بين التزاماته الحياتية وتسديد قروضه قبالة ضعف الرواتب، ما حدا به للتخلي عن كثير من أوجه الحياة التي يتمتع بها كثير من الخليجيين -أدام الله عليهم النعمة، منصرفاً إلى أساسيات الأساسيات كقوت يومه والإيفاء بمصروفات لا مناص منها كمستلزمات دراسة الأبناء وما شاكلها. فإذا ما انتهى عام دراسي حافل وحلّ الصيف وهجّ العالم في رحلاته السياحية، استجم المواطن «منتوف الريش» بصيف البحرين.
ورغم تركيزنا الدائم على صورة البحرين في الخارج وكيف أن مقالاتنا ترجمان لتلك الصورة ورسالة المملكة للعالم، إلاَّ أنها أيضاً تحمل صوت الشعب وضمير الكاتب في مسؤوليته إزاء أبناء بلده، ومن باب أولى أن تكون مقالاتنا فخراً بإنجازات حقيقية بدل الطبطبة ومداراة الصورة في شكلها الخارجي رغم اهتراء المضمون.
* اختلاج النبض:
بعد أن فقد المواطنون الأمل في تطوير مستواهم المعيشي من خلال تعديل مجدٍ للأجور، أو من خلال خلق فرص أفضل تتناسب مع ما يحظى به البحريني من إمكانيات، وبعد أن أثبتت التجارب أن مجلس النواب عقيم ولن ينجب من الدنانير ما تقر به أعين المواطنين وجيوبهم، هل يحق لنا طرح مقترح برغبة من خارج قبة البرلمان لصرف علاوة سفر للمواطن «منتوف الريش» مع إقبال كل إجازة صيفية سنوياً؟! مجرد مقترح..!!
من جهة أخرى فإن دروساً في التنمية البشرية تركز على مضامين مختلفة مفادها «دلل نفسك» و«كافئ نفسك»، ورغم صحتها إلاَّ أنها في كثير من الأحيان يصعب تطبيقها على واقع المواطن البحريني متوسط الدخل وما دونه، لأنه لا يملك ما يكفي لتسديد التزاماته الأساسية فضلاً عن تدليل نفسه أو مكافأتها، وربما الجدير بالانتباه أن ارتفاع معنويات المواطن وتجديد نفسيته وحياته من خلال الفعاليات والبرامج والترفيه إنما يعود بالنفع على كافة مناحي الحياة التي تنعكس على توفير تكاليف كبيرة على الحكومة، إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الظروف الصعبة التي يعيشها البعض تنعكس على ضعف الإنتاجية في العمل، والخلافات الاجتماعية والأسرية لما يعانيه الجميع من ضغوط، وربما تؤدي إلى تضييع تربية الأبناء في ظل حالة اللهاث التي يعيشها بعض الآباء في وظائف متعددة طيلة اليوم لتوفير مستلزمات الأسرة ومتطلباتها.
وعودة إلى الإنتاج الأدبي والفني كذلك، أذكر من المسلسلات الخليجية شخصية سليمان أبو الريش قام بأداء دورها الفنان الكويتي الراحل غانم الصالح، الذي يدير شركة الدواجن المملوكة لزوجته. ولمّا عرف الغني أو ميسور الحال في لهجتنا المحلية بـ«المريّش» فإن المواطن متوسط الدخل وما دون ذلك لدينا «منتوف الريش» ما بين التزاماته الحياتية وتسديد قروضه قبالة ضعف الرواتب، ما حدا به للتخلي عن كثير من أوجه الحياة التي يتمتع بها كثير من الخليجيين -أدام الله عليهم النعمة، منصرفاً إلى أساسيات الأساسيات كقوت يومه والإيفاء بمصروفات لا مناص منها كمستلزمات دراسة الأبناء وما شاكلها. فإذا ما انتهى عام دراسي حافل وحلّ الصيف وهجّ العالم في رحلاته السياحية، استجم المواطن «منتوف الريش» بصيف البحرين.
ورغم تركيزنا الدائم على صورة البحرين في الخارج وكيف أن مقالاتنا ترجمان لتلك الصورة ورسالة المملكة للعالم، إلاَّ أنها أيضاً تحمل صوت الشعب وضمير الكاتب في مسؤوليته إزاء أبناء بلده، ومن باب أولى أن تكون مقالاتنا فخراً بإنجازات حقيقية بدل الطبطبة ومداراة الصورة في شكلها الخارجي رغم اهتراء المضمون.
* اختلاج النبض:
بعد أن فقد المواطنون الأمل في تطوير مستواهم المعيشي من خلال تعديل مجدٍ للأجور، أو من خلال خلق فرص أفضل تتناسب مع ما يحظى به البحريني من إمكانيات، وبعد أن أثبتت التجارب أن مجلس النواب عقيم ولن ينجب من الدنانير ما تقر به أعين المواطنين وجيوبهم، هل يحق لنا طرح مقترح برغبة من خارج قبة البرلمان لصرف علاوة سفر للمواطن «منتوف الريش» مع إقبال كل إجازة صيفية سنوياً؟! مجرد مقترح..!!