إعلان الحرس الثوري الإيراني قبل أيام عن تمكنه من إحباط عملية تسلل لجماعة إرهابية في منطقة أشنوية شمال غرب إيران وقوله إن الاشتباك بين الطرفين أسفر عن مصرع 11 من المسلحين وإصابة عدد آخر منهم لعبة مكشوفة ومحاولة مفضوحة للتغطية على أمور أخرى ولشغل الشارع الإيراني عن حالة الضعف والهوان التي صار يعيشها النظام المختطف لثورة الشعب الإيراني والجاثم على صدره منذ أربعين عاماً.
ترى كيف لجماعة مرتبطة حسب بيان الحرس الثوري بـ«الاستكبار العالمي وبأجهزة استخباراتية» تتقدم لتنفيذ عمليات يفترض أنها قد تدربت عليها جيداً بل جيداً جداً ويقتل منها هذا العدد ويجرح الباقون بهذه البساطة؟ أي استكبار عالمي هذا وأي أجهزة استخباراتية تلك التي ترسل مجموعة يتم التغلب عليها بهذه البساطة التي وصفها ذلك البيان؟ لا تفسير لذلك سوى أن قادة الحرس الثوري وقادة النظام الإيراني يعتقدون أن الشعب الإيراني والعالم كله من الغباء بحيث يمكنهم تمرير هذه القصة السمجة عليهم ويصدقونها.
البيان نفسه يذكر أن تلك الجماعة كانت «مجهزة» وأنه كان معها «كميات من الأسلحة والعتاد وأجهزة الاتصالات»، أي أنها كانت مؤهلة للقيام بتلك العملية وتحقيق أهدافها، فكيف لها أن تفشل مثل هذا الفشل الذريع الذي وصفه بيان الحرس الثوري؟ وكيف لها ألا تقتل أو تجرح حتى واحداً من ذلك الحرس؟
الخبر نفسه تضمن معلومة مفادها أن وزارة الأمن الإيرانية كانت قد أعلنت منذ أيام عن «إحباط عمليّتين إرهابيتين في محافظتي كردستان «غرب» وخوزستان «جنوب»، قبل تنفيذهما من قبل مجموعات انفصالية وتكفيرية»، والمتابعون للشأن الإيراني لا ينسون البيانات التي سبقت هذا البيان والتي ذكر فيها ما ذكر في هذا البيان، ما يؤكد أن كل هذه البيانات من تأليف الحرس الثوري ولتحقيق أغراض محددة، ويؤكد اعتقاد المسؤولين الإيرانيين بأن الشعب الإيراني يمكن أن يصدق أي شيء وأنه يكفي أن هذا الشيء صادر عن الحرس الثوري.
النظام الإيراني يعيش أصعب أيامه بعد أن اعتقد أن بإمكانه أن يقارع الولايات المتحدة وينتصر عليها. اليوم يعاني هذا النظام من عقوبات دولية ستقلب كيانه وتجعله كما الليرة التركية التي خسرت في أيام معدودات خمس قيمتها. اليوم لم يعد أمام النظام الإيراني سوى التسليم بقوة الولايات المتحدة وبفشله في تحقيق أهدافه وخصوصاً في المنطقة، وليس أمامه سوى معرفة حجمه الحقيقي وأن الشعب الإيراني من الذكاء بحيث لا يمكن أن تنطلي عليه قصص من مثل تلك التي سعى الحرس الثوري إلى بيعها عليه، فلا مجموعات إرهابية قامت بمحاولة التسلل إلى إيران ولا الحرس الثوري «تمكن من قتل وجرح مجموعة إرهابية مرسلة من الاستكبار العالمي ومجهزة بأنواع من الأسلحة».
ما ينبغي أن يدركه النظام الإيراني جيداً هو أن الشعب الإيراني -ومعه شعوب المنطقة وشعوب العالم- لم تعد تنطلي عليه عبارات من قبيل «الاستكبار العالمي» و«الشعوب المضطهدة» و«تحرير القدس»، فهذه العبارات لم تعد ذات قيمة ولم يعد يصدقها أحد بعدما رأى ما رأى من تناقضات اتسم بها عهد الملالي طوال الأربعين سنة الأخيرة، فهذه العبارات المغبرة تعبر عن هذا النظام قبل أن تعبر عن غيره، فلا أحد اضطهد شعبه مثل النظام الإيراني، ولا نظام يمارس الاستكبار مثل النظام الإيراني، ولا نظام كذب في رفعه راية تحرير القدس مثل النظام الإيراني.
بعد كل الذي جرى من النظام الإيراني لم يعد أحد يصدق ما يروج له الحرس الثوري أو أي جهاز من أجهزته، حتى لو كان ما احتواه بيانه الأخير صحيحاً، مثلما لا يمكن لأحد تصديق بيان نفي إصدار هذا البيان الذي صدر لاحقاً.
{{ article.visit_count }}
ترى كيف لجماعة مرتبطة حسب بيان الحرس الثوري بـ«الاستكبار العالمي وبأجهزة استخباراتية» تتقدم لتنفيذ عمليات يفترض أنها قد تدربت عليها جيداً بل جيداً جداً ويقتل منها هذا العدد ويجرح الباقون بهذه البساطة؟ أي استكبار عالمي هذا وأي أجهزة استخباراتية تلك التي ترسل مجموعة يتم التغلب عليها بهذه البساطة التي وصفها ذلك البيان؟ لا تفسير لذلك سوى أن قادة الحرس الثوري وقادة النظام الإيراني يعتقدون أن الشعب الإيراني والعالم كله من الغباء بحيث يمكنهم تمرير هذه القصة السمجة عليهم ويصدقونها.
البيان نفسه يذكر أن تلك الجماعة كانت «مجهزة» وأنه كان معها «كميات من الأسلحة والعتاد وأجهزة الاتصالات»، أي أنها كانت مؤهلة للقيام بتلك العملية وتحقيق أهدافها، فكيف لها أن تفشل مثل هذا الفشل الذريع الذي وصفه بيان الحرس الثوري؟ وكيف لها ألا تقتل أو تجرح حتى واحداً من ذلك الحرس؟
الخبر نفسه تضمن معلومة مفادها أن وزارة الأمن الإيرانية كانت قد أعلنت منذ أيام عن «إحباط عمليّتين إرهابيتين في محافظتي كردستان «غرب» وخوزستان «جنوب»، قبل تنفيذهما من قبل مجموعات انفصالية وتكفيرية»، والمتابعون للشأن الإيراني لا ينسون البيانات التي سبقت هذا البيان والتي ذكر فيها ما ذكر في هذا البيان، ما يؤكد أن كل هذه البيانات من تأليف الحرس الثوري ولتحقيق أغراض محددة، ويؤكد اعتقاد المسؤولين الإيرانيين بأن الشعب الإيراني يمكن أن يصدق أي شيء وأنه يكفي أن هذا الشيء صادر عن الحرس الثوري.
النظام الإيراني يعيش أصعب أيامه بعد أن اعتقد أن بإمكانه أن يقارع الولايات المتحدة وينتصر عليها. اليوم يعاني هذا النظام من عقوبات دولية ستقلب كيانه وتجعله كما الليرة التركية التي خسرت في أيام معدودات خمس قيمتها. اليوم لم يعد أمام النظام الإيراني سوى التسليم بقوة الولايات المتحدة وبفشله في تحقيق أهدافه وخصوصاً في المنطقة، وليس أمامه سوى معرفة حجمه الحقيقي وأن الشعب الإيراني من الذكاء بحيث لا يمكن أن تنطلي عليه قصص من مثل تلك التي سعى الحرس الثوري إلى بيعها عليه، فلا مجموعات إرهابية قامت بمحاولة التسلل إلى إيران ولا الحرس الثوري «تمكن من قتل وجرح مجموعة إرهابية مرسلة من الاستكبار العالمي ومجهزة بأنواع من الأسلحة».
ما ينبغي أن يدركه النظام الإيراني جيداً هو أن الشعب الإيراني -ومعه شعوب المنطقة وشعوب العالم- لم تعد تنطلي عليه عبارات من قبيل «الاستكبار العالمي» و«الشعوب المضطهدة» و«تحرير القدس»، فهذه العبارات لم تعد ذات قيمة ولم يعد يصدقها أحد بعدما رأى ما رأى من تناقضات اتسم بها عهد الملالي طوال الأربعين سنة الأخيرة، فهذه العبارات المغبرة تعبر عن هذا النظام قبل أن تعبر عن غيره، فلا أحد اضطهد شعبه مثل النظام الإيراني، ولا نظام يمارس الاستكبار مثل النظام الإيراني، ولا نظام كذب في رفعه راية تحرير القدس مثل النظام الإيراني.
بعد كل الذي جرى من النظام الإيراني لم يعد أحد يصدق ما يروج له الحرس الثوري أو أي جهاز من أجهزته، حتى لو كان ما احتواه بيانه الأخير صحيحاً، مثلما لا يمكن لأحد تصديق بيان نفي إصدار هذا البيان الذي صدر لاحقاً.