ثمة خناجر تلقاها روحاني في الفترة الأخيرة من كل صوب وناحية، أولها طرح البرلمان الثقة في «عميد اللوبيات والتكتيكيات في البرلمان» وزير العمل والرفاه علي ربيعي، الذي جاء على خلفية تصاعد الاحتجاجات الشعبية إزاء البطالة، كيف لا وقد بلغ عدد العاطلين 8 ملايين عاطل ما يعني تدهور الوضع المعيشي الإيراني. أما الخنجر الثاني في خاصرة الرئيس حسن روحاني يتمثل في اتهامات بشأن تلقي رشى من جهات خارج البرلمان للتأثير على مسار التصويت وتحرك سحب الثقة من الوزير، لا سيما وأن نواباً أشاروا إلى صفقة بين نواب والحكومة لتعطيل التصويت، ولأن ربيعي محسوب من الإصلاحيين حول روحاني، فقد تمثل الخنجر الثالث في تجريد المتشددين لروحاني من رجاله.
نار أشعلها المتشددون على روحاني كونه لم يبذل مجهوداً لتأديب أمريكا والإمبريالية والاستكبار العالمي، وأن روحاني ما هو إلاَّ ضرب من الحمائم بينما كان ينبغي له أن يكون من الصقور، فاللغة الوحيدة التي تفهمها أمريكا ومعها إسرائيل هي القوة، وروحاني أضعف من يمثل دور القائد لبلد يحارب الشيطان الأكبر. أما النار الأشد التي اكتوى بها روحاني فهي نار الحرس الثوري الذي يشتد لهيبها يوماً تلو الآخر، لا سيما بقيامه مؤخراً بمناورة في مياه الخليج العربي بذريعة حماية الممرات المائية للسفن الإيرانية لضمان وصول النفط الإيراني للأسواق، ولا شك أن في هذا إضعافاً لروحاني الذي يريد أن يظهر للعالم أنه يريد الحوار مع واشنطن والغرب ويتجنب الصراع معها. الأمر الآخر من الحرس الثوري، أن هذا بات يشوه الموقف الإيراني أكثر بدعمه للحوثيين ومحاولتهم الفاشلة لسد مضيق باب المندب، هذا ناهيك عن رفض كامل الإقليم لتواجد الحرس الثوري في سوريا ومماطلته في الانسحاب، بل والاستعاضة عنه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية..!!
كل ما سبق إنما هو قطعة واحدة من حجري الرحى، فالكتلة الأخرى إنما تتمثل في العقوبات الأمريكية معقوفة ومتعددة الخناجر، تلك الخناجر التي استهدفت مواضع رئيسة من الجسد الإيراني، فقد كسرت أولى العقوبات ظهر النظام المصرفي الإيراني، وتأتي الثانية في نوفمبر المقبل لوقف تصدير النفط بكسر العمود الفقري للنظام. في ضربة الخنجر الأولى تلقت حكومة روحاني عقوبات جرّاء شراء أو الاستحواذ على الدولار، وعقوبات على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وأيضاً على تجارة المعادن كالصلب والألمنيوم والفحم والغرافيت، ناهيك عن العقوبات على التعاملات المالية الكبيرة بالريال الإيراني وعلى الاحتفاظ بأموال أو حسابات خارج إيران بالريال الإيراني أيضاً، يضاف إلى ذلك العقوبات الأمريكية على الاستثمار في أدوات الدين الإيرانية، وعلى قطاع السيارات الإيراني، ولو تأملنا قليلاً فقط لوجدنا أن هذا يعني تسريح ملايين العمال في هذه القطاعات، فمن سيطرح البرلمان الإيراني الثقة فيه من وزراء روحاني؟! أما الخنجر الأخير فيتمثل بوقف تصدير النفط الإيراني فامتناع بعض الدول عن مقاطعة الطاقة الإيرانية لا يعدو على كونه مناورات للحصول على أسعار أفضل من مصدرين آخرين.
* اختلاج النبض:
روحاني رأس النظام التنفيذي في جمهورية الطغيان، لكنه أقل شراً من المتشددين ومن الحرس الثوري، ولهذا نستشرف تبديل روحاني قريباً من قبل النظام، أو ربما الإتيان بمن هو أضعف منه لقبول شروط المجتمع الدولي بطريقة تحفظ للملالي ماء وجههم أمام شعبهم، وإن كان الثمن التضحية بروحاني.
نار أشعلها المتشددون على روحاني كونه لم يبذل مجهوداً لتأديب أمريكا والإمبريالية والاستكبار العالمي، وأن روحاني ما هو إلاَّ ضرب من الحمائم بينما كان ينبغي له أن يكون من الصقور، فاللغة الوحيدة التي تفهمها أمريكا ومعها إسرائيل هي القوة، وروحاني أضعف من يمثل دور القائد لبلد يحارب الشيطان الأكبر. أما النار الأشد التي اكتوى بها روحاني فهي نار الحرس الثوري الذي يشتد لهيبها يوماً تلو الآخر، لا سيما بقيامه مؤخراً بمناورة في مياه الخليج العربي بذريعة حماية الممرات المائية للسفن الإيرانية لضمان وصول النفط الإيراني للأسواق، ولا شك أن في هذا إضعافاً لروحاني الذي يريد أن يظهر للعالم أنه يريد الحوار مع واشنطن والغرب ويتجنب الصراع معها. الأمر الآخر من الحرس الثوري، أن هذا بات يشوه الموقف الإيراني أكثر بدعمه للحوثيين ومحاولتهم الفاشلة لسد مضيق باب المندب، هذا ناهيك عن رفض كامل الإقليم لتواجد الحرس الثوري في سوريا ومماطلته في الانسحاب، بل والاستعاضة عنه بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية..!!
كل ما سبق إنما هو قطعة واحدة من حجري الرحى، فالكتلة الأخرى إنما تتمثل في العقوبات الأمريكية معقوفة ومتعددة الخناجر، تلك الخناجر التي استهدفت مواضع رئيسة من الجسد الإيراني، فقد كسرت أولى العقوبات ظهر النظام المصرفي الإيراني، وتأتي الثانية في نوفمبر المقبل لوقف تصدير النفط بكسر العمود الفقري للنظام. في ضربة الخنجر الأولى تلقت حكومة روحاني عقوبات جرّاء شراء أو الاستحواذ على الدولار، وعقوبات على تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وأيضاً على تجارة المعادن كالصلب والألمنيوم والفحم والغرافيت، ناهيك عن العقوبات على التعاملات المالية الكبيرة بالريال الإيراني وعلى الاحتفاظ بأموال أو حسابات خارج إيران بالريال الإيراني أيضاً، يضاف إلى ذلك العقوبات الأمريكية على الاستثمار في أدوات الدين الإيرانية، وعلى قطاع السيارات الإيراني، ولو تأملنا قليلاً فقط لوجدنا أن هذا يعني تسريح ملايين العمال في هذه القطاعات، فمن سيطرح البرلمان الإيراني الثقة فيه من وزراء روحاني؟! أما الخنجر الأخير فيتمثل بوقف تصدير النفط الإيراني فامتناع بعض الدول عن مقاطعة الطاقة الإيرانية لا يعدو على كونه مناورات للحصول على أسعار أفضل من مصدرين آخرين.
* اختلاج النبض:
روحاني رأس النظام التنفيذي في جمهورية الطغيان، لكنه أقل شراً من المتشددين ومن الحرس الثوري، ولهذا نستشرف تبديل روحاني قريباً من قبل النظام، أو ربما الإتيان بمن هو أضعف منه لقبول شروط المجتمع الدولي بطريقة تحفظ للملالي ماء وجههم أمام شعبهم، وإن كان الثمن التضحية بروحاني.