* 7 صواريخ حوثية منذ بدء موسم الحج دون أن تسفر عن أي خسائر بشرية ومادية
* ارتفاع وتيرة الأعمال الإجرامية الإيرانية القطرية والصواريخ الحوثية تزداد خلال موسم الحج
* الأعمال الإرهابية الحوثية تستهدف جازان ونجران لموقعهما الجغرافي ولما تحتويه من معالم هامة أمنياً
* استمرار التعنت القطري في منع الحجاج القطريين من التوجه للسعودية رغم كل التسهيلات المقدمة من السعودية
ليس مستغرباً أبداً أن تزداد صواريخ جماعات الحوثيين الإرهابية خلال موسم الحج باتجاه جنوب المملكة العربية السعودية، فهذا دأبهم المستمر طيلة الأعوام التي شملت حرب تحرير اليمن من إرهابهم وبطشهم. وكما ذكرنا، في مقال فائت لنا، أن إيران لن تتخلى عن مشروع تهديد أمن السعودية جنوباً مهما كلف الأمر، فالحوثيون مجرد دمى بيد النظام الإيراني وتنظيم الحمدين الإرهابي في قطر الذين يجدون مصلحتهم في استمرار مشروع الحوثيين في اليمن لضمان استمرارية التهديد الأمني للمملكة العربية السعودية، لذا فمن المحال أن يقبل الحوثيون بالانسحاب من الحديدة اليمن إلا كجثث وموتى.
من يحلل الوضع الإقليمي العام سيجد أنه أمام انهيار الليرة التركية وتهاوي الاقتصاد التركي ومقابل الاضطرابات الأمنية التي تشهدها إيران والثورة الشعبية القائمة هناك أمام نظام الملالي في إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأمام زيادة اختناق الحوثيين في الحديدة واقتراب نهاية معركة إنهاء وجودهم واستمرار التعنت القطري بمنع الحجاج القطريين من التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج أملاً أن تقبل المملكة العربية السعودية باستقبال رحلات الخطوط الجوية القطرية وأن يكون هناك تدويل لقضية الحج لزيادة الضغط على المملكة العربية السعودية، فمن الواضح أن كل هذه الأحداث بديهياً تدفع النظام الإيراني وتنظيم الحمدين الإرهابي والخلايا الإرهابية الداعمة لتواجد مشروع الحوثيين الإرهابي في اليمن، إلى تكثيف أنشطتهم الإجرامية تجاه السعودية خلال هذه الفترة.
وهذا ما حدث بالضبط، ففي تاريخ 6 أغسطس الماضي وهو يوم بدء إعادة فرض العقوبات الاقتصادية رسمياً على إيران، حسب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في شهر مايو الماضي، إلى جانب تهديدها بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية بعد 180 يوماً أيضاً، حيث ستكون هناك عقوبات على الموانئ الإيرانية ومصانع السفن والتحويلات المالية ما بين المؤسسات المالية الأجنبية والبنك المركزي الإيراني، قامت عصابات الحوثيين في اليوم نفسه أي بتاريخ 6 أغسطس بإطلاق صاروخ باليستي على مدينة نجران السعودية، حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي -ولله الحمد- من اعتراضه دون أن يسفر عن أي اصابات وخسائر. وفي 9 أغسطس أيضاً تم اعتراض صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثيين الإرهابية على مدينة جازان السعودية، وفي اليوم الذي يليه بتاريخ 10 أغسطس تم اعتراض صاروخين بالستيين باتجاه مدينة جازان أيضاً واستمرت هجمات الصواريخ الحوثيين على مدينة جازان أياماً متتالية، حيث تم اعتراض صاروخ باليستي أيضاً بتاريخ 11 أغسطس، وفي 13 أغسطس، أي بعد يومين، تم اعتراض صاروخ باليستي أطلق على مدينة نجران السعودية، ثم عاود الحوثيون استهداف مدينة نجران بإطلاق صاروخ باليستي بتاريخ 18 أغسطس، ومن المحتمل أن تستمر صواريخ الحوثيين الإرهابية، خاصة أمام مفاوضات الأمم المتحدة الجارية لإيقاف الحرب في الحديدة من قبل قوات التحالف العربي والحوثيين في سبيل التوصل إلى حل ينهي الصراع العسكري فيها، مما عمل على منح الوقت للحوثيين لاستلام المزيد من الأسلحة ومعدات تصنيع الأسلحة المهربة من إيران عن طريق ميناء الحديدة وزراعة الألغام البحرية وإطلاق الصواريخ على جنوب السعودية، وهو ما يفسر معاودة الهجوم الحوثي وتكثيف الأعمال الإجرامية تجاه السعودية خلال موسم الحج، وهذا ما لا يخدم بالطبع ملف الحرب في اليمن وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وإنهاء مجاعة ومعاناة الشعب اليمني جراء جرائم الحوثيين، وكذلك ملف أمن السعودية واستقرارها ضد إرهاب ميليشيات الحوثيين.
واذا ما كان هناك سؤال يطرح حول أسباب استهداف الحوثيين التابعين للنظام الإيراني وتنظيم الحمدين الإرهابي في قطر لمدينتي جازان ونجران السعودية، فالجواب حتماً سيكون لموقع هاتين المدينتين الاستراتيجي، كما أن مدينة جازان المطلة على ساحل البحر الأحمر والواقعة أقصى الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية تحوي مطار جازان الإقليمي وميناء جازان الذي يشكل عصباً أساسياً لاقتصاد المنطقة، وتضم مشروع مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجديد الذي من المتوقع أن يستقبل 3.6 مسافر سنوياً، وتسير رحلات دولية إلى مطارات الدولة المجاورة حيث إن إنشاءه له بعد أمني لجنوب المملكة العربية السعودية والمنطقة، في حين منطقة نجران التي تقع على الحدود السعودية اليمنية وتضم سد وادي نجران وهو أكبر السدود المقامة في السعودية، إلى جانب طبيعتها الجغرافية التي تكثر فيها الجبال والسهول مما يجعلها غنيمة للحوثيين والمخططات الإيرانية التي تجد من طبيعتها الجغرافية صيداً أمنياً لتنفيذ المخططات الإرهابية -لا سمح الله- كما حدث لمنطقة الحديدة اليمنية التي عندما وقعت بيد الحوثيين استطاعوا التسبب بالكثير من المشاكل لشعب اليمن وأهمها تفاقم المجاعة والاستحواذ على مساعدات المواد الإغاثية والغذائية لهم والتحكم بالواردات الاقتصادية، إلى جانب تهديد دول المغرب العربي المطلة على البحر الأحمر.
وكما تزداد وتيرة الأعمال الإرهابية الخارجية على السعودية، بالطبع إن القائمين على موسم الحج في المملكة العربية السعودية لم يغفلوا أبداً عن التهديدات الأمنية الداخلية المحتملة خلال موسم الحج والأعمال الإرهابية المفتعلة داخل الأراضي السعودية وبالأخص المخططات الإيرانية القطرية الرامية لإفساد موسم الحج وإيجاد مدخل لتدويل قضية الحج وسحب إدارة هذا الموسم العظيم من المملكة العربية العربية وجعل الإدارة مشتركة في سبيل ضمان أن يسمح هذا التدويل بإدخال طقوس وبدع وترديد شعارات طائفية متطرفة عند بيت الله الحرام، فإن كانت وزارة الدفاع السعودية تتولى تأمين الخطط الأمنية الدفاعية للحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية وبالأخص جنوب السعودية، كما تعمل إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي للقوات المسلحة بتكثيف التغطيات الإعلامية لإبراز الجهود المبذولة في مهام الحج والتنسيق مع الجهات الإعلامية الأخرى تحت شعار «شعائر آمنة بقوات مخلصة» في سبيل تأكيد أن موسم الحج موسم آمن وسيبقى آمناً دائماً لاستقبال حجاج بيت الله الحرام من كافة دول العالم مهما ارتفعت وتيرة المخططات التي تستهدف هذا الموسم المبارك، كذلك أعلنت قيادات قوات أمن الحج عن جاهزيتها لتحقيق أمن وسلامة حجاج بيت الله، وأن هناك العديد من الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية لموسم الحج التي تحظى باهتمام ومتابعة شخصية ومستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، قد أُعدت بطريقة علمية ومدروسة ومبنية على «ركزوا هنا» الخبرات الميدانية المتراكمة لتوفير أفضل وأرقى الخدمات، وأن هناك تكثيفاً للتواجد الأمني مع تخصيص فرق للتدخل السريع بكامل تجهيزاتها، ومباشرة الحالات المرورية والجنائية والحالات الطارئة، بمعنى أن الأعمال الإرهابية الماضية من قبل دولة محور الشر إيران لن تثني السعودية عن زيادة الاحترازات الأمنية وسد كافة الثغرات الأمنية التي تحاول إيران التغلغل من خلالها لاستهداف سلامة الحجاج. الملاحظ لموسم الحج لهذا العام، سعي تنظيم الحمدين في قطر للعام الثاني على التوالي إلى تسييس قضية الحج وجعله مسمار حجا أملاً في أن يتم تدويل الحج وفي سبيل زيادة الضغط على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بعد مقاطعة قطر، حيث تصر السلطات القطرية على قيادات حملات إعلامية مضللة ومخاطبة دكاكين حقوق الإنسان حول أكذوبة منع الحجاج القطريين من التوجه لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، كما قام النظام القطري الجائر بحجب موقع التسجيل واستقبال طلبات الحجاج القطريين في سبيل دعم فكرة أن السعودية تمنع الحج عن القطريين، ورغم كل هذا التعنت القطري استمرت المملكة العربية السعودية مشكورة في الإعلان عن استقبال الحجاج القطريين، واعتمدت وزارة الحج السعودية رابطاً جديداً عوضاً عن الرابط الذي تم حجبه لاستقبال طلباتهم وتسهيل إجراءاتهم، وتوفير طائرات خاصة تتبع الخطوط الجوية السعودية لنقل الحجاج القطريين واستضافتهم على نفقة خادم الحرمين الخاصة، كما تم إعفاء الحجاج القطريين من التصاريح الإلكترونية لدخول السعودية في سبيل دعم فكرة أن المملكة العربية السعودية لا تقحم ممارسة الشعائر الدينية العظيمة ولا تمارس «مبدأ الفجور في الخصومة كما تفعل ايران وقطر» في خلافاتها مع الدول الداعمة للإرهاب.
ما يقوم به النظام القطري حالياً في منع الحجاج القطريين يتشابه مع سيناريو منع إيران الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج خلال فترة الثمانينات وفي عام 2016، لرفض السعودية الإملاءات والشروط الإيرانية الراغبة في تسييس شعائر الحج والبعيدة عن الإسلام بعد حادثة تدافع الحجاج في منى المفتعلة من قبل النظام الإيراني، مما يرسخ فكرة أن تنظيم الحمدين الإرهابي فعلاً «إخوان شريفة» أي حلفاء نظام الملالي في إيران الذي يستهدف الإسلام باركانه الخمسة كما يعزز من فكرة أن هذا التنظيم بعيد عن مبادئ الإسلام، وأن نظام قطر بات نظاماً يصنف على أنه نظام شكلي لدولة مسلمة بالاسم فقط.
فإن كان تنظيم الحمدين في قطر صادقاً في حججه الواهية ومزاعمه أن السلطات السعودية أصدرت قراراً بمنع القطريين من الحج وأن هناك خسائر لمكاتب تنظيم حملات الحج والعمرة القطرية وأن السعودية تستقبل الحجاج الإيرانيين مقابل منع حجاج قطر رغم كل التسهيلات السعودية في استضافة الحجاج القطريين، فلم قام النظام القطري العام الماضي باعتقال الحاج القطري حمد المري بعد عودته من الحج وإشادته بالسلطات السعودية القائمة على موسم الحج؟ كذلك لم قامت السلطات القطرية بالانتقام من الحجاج القطريين الذين شكروا السعودية على استقبالها لهم؟ ألا يعني هذا أنه بالأصل كان هناك حجاج قطريون أدوا فريضة الحج رغم كل المحاولات لمنعهم من قبل نظام قطر؟ وأن النظام القطري لم يجد وسيلة لتكميم هذه الحقائق وطمسها غير اعتقال هؤلاء الحجاج وتجريدهم من أبسط مقومات حقوق الإنسان وحرية التعبير؟
رغم كل المحاولات الجارية من قبل النظام القطري هذا العام أيضاً بمنع الحجاج القطريين، فقد كشف وزير الحج والعمرة السعودية الدكتور محمد صالح بنتن بتاريخ 11 أغسطس الماضي عن وصول عدد من الحجاج القطريين دون تحديد أعدادهم، مبدياً أن هناك حجاجاً قطريين آخرين سيصلون تباعاً خلال الفترة القادمة، مما يفترض طرح علامة استفهام حول ردة فعل السلطات القطرية لهؤلاء الحجاج القطريين بعد انتهاء موسم الحج، وهل سيتكرر سيناريو الانتقام والتهديد والبطش والاحتجاز والتعذيب لهم كما فعلوا العام الماضي مع الحجاج؟ وتخمين ما هي ردة الفعل والإجراء الذي سيتم معهم من قبل نظام ديكتاتوري يعمل جاهداً على استغلال أي شيء ضد المملكة العربية السعودية حتى لو كان الأمر يتعلق بممارسة شعائر دينية المفترض أن تكون بعيدة عن ملف الأزمة القطرية، كما أن التكهنات تتجه نحو أن هؤلاء الحجاج قطعاً لن يكرروا سيناريو حجاج العام الماضي بالإعلان صراحة وعبر وسائل الإعلام عن شكرهم وتقديرهم للسلطات السعودية التي استقبلتهم خوفاً على حياتهم وحقوقهم كمواطنين قطريين، وهو أمر بالطبع يخل بمبادئ حقوق الإنسان والحريات الدينية وحريات التعبير والرأي الذي لا يعترف به النظام القطري أبداً!
وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي طرح علامة استفهام هامة تلقي بالظلال على الأكاذيب القطرية تجاه منع السعودية الحجاج القطريين من إداء الحج حيث صرح: «إن النظام القطري حريص على مشاركة فرقه الرياضية في السعودية أكثر من أداء شعبه هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، فالنظام القطري التزم بالمشاركة في عدد من البطولات الرياضية في جدة وأبوظبي والمنامة واستخدم طائرات غير قطرية لنقل فرقه الرياضية، بينما يمنع شعبه الذهاب لأداء فريضة الحج المقدسة ويستخدم عذر الخطوط الجوية القطرية كعذر واهٍ بهدف استكمال محاولاته المستنكرة في تسييس فريضة الحج المقدسة!!».
إن النظام القطري والنظام الإيراني لن يتوقفا عن استهداف موسم الحج في كل عام بأي طريقة ممكنة، وإن تنفيذ المخططات الإرهابية المحتملة داخل الأراضي السعودية خلال هذا الموسم لن تكون مفاجئة أبداً أمام دول تتخذ من الإسلام اسمه فقط، ورغم سقوط مشروع اقتحام مكة المكرمة وغزوها من قبل الحوثيين الذين أعلنوا الطواف حولها في عام 2014 واستمرارهم في إطلاق الصواريخ الباليستية المهربة من إيران ضد جنوب السعودية وتكثيف الإجرام الإرهابي بشكل شبه يومي هذه الفترة، إلا أن هذه الأراضي المباركة ستبقى في حفظ الله دائماً، وسيبقى توفيق الله سبحانه في إدارة السعودية لهذا الموسم سنوياً بنجاح هائل يلفت أنظار العالم أجمع نحو الإمكانيات المذهلة التي تمتلكها السعودية في استقبال ملايين الحجاج، وتسخير الله لكل نقاط القوة والنجاح في تحصين هذا الموسم بالأمن والأمان وتأمين سلامة الحجاج لإقامة شعائر الله، فإن كان حجاج بيت الله الحرام يتسابقون سنوياً لرمي الجمرات على الشيطان وهو ركن من أركان الحج، فإن السعودية حفظ الله قيادتها وشعبها ستظل دائماً ترمي جمرات النجاح على أعداء الإسلام والمسلمين وترمي أحجار الحزم والقوة والردع الأمني على المخططات الإرهابية الرامية لاستهداف مقدسات المسلمين وشعائرهم.
* ارتفاع وتيرة الأعمال الإجرامية الإيرانية القطرية والصواريخ الحوثية تزداد خلال موسم الحج
* الأعمال الإرهابية الحوثية تستهدف جازان ونجران لموقعهما الجغرافي ولما تحتويه من معالم هامة أمنياً
* استمرار التعنت القطري في منع الحجاج القطريين من التوجه للسعودية رغم كل التسهيلات المقدمة من السعودية
ليس مستغرباً أبداً أن تزداد صواريخ جماعات الحوثيين الإرهابية خلال موسم الحج باتجاه جنوب المملكة العربية السعودية، فهذا دأبهم المستمر طيلة الأعوام التي شملت حرب تحرير اليمن من إرهابهم وبطشهم. وكما ذكرنا، في مقال فائت لنا، أن إيران لن تتخلى عن مشروع تهديد أمن السعودية جنوباً مهما كلف الأمر، فالحوثيون مجرد دمى بيد النظام الإيراني وتنظيم الحمدين الإرهابي في قطر الذين يجدون مصلحتهم في استمرار مشروع الحوثيين في اليمن لضمان استمرارية التهديد الأمني للمملكة العربية السعودية، لذا فمن المحال أن يقبل الحوثيون بالانسحاب من الحديدة اليمن إلا كجثث وموتى.
من يحلل الوضع الإقليمي العام سيجد أنه أمام انهيار الليرة التركية وتهاوي الاقتصاد التركي ومقابل الاضطرابات الأمنية التي تشهدها إيران والثورة الشعبية القائمة هناك أمام نظام الملالي في إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأمام زيادة اختناق الحوثيين في الحديدة واقتراب نهاية معركة إنهاء وجودهم واستمرار التعنت القطري بمنع الحجاج القطريين من التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج أملاً أن تقبل المملكة العربية السعودية باستقبال رحلات الخطوط الجوية القطرية وأن يكون هناك تدويل لقضية الحج لزيادة الضغط على المملكة العربية السعودية، فمن الواضح أن كل هذه الأحداث بديهياً تدفع النظام الإيراني وتنظيم الحمدين الإرهابي والخلايا الإرهابية الداعمة لتواجد مشروع الحوثيين الإرهابي في اليمن، إلى تكثيف أنشطتهم الإجرامية تجاه السعودية خلال هذه الفترة.
وهذا ما حدث بالضبط، ففي تاريخ 6 أغسطس الماضي وهو يوم بدء إعادة فرض العقوبات الاقتصادية رسمياً على إيران، حسب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في شهر مايو الماضي، إلى جانب تهديدها بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية بعد 180 يوماً أيضاً، حيث ستكون هناك عقوبات على الموانئ الإيرانية ومصانع السفن والتحويلات المالية ما بين المؤسسات المالية الأجنبية والبنك المركزي الإيراني، قامت عصابات الحوثيين في اليوم نفسه أي بتاريخ 6 أغسطس بإطلاق صاروخ باليستي على مدينة نجران السعودية، حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي -ولله الحمد- من اعتراضه دون أن يسفر عن أي اصابات وخسائر. وفي 9 أغسطس أيضاً تم اعتراض صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثيين الإرهابية على مدينة جازان السعودية، وفي اليوم الذي يليه بتاريخ 10 أغسطس تم اعتراض صاروخين بالستيين باتجاه مدينة جازان أيضاً واستمرت هجمات الصواريخ الحوثيين على مدينة جازان أياماً متتالية، حيث تم اعتراض صاروخ باليستي أيضاً بتاريخ 11 أغسطس، وفي 13 أغسطس، أي بعد يومين، تم اعتراض صاروخ باليستي أطلق على مدينة نجران السعودية، ثم عاود الحوثيون استهداف مدينة نجران بإطلاق صاروخ باليستي بتاريخ 18 أغسطس، ومن المحتمل أن تستمر صواريخ الحوثيين الإرهابية، خاصة أمام مفاوضات الأمم المتحدة الجارية لإيقاف الحرب في الحديدة من قبل قوات التحالف العربي والحوثيين في سبيل التوصل إلى حل ينهي الصراع العسكري فيها، مما عمل على منح الوقت للحوثيين لاستلام المزيد من الأسلحة ومعدات تصنيع الأسلحة المهربة من إيران عن طريق ميناء الحديدة وزراعة الألغام البحرية وإطلاق الصواريخ على جنوب السعودية، وهو ما يفسر معاودة الهجوم الحوثي وتكثيف الأعمال الإجرامية تجاه السعودية خلال موسم الحج، وهذا ما لا يخدم بالطبع ملف الحرب في اليمن وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وإنهاء مجاعة ومعاناة الشعب اليمني جراء جرائم الحوثيين، وكذلك ملف أمن السعودية واستقرارها ضد إرهاب ميليشيات الحوثيين.
واذا ما كان هناك سؤال يطرح حول أسباب استهداف الحوثيين التابعين للنظام الإيراني وتنظيم الحمدين الإرهابي في قطر لمدينتي جازان ونجران السعودية، فالجواب حتماً سيكون لموقع هاتين المدينتين الاستراتيجي، كما أن مدينة جازان المطلة على ساحل البحر الأحمر والواقعة أقصى الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية تحوي مطار جازان الإقليمي وميناء جازان الذي يشكل عصباً أساسياً لاقتصاد المنطقة، وتضم مشروع مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجديد الذي من المتوقع أن يستقبل 3.6 مسافر سنوياً، وتسير رحلات دولية إلى مطارات الدولة المجاورة حيث إن إنشاءه له بعد أمني لجنوب المملكة العربية السعودية والمنطقة، في حين منطقة نجران التي تقع على الحدود السعودية اليمنية وتضم سد وادي نجران وهو أكبر السدود المقامة في السعودية، إلى جانب طبيعتها الجغرافية التي تكثر فيها الجبال والسهول مما يجعلها غنيمة للحوثيين والمخططات الإيرانية التي تجد من طبيعتها الجغرافية صيداً أمنياً لتنفيذ المخططات الإرهابية -لا سمح الله- كما حدث لمنطقة الحديدة اليمنية التي عندما وقعت بيد الحوثيين استطاعوا التسبب بالكثير من المشاكل لشعب اليمن وأهمها تفاقم المجاعة والاستحواذ على مساعدات المواد الإغاثية والغذائية لهم والتحكم بالواردات الاقتصادية، إلى جانب تهديد دول المغرب العربي المطلة على البحر الأحمر.
وكما تزداد وتيرة الأعمال الإرهابية الخارجية على السعودية، بالطبع إن القائمين على موسم الحج في المملكة العربية السعودية لم يغفلوا أبداً عن التهديدات الأمنية الداخلية المحتملة خلال موسم الحج والأعمال الإرهابية المفتعلة داخل الأراضي السعودية وبالأخص المخططات الإيرانية القطرية الرامية لإفساد موسم الحج وإيجاد مدخل لتدويل قضية الحج وسحب إدارة هذا الموسم العظيم من المملكة العربية العربية وجعل الإدارة مشتركة في سبيل ضمان أن يسمح هذا التدويل بإدخال طقوس وبدع وترديد شعارات طائفية متطرفة عند بيت الله الحرام، فإن كانت وزارة الدفاع السعودية تتولى تأمين الخطط الأمنية الدفاعية للحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية وبالأخص جنوب السعودية، كما تعمل إدارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي للقوات المسلحة بتكثيف التغطيات الإعلامية لإبراز الجهود المبذولة في مهام الحج والتنسيق مع الجهات الإعلامية الأخرى تحت شعار «شعائر آمنة بقوات مخلصة» في سبيل تأكيد أن موسم الحج موسم آمن وسيبقى آمناً دائماً لاستقبال حجاج بيت الله الحرام من كافة دول العالم مهما ارتفعت وتيرة المخططات التي تستهدف هذا الموسم المبارك، كذلك أعلنت قيادات قوات أمن الحج عن جاهزيتها لتحقيق أمن وسلامة حجاج بيت الله، وأن هناك العديد من الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية لموسم الحج التي تحظى باهتمام ومتابعة شخصية ومستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، قد أُعدت بطريقة علمية ومدروسة ومبنية على «ركزوا هنا» الخبرات الميدانية المتراكمة لتوفير أفضل وأرقى الخدمات، وأن هناك تكثيفاً للتواجد الأمني مع تخصيص فرق للتدخل السريع بكامل تجهيزاتها، ومباشرة الحالات المرورية والجنائية والحالات الطارئة، بمعنى أن الأعمال الإرهابية الماضية من قبل دولة محور الشر إيران لن تثني السعودية عن زيادة الاحترازات الأمنية وسد كافة الثغرات الأمنية التي تحاول إيران التغلغل من خلالها لاستهداف سلامة الحجاج. الملاحظ لموسم الحج لهذا العام، سعي تنظيم الحمدين في قطر للعام الثاني على التوالي إلى تسييس قضية الحج وجعله مسمار حجا أملاً في أن يتم تدويل الحج وفي سبيل زيادة الضغط على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بعد مقاطعة قطر، حيث تصر السلطات القطرية على قيادات حملات إعلامية مضللة ومخاطبة دكاكين حقوق الإنسان حول أكذوبة منع الحجاج القطريين من التوجه لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، كما قام النظام القطري الجائر بحجب موقع التسجيل واستقبال طلبات الحجاج القطريين في سبيل دعم فكرة أن السعودية تمنع الحج عن القطريين، ورغم كل هذا التعنت القطري استمرت المملكة العربية السعودية مشكورة في الإعلان عن استقبال الحجاج القطريين، واعتمدت وزارة الحج السعودية رابطاً جديداً عوضاً عن الرابط الذي تم حجبه لاستقبال طلباتهم وتسهيل إجراءاتهم، وتوفير طائرات خاصة تتبع الخطوط الجوية السعودية لنقل الحجاج القطريين واستضافتهم على نفقة خادم الحرمين الخاصة، كما تم إعفاء الحجاج القطريين من التصاريح الإلكترونية لدخول السعودية في سبيل دعم فكرة أن المملكة العربية السعودية لا تقحم ممارسة الشعائر الدينية العظيمة ولا تمارس «مبدأ الفجور في الخصومة كما تفعل ايران وقطر» في خلافاتها مع الدول الداعمة للإرهاب.
ما يقوم به النظام القطري حالياً في منع الحجاج القطريين يتشابه مع سيناريو منع إيران الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج خلال فترة الثمانينات وفي عام 2016، لرفض السعودية الإملاءات والشروط الإيرانية الراغبة في تسييس شعائر الحج والبعيدة عن الإسلام بعد حادثة تدافع الحجاج في منى المفتعلة من قبل النظام الإيراني، مما يرسخ فكرة أن تنظيم الحمدين الإرهابي فعلاً «إخوان شريفة» أي حلفاء نظام الملالي في إيران الذي يستهدف الإسلام باركانه الخمسة كما يعزز من فكرة أن هذا التنظيم بعيد عن مبادئ الإسلام، وأن نظام قطر بات نظاماً يصنف على أنه نظام شكلي لدولة مسلمة بالاسم فقط.
فإن كان تنظيم الحمدين في قطر صادقاً في حججه الواهية ومزاعمه أن السلطات السعودية أصدرت قراراً بمنع القطريين من الحج وأن هناك خسائر لمكاتب تنظيم حملات الحج والعمرة القطرية وأن السعودية تستقبل الحجاج الإيرانيين مقابل منع حجاج قطر رغم كل التسهيلات السعودية في استضافة الحجاج القطريين، فلم قام النظام القطري العام الماضي باعتقال الحاج القطري حمد المري بعد عودته من الحج وإشادته بالسلطات السعودية القائمة على موسم الحج؟ كذلك لم قامت السلطات القطرية بالانتقام من الحجاج القطريين الذين شكروا السعودية على استقبالها لهم؟ ألا يعني هذا أنه بالأصل كان هناك حجاج قطريون أدوا فريضة الحج رغم كل المحاولات لمنعهم من قبل نظام قطر؟ وأن النظام القطري لم يجد وسيلة لتكميم هذه الحقائق وطمسها غير اعتقال هؤلاء الحجاج وتجريدهم من أبسط مقومات حقوق الإنسان وحرية التعبير؟
رغم كل المحاولات الجارية من قبل النظام القطري هذا العام أيضاً بمنع الحجاج القطريين، فقد كشف وزير الحج والعمرة السعودية الدكتور محمد صالح بنتن بتاريخ 11 أغسطس الماضي عن وصول عدد من الحجاج القطريين دون تحديد أعدادهم، مبدياً أن هناك حجاجاً قطريين آخرين سيصلون تباعاً خلال الفترة القادمة، مما يفترض طرح علامة استفهام حول ردة فعل السلطات القطرية لهؤلاء الحجاج القطريين بعد انتهاء موسم الحج، وهل سيتكرر سيناريو الانتقام والتهديد والبطش والاحتجاز والتعذيب لهم كما فعلوا العام الماضي مع الحجاج؟ وتخمين ما هي ردة الفعل والإجراء الذي سيتم معهم من قبل نظام ديكتاتوري يعمل جاهداً على استغلال أي شيء ضد المملكة العربية السعودية حتى لو كان الأمر يتعلق بممارسة شعائر دينية المفترض أن تكون بعيدة عن ملف الأزمة القطرية، كما أن التكهنات تتجه نحو أن هؤلاء الحجاج قطعاً لن يكرروا سيناريو حجاج العام الماضي بالإعلان صراحة وعبر وسائل الإعلام عن شكرهم وتقديرهم للسلطات السعودية التي استقبلتهم خوفاً على حياتهم وحقوقهم كمواطنين قطريين، وهو أمر بالطبع يخل بمبادئ حقوق الإنسان والحريات الدينية وحريات التعبير والرأي الذي لا يعترف به النظام القطري أبداً!
وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي طرح علامة استفهام هامة تلقي بالظلال على الأكاذيب القطرية تجاه منع السعودية الحجاج القطريين من إداء الحج حيث صرح: «إن النظام القطري حريص على مشاركة فرقه الرياضية في السعودية أكثر من أداء شعبه هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، فالنظام القطري التزم بالمشاركة في عدد من البطولات الرياضية في جدة وأبوظبي والمنامة واستخدم طائرات غير قطرية لنقل فرقه الرياضية، بينما يمنع شعبه الذهاب لأداء فريضة الحج المقدسة ويستخدم عذر الخطوط الجوية القطرية كعذر واهٍ بهدف استكمال محاولاته المستنكرة في تسييس فريضة الحج المقدسة!!».
إن النظام القطري والنظام الإيراني لن يتوقفا عن استهداف موسم الحج في كل عام بأي طريقة ممكنة، وإن تنفيذ المخططات الإرهابية المحتملة داخل الأراضي السعودية خلال هذا الموسم لن تكون مفاجئة أبداً أمام دول تتخذ من الإسلام اسمه فقط، ورغم سقوط مشروع اقتحام مكة المكرمة وغزوها من قبل الحوثيين الذين أعلنوا الطواف حولها في عام 2014 واستمرارهم في إطلاق الصواريخ الباليستية المهربة من إيران ضد جنوب السعودية وتكثيف الإجرام الإرهابي بشكل شبه يومي هذه الفترة، إلا أن هذه الأراضي المباركة ستبقى في حفظ الله دائماً، وسيبقى توفيق الله سبحانه في إدارة السعودية لهذا الموسم سنوياً بنجاح هائل يلفت أنظار العالم أجمع نحو الإمكانيات المذهلة التي تمتلكها السعودية في استقبال ملايين الحجاج، وتسخير الله لكل نقاط القوة والنجاح في تحصين هذا الموسم بالأمن والأمان وتأمين سلامة الحجاج لإقامة شعائر الله، فإن كان حجاج بيت الله الحرام يتسابقون سنوياً لرمي الجمرات على الشيطان وهو ركن من أركان الحج، فإن السعودية حفظ الله قيادتها وشعبها ستظل دائماً ترمي جمرات النجاح على أعداء الإسلام والمسلمين وترمي أحجار الحزم والقوة والردع الأمني على المخططات الإرهابية الرامية لاستهداف مقدسات المسلمين وشعائرهم.