بحكم وظيفتي في مجال التدريب الإعلامي، مع أحد الزملاء المتميزين في «السوشال ميديا»، عكفنا على إعداد وتقديم سلسلة من ورش العمل حول صناعة الهوية والصورة الذهنية، سواء من خلال الإعلام التقليدي أو مواقع التواصل الاجتماعي، ونظراً لما يشهده المجتمع تعاطي لافت مع العالم الافتراضي، كان تركيزنا على صناعة الهوية والصورة الذهنية في هذا العالم أكبر. مؤكدين على أهمية أن يضع كل منا خطوطه العريضة لشخصيته ومجال اختصاصه وشهرته، يجرني هذا للتأكيد على أن هذا الحديث لا يستثني دور «الواتساب» في صناعة صورتك، فالأمر لا يقتصر على «الإنستغرام» و«السناب شات» وما شابه وحسب، وددت لو أشرككم في بعض الأسئلة للتأمل على عجالة.
هل جربت أن تتخلى عن الخاصية القديمة «تحديد الكل» في رسائلك على «الواتساب» وتحديد قائمة برودكاست لاهتمامات كل مجموعة أو تصنيفها أو بما يتناسب مع طبيعة العلاقة التي تجمعك مع بعض الأفراد إن كانت مهنية أو شخصية؟!! هل فكرت ملياً قبل أن تبعث بمادة ما لأفراد معينين إن كانت تلك الرسالة تتناسب معهم بل إذا ما كانت الرسالة تحمل من المضامين ما يعكس هويتك وضمن إطارك الحقيقي الذي يمثل شخصيتك أو موقعك في المجتمع؟؟ هل سبق أن أعدت إرسال برودكاست تلقيته من أحدهم ثم وجدت أنه يعكس انفعالاً معيناً «سلباً أو إيجاباً» تجاه أمر لم يكن يجب عليك أن تبديه للآخرين؟!!
هل فكرت بأن للإرسال وقتاً مناسباً؟! وبأنه من غير حقك التعدي على خصوصيات الآخرين في أوقات راحتهم أو أوقاتهم الخاصة؟! وأن لكل تصنيف من العلاقات وقتاً مسموحاً التواصل مع أفراده أو غير مسموح، فالعلاقات المهنية تحددها أيام الدوام الرسمي وأوقاته، والعلاقات الودية التي تجمعك بالبعض تختلف عن علاقتك بأصدقائك أو أهلك ولكل منهم وقت مناسب للتواصل، فضلاً عن ظروف كل منهم حسب معلوماتك عنهم.
تعكس تلك التساؤلات شكاوى عدة وتململاً كنت أسمعه من آخرين حول رسائل يتلقونها أحياناً -ليست ذات مضمون يستحق- في أوقات الراحة وبعد منتصف الليل، فتقلق النوم أو تثير حفيظة الشريك، وتثير الغضب. حدثني أحدهم عن استغرابه من زميلة علاقته بها سطحية.. بالغت بشأن تهنئته بعيد ميلاده، فانتظرت حلول منتصف الليل لإرسال التهنئة إليه، وكأنها الشخص الأول الذي ينتظر منه التهنئة في وقت شديد الخصوصية وربما شديد الأهمية بالنسبة له.
* اختلاج النبض:
هل تعرف معنى أن تكون ثقيلاً على أحدهم فيضطر أن يحدد تنبيهات رسائلك على الواتساب بخاصية «الصامت» لأقصى مدة ممكنة استحياءً من حجبك «Block»، أو ربما وصل إلى حد الحجب فعلاً مكتفياً من تطفلك دون معنى؟ أتعرف معنى تكرار إرسال ما يحط من قدرك ويكوّن عنك صورة في أذهان الآخرين غير التي أردتها لنفسك؟ عن هذا نتحدث.
هل جربت أن تتخلى عن الخاصية القديمة «تحديد الكل» في رسائلك على «الواتساب» وتحديد قائمة برودكاست لاهتمامات كل مجموعة أو تصنيفها أو بما يتناسب مع طبيعة العلاقة التي تجمعك مع بعض الأفراد إن كانت مهنية أو شخصية؟!! هل فكرت ملياً قبل أن تبعث بمادة ما لأفراد معينين إن كانت تلك الرسالة تتناسب معهم بل إذا ما كانت الرسالة تحمل من المضامين ما يعكس هويتك وضمن إطارك الحقيقي الذي يمثل شخصيتك أو موقعك في المجتمع؟؟ هل سبق أن أعدت إرسال برودكاست تلقيته من أحدهم ثم وجدت أنه يعكس انفعالاً معيناً «سلباً أو إيجاباً» تجاه أمر لم يكن يجب عليك أن تبديه للآخرين؟!!
هل فكرت بأن للإرسال وقتاً مناسباً؟! وبأنه من غير حقك التعدي على خصوصيات الآخرين في أوقات راحتهم أو أوقاتهم الخاصة؟! وأن لكل تصنيف من العلاقات وقتاً مسموحاً التواصل مع أفراده أو غير مسموح، فالعلاقات المهنية تحددها أيام الدوام الرسمي وأوقاته، والعلاقات الودية التي تجمعك بالبعض تختلف عن علاقتك بأصدقائك أو أهلك ولكل منهم وقت مناسب للتواصل، فضلاً عن ظروف كل منهم حسب معلوماتك عنهم.
تعكس تلك التساؤلات شكاوى عدة وتململاً كنت أسمعه من آخرين حول رسائل يتلقونها أحياناً -ليست ذات مضمون يستحق- في أوقات الراحة وبعد منتصف الليل، فتقلق النوم أو تثير حفيظة الشريك، وتثير الغضب. حدثني أحدهم عن استغرابه من زميلة علاقته بها سطحية.. بالغت بشأن تهنئته بعيد ميلاده، فانتظرت حلول منتصف الليل لإرسال التهنئة إليه، وكأنها الشخص الأول الذي ينتظر منه التهنئة في وقت شديد الخصوصية وربما شديد الأهمية بالنسبة له.
* اختلاج النبض:
هل تعرف معنى أن تكون ثقيلاً على أحدهم فيضطر أن يحدد تنبيهات رسائلك على الواتساب بخاصية «الصامت» لأقصى مدة ممكنة استحياءً من حجبك «Block»، أو ربما وصل إلى حد الحجب فعلاً مكتفياً من تطفلك دون معنى؟ أتعرف معنى تكرار إرسال ما يحط من قدرك ويكوّن عنك صورة في أذهان الآخرين غير التي أردتها لنفسك؟ عن هذا نتحدث.