أكاد أجزم اليوم أن النظام الإيراني طريف بطبعه، الأمر الذي تعكسه تصريحاته على الدوام، ولكن طرافته تلك كالعقرب.. محل نظر..!! يقول خامنئي إن «خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب المشكلة الاقتصادية في إيران حالياً ليس خارجياً بل هو داخلي. لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيسي يكمن في كيفية تعاطينا معها». وربما من الجدير التذكير فقط أن خامنئي وقبل فترة وجيزة كان قد أشار إلى أن العقوبات الجائرة هي التي تضغط على الشارع الإيراني.
قليل من التمحيص يستلزمه ما سبق، وسنوجزه في النقاط المهمة للموقف الإيراني من «أزمة ما قبل النهاية»، ونلاحظ هنا كيف قامت طهران بتحول كبير في تبرير أزمتها الراهنة من لوم الغرب على ما حدث لها من تدهور العملة وتبعاتها، إلى لوم الداخل الإيراني كتوجيه خطاب سفيه للشعب الإيراني: «أنتم السبب، فالفساد منتشر، وفسادكم السبب الذي يحول بيننا وبين التعامل الناجح مع العقوبات». بل وكأن النظام يضيف بالقول للشعب: «لقد مرت بنا عقوبات سابقة وتدبرنا أمرها، لكن هذه المرة لا يد لنا في حل أزمة الشارع الاقتصادية فأنتم شعب فاسد»!!!
وبغض النظر عن التبريرات المردود عليها، فإذا ما أردنا الوقوف على الحقيقة فهي بعيدة كل البعد عن هذا كله، فسبب التدهور الاقتصادي في إيران ليس الشعب الإيراني الجار المسلم وإنما أمران، أولهما عدم كفاءة النظام، ويذكرنا هذا بصورة تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً لعشرين قرداً استولوا على سيارة وأخذوا يتنططون فوقها وفي داخلها، يخرجون ويدخلون ويضربونها بقبضاتهم، ويضربون صدورهم مثل «تشيتا» في أفلام طرزان، لكن القردة الذين سيطروا على السيارة بعد هروب أهلها لم يستطيعوا تشغيلها لافتقادهم للدراية والمعرفة والذكاء، وهو تماماً ما يجري في إيران فقد استولى الملالي على الحكم لكن لم يستطيعوا تشغيله ليسير للأمام.
السبب الثاني في تدهور الاقتصاد الإيراني، أن العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس ترامب قوية ومحكمة، وأتت متدرجة مصحوبة بحرب نفسية هائلة، وكان الهدف من التدرج الوصول إلى نوفمبر -موعد قطع خروج النفط الإيراني عن الأسواق- بعد تحييد المشترين. ورغم أن طهران قد خفّضت أسعار مبيعاتها من النفط والغاز لعملائها الآسيويين للمحافظة على المبيعات، لكن دون جدوى، فترامب اتبع سياسة معاداة من لا يقف في صف أمريكا، الأمر الذي جعل الكثير يقفون لإجراء حساب الربح الحقيقي من التعاون مع الطرفين الأمريكي أو الإيراني.
ما لم يحسب له رجال طهران حساب ووقع كالكارثة عليهم هو كيف يمكنهم أن يبرروا الجوع والفقر بالفساد والنظام قائم منذ أربعة عقود؟!! ما يعني أن النظام أطعم وسقى الفساد، وليس ثمة مبرر في لوم الشعب الإيراني بفساد رموزه، الذين هم رموز النظام أو المحسوبين عليه المستغلين لسوء الإدارة.
اختلاج النبض:
الاقتصاد الإيراني -كما تشي تحركات طهران- «ينتقل -كما نقول في الخليج- من مطب إلى دحديرة»، فهو يسير للهاوية وإن تعددت التبريرات.
قليل من التمحيص يستلزمه ما سبق، وسنوجزه في النقاط المهمة للموقف الإيراني من «أزمة ما قبل النهاية»، ونلاحظ هنا كيف قامت طهران بتحول كبير في تبرير أزمتها الراهنة من لوم الغرب على ما حدث لها من تدهور العملة وتبعاتها، إلى لوم الداخل الإيراني كتوجيه خطاب سفيه للشعب الإيراني: «أنتم السبب، فالفساد منتشر، وفسادكم السبب الذي يحول بيننا وبين التعامل الناجح مع العقوبات». بل وكأن النظام يضيف بالقول للشعب: «لقد مرت بنا عقوبات سابقة وتدبرنا أمرها، لكن هذه المرة لا يد لنا في حل أزمة الشارع الاقتصادية فأنتم شعب فاسد»!!!
وبغض النظر عن التبريرات المردود عليها، فإذا ما أردنا الوقوف على الحقيقة فهي بعيدة كل البعد عن هذا كله، فسبب التدهور الاقتصادي في إيران ليس الشعب الإيراني الجار المسلم وإنما أمران، أولهما عدم كفاءة النظام، ويذكرنا هذا بصورة تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً لعشرين قرداً استولوا على سيارة وأخذوا يتنططون فوقها وفي داخلها، يخرجون ويدخلون ويضربونها بقبضاتهم، ويضربون صدورهم مثل «تشيتا» في أفلام طرزان، لكن القردة الذين سيطروا على السيارة بعد هروب أهلها لم يستطيعوا تشغيلها لافتقادهم للدراية والمعرفة والذكاء، وهو تماماً ما يجري في إيران فقد استولى الملالي على الحكم لكن لم يستطيعوا تشغيله ليسير للأمام.
السبب الثاني في تدهور الاقتصاد الإيراني، أن العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس ترامب قوية ومحكمة، وأتت متدرجة مصحوبة بحرب نفسية هائلة، وكان الهدف من التدرج الوصول إلى نوفمبر -موعد قطع خروج النفط الإيراني عن الأسواق- بعد تحييد المشترين. ورغم أن طهران قد خفّضت أسعار مبيعاتها من النفط والغاز لعملائها الآسيويين للمحافظة على المبيعات، لكن دون جدوى، فترامب اتبع سياسة معاداة من لا يقف في صف أمريكا، الأمر الذي جعل الكثير يقفون لإجراء حساب الربح الحقيقي من التعاون مع الطرفين الأمريكي أو الإيراني.
ما لم يحسب له رجال طهران حساب ووقع كالكارثة عليهم هو كيف يمكنهم أن يبرروا الجوع والفقر بالفساد والنظام قائم منذ أربعة عقود؟!! ما يعني أن النظام أطعم وسقى الفساد، وليس ثمة مبرر في لوم الشعب الإيراني بفساد رموزه، الذين هم رموز النظام أو المحسوبين عليه المستغلين لسوء الإدارة.
اختلاج النبض:
الاقتصاد الإيراني -كما تشي تحركات طهران- «ينتقل -كما نقول في الخليج- من مطب إلى دحديرة»، فهو يسير للهاوية وإن تعددت التبريرات.