تراجعت فرص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الظفر بمنصبه لولاية ثانية، عقب تراجعه عن تصريحاته السابقة التي أغضبت إيران، بشأن التزام بلاده بالعقوبات الأمريكية ضد طهران، فهذا التراجع قد أظهر معدن الرجل المتقلب..!! ولكن الكارثة تكمن في أن البديل أسوأ منه حسب قراءتنا الخليجية لمشهد الصراع على منصب رئاسة الوزراء، فالبديل -للأسف- هو القيادي في الحشد الشعبي وزعيم ميليشيا بدر «هادي العامري»، ولا شك في أن فوز الأخير سيصب في صالح ميليشيات طهران ولزيادة نفوذها السياسي والعسكري بالعراق، فالعامري معروف بالتعاون والتحالف مع إيران، وبارتكاب تهم شملت خطف الأشخاص وإعدامهم جماعياً وتهجير السنة من بيوتهم ثم نهبها وحرقها، وتسوية قرى كاملة مع الأرض. والمصيبة أنه لم ينكرها، لكنه قلل من خطورتها، قائلاً: «بالطبع، كانت هناك أخطاء وأنا متأكد من أنه مازالت هناك أخطاء». وأشار إلى أن مرتكبي هذه الانتهاكات متطوعون جدد لم يتلقوا التدريب اللازم..!!!
أيضاً تلاشت فرص ائتلاف «سائرون» بقيادة الصدر في تشكيل الوزارة، رغم فوزه، بدليل مضي فترة طويلة فشل خلالها في ترجمة أوراق الصناديق -قبل حرقها- إلى منهج يستطيع به تشكيل الوزارة بعد منح حلفائه ما يريدون، فظهرت المنافسة بين العبادي والعامري مرجحة كفة العامري لأسباب كثيرة أهمها دعم طهران له مادياً وطائفياً، وحتى بتكسير التحالفات ضده، فهو رجل طهران والحشد الشعبي يأتمر بأوامر قاسم سليماني منذ ولادته بفتوى السيستاني لحرب «داعش». يضاف لتلك الأسباب الانقسامات التي حلت بالتحالفات التي شكلها العبادي، وأهمها ترك الصدر وفريقه العبادي لذئاب الحشد الشعبي والتهديد بدعم العامري، فضلاً عن أن العبادي لم يكن موقفه ودياً حيال موقف الأكراد من إعلان الاستقلال مما يؤيد التصويت الكردي المحتمل للعامري.
التبعات الإقليمية لما يجري كثيرة، وستكون موجعة للخليجيين، فوصول رجال الحشد الشعبي لحكم العراق يعني انتهاء الحديث حول فكرة حلّ الحشد، واستمرار خطره كقوة عسكرية تهدد دول الخليج، لأنه يأتمر بأوامر طهران، كما أن انخراط الحشد العسكري الواسع في العملية السياسية يعني ترسيخ ميليشيات الحشد الشعبي حالة مثل حالة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، بل وحرية الحركة للمشاركة في حرب في اليمن وحرب سوريا، كما أن التبعات الأخرى تضر بالعراق كبلد، فمما لا شك فيه أن الحشد سيحافظ على المصالح الاقتصادية والمخصصات الكبيرة المقررة من الموازنة العراقية مما يعني تزايد معدلات الفساد والعنف الطائفي بين المكون السني والشيعي.
* اختلاج النبض:
يكمن المخرج في قيام دول الخليج بما تفعله إيران، ودعم الصدر ليعود إلى ساحة المنافسة، فهو العروبي الوحيد. وحتى لا يتكرر سيناريو وصول علاوي، ثم تركنا له لتحطمه طهران لصالح المالكي.
أيضاً تلاشت فرص ائتلاف «سائرون» بقيادة الصدر في تشكيل الوزارة، رغم فوزه، بدليل مضي فترة طويلة فشل خلالها في ترجمة أوراق الصناديق -قبل حرقها- إلى منهج يستطيع به تشكيل الوزارة بعد منح حلفائه ما يريدون، فظهرت المنافسة بين العبادي والعامري مرجحة كفة العامري لأسباب كثيرة أهمها دعم طهران له مادياً وطائفياً، وحتى بتكسير التحالفات ضده، فهو رجل طهران والحشد الشعبي يأتمر بأوامر قاسم سليماني منذ ولادته بفتوى السيستاني لحرب «داعش». يضاف لتلك الأسباب الانقسامات التي حلت بالتحالفات التي شكلها العبادي، وأهمها ترك الصدر وفريقه العبادي لذئاب الحشد الشعبي والتهديد بدعم العامري، فضلاً عن أن العبادي لم يكن موقفه ودياً حيال موقف الأكراد من إعلان الاستقلال مما يؤيد التصويت الكردي المحتمل للعامري.
التبعات الإقليمية لما يجري كثيرة، وستكون موجعة للخليجيين، فوصول رجال الحشد الشعبي لحكم العراق يعني انتهاء الحديث حول فكرة حلّ الحشد، واستمرار خطره كقوة عسكرية تهدد دول الخليج، لأنه يأتمر بأوامر طهران، كما أن انخراط الحشد العسكري الواسع في العملية السياسية يعني ترسيخ ميليشيات الحشد الشعبي حالة مثل حالة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، بل وحرية الحركة للمشاركة في حرب في اليمن وحرب سوريا، كما أن التبعات الأخرى تضر بالعراق كبلد، فمما لا شك فيه أن الحشد سيحافظ على المصالح الاقتصادية والمخصصات الكبيرة المقررة من الموازنة العراقية مما يعني تزايد معدلات الفساد والعنف الطائفي بين المكون السني والشيعي.
* اختلاج النبض:
يكمن المخرج في قيام دول الخليج بما تفعله إيران، ودعم الصدر ليعود إلى ساحة المنافسة، فهو العروبي الوحيد. وحتى لا يتكرر سيناريو وصول علاوي، ثم تركنا له لتحطمه طهران لصالح المالكي.