يمكننا القول إن المقاومة الفلسطينية هي كل حراك سياسي وعسكري ضد الاحتلال والاضطهاد والاستعمار الصهيوني للفلسطينيين، بالمقاومة المدنية والشعبية والمسلحة، إذ كانت تقود المقاومة منظمة التحرير الفلسطينية، ثم ورثت المقاومة حماس والجهاد الإسلامي. أما التسوية السلمية فهي السبيل الذي انتهجه فريق محمود عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، في مفاوضات أوسلو «1993»، وما تلاها من اتفاقيات، ومعاهدات كاتفاق غزة أريحا، واتفاقية باريس «1994»، ضمن مسار التفاهمات. وبين المقاومة والتسوية السلمية دخلت إسرائيل بين الفلسطينيين مخلفةً فريقين، ولم يكفها ذلك، فكانت الهدنة مؤخراً مع حماس إلغاءً للمقاومة..!!
انتهجت حماس خلال الشهر الماضي، أسلوب سحب العدو من خنادقه وقواعده ومطاراته ليقترب للحدود مع غزة، ثم فتحت عليه أبواب جهنم من تحت الأرض وفوقها، وفي السماء بطائرات ورقية وبالونات حارقة أطلقوها باتجاه المستوطنات، فأحرقت حقول الصهاينة -وقد كتبنا مقالاً عن ذلك. المهم هو أن الصهاينة وافقوا على أن حماس خصم يستحق التفاوض، فتركوا قاعات المؤتمرات والمفاوضات مع عباس وفريقه وعقدوا هدنتهم المذهلة مع حماس: هدنة شاملة لمنع تصعيد قادم، وعقد صفقة تبادل للأسرى، وتخفيف المعاناة الاقتصادية الشديدة في غزة. ولسنا هنا لنمجد حماس أو الهدنة التي عقدتها، كما أننا لسنا في وارد نقدها، أو لنضع العراقيل في سبيل تنفيذها -كما يقال أن البعض يفعل ذلك.
في تقديرنا أن هناك عقبات تحول دون استمرار الهدنة 5 سنوات، يأتي في مقدمها تعدد الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وتداخلها وتعقيداتها، يضاف إلى ذلك تقاطع المصالح وتشابكات العلاقات الإقليمية والدولية للصهاينة ولحماس خاصة من دون الفلسطينيين الآخرين، خصوصاً العلاقات مع إيران وحزب الله. ولا نغفل دفع ترامب بقوة لتهميش الفلسطينيين، وآخر شواهد هذا كسر ظهر الأونروا بعدم مدّهم بالمال الأمريكي الذي يعيلهم ويشغلهم منذ «1967». بالإضافة إلى أن ترامب يسعى لعقد صفقة القرن لتسوية القضية الفلسطينية أو تصفيتها، الأمر الذي يتعارض مع خطط ومشاريع حماس. هذا ناهيك عن كون الاتفاق جاء في زمن الغطرسة الإسرائيلية لا ضعفها، الأمر المتمثل بشن هجمات إسرائيلية ضد الإيرانيين في سوريا، وقصف عدة مواقع عسكرية، ومخازن أسلحة وأنظمة عسكرية سورية وإيرانية.
المسألة باختصار أنه بينما تسعى حماس لعودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، ولو بالتدريج، يعمل الاحتلال الصهيوني إلى تجريد الفلسطينيين من حق المقاومة بكافة الطرق، حتى ولو بهدنة مع حماس، عبر سياسة الإكراه والإغراء للتأثير على الحركة، يتمثل ذلك بتصعيد الاعتداءات، أو بالإغراءات بفتح المعابر وتخفيف الحصار، والآن بالهدنة.
* اختلاج النبض:
في خضم كل هذا.. هل كسبت حماس من الهدنة ما يشرعن سيادتها على القرار الفلسطيني خارج غزة؟!! أم أن إسرائيل -بالهدنة الموعودة- قد قصّت أظافر حماس لتصبح مثل سائر المنظمات الأخرى؟!
{{ article.visit_count }}
انتهجت حماس خلال الشهر الماضي، أسلوب سحب العدو من خنادقه وقواعده ومطاراته ليقترب للحدود مع غزة، ثم فتحت عليه أبواب جهنم من تحت الأرض وفوقها، وفي السماء بطائرات ورقية وبالونات حارقة أطلقوها باتجاه المستوطنات، فأحرقت حقول الصهاينة -وقد كتبنا مقالاً عن ذلك. المهم هو أن الصهاينة وافقوا على أن حماس خصم يستحق التفاوض، فتركوا قاعات المؤتمرات والمفاوضات مع عباس وفريقه وعقدوا هدنتهم المذهلة مع حماس: هدنة شاملة لمنع تصعيد قادم، وعقد صفقة تبادل للأسرى، وتخفيف المعاناة الاقتصادية الشديدة في غزة. ولسنا هنا لنمجد حماس أو الهدنة التي عقدتها، كما أننا لسنا في وارد نقدها، أو لنضع العراقيل في سبيل تنفيذها -كما يقال أن البعض يفعل ذلك.
في تقديرنا أن هناك عقبات تحول دون استمرار الهدنة 5 سنوات، يأتي في مقدمها تعدد الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وتداخلها وتعقيداتها، يضاف إلى ذلك تقاطع المصالح وتشابكات العلاقات الإقليمية والدولية للصهاينة ولحماس خاصة من دون الفلسطينيين الآخرين، خصوصاً العلاقات مع إيران وحزب الله. ولا نغفل دفع ترامب بقوة لتهميش الفلسطينيين، وآخر شواهد هذا كسر ظهر الأونروا بعدم مدّهم بالمال الأمريكي الذي يعيلهم ويشغلهم منذ «1967». بالإضافة إلى أن ترامب يسعى لعقد صفقة القرن لتسوية القضية الفلسطينية أو تصفيتها، الأمر الذي يتعارض مع خطط ومشاريع حماس. هذا ناهيك عن كون الاتفاق جاء في زمن الغطرسة الإسرائيلية لا ضعفها، الأمر المتمثل بشن هجمات إسرائيلية ضد الإيرانيين في سوريا، وقصف عدة مواقع عسكرية، ومخازن أسلحة وأنظمة عسكرية سورية وإيرانية.
المسألة باختصار أنه بينما تسعى حماس لعودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة، ولو بالتدريج، يعمل الاحتلال الصهيوني إلى تجريد الفلسطينيين من حق المقاومة بكافة الطرق، حتى ولو بهدنة مع حماس، عبر سياسة الإكراه والإغراء للتأثير على الحركة، يتمثل ذلك بتصعيد الاعتداءات، أو بالإغراءات بفتح المعابر وتخفيف الحصار، والآن بالهدنة.
* اختلاج النبض:
في خضم كل هذا.. هل كسبت حماس من الهدنة ما يشرعن سيادتها على القرار الفلسطيني خارج غزة؟!! أم أن إسرائيل -بالهدنة الموعودة- قد قصّت أظافر حماس لتصبح مثل سائر المنظمات الأخرى؟!