عندما حان موعد امتحانات الدور الثاني في كلية الحقوق ببغداد سنة 1948 استعانت عمادة الكلية بعدد من أفراد الشرطة، وأوقفوهم في صف على طول السياج الخارجي للكلية، وأبلغوهم أن واجبهم يكمن في منع أي أحد من الاقتراب من سياج الكلية، وذلك لمنع الغش الذي كان يسرب بقصاصات ورق من خارج السياج إلى الطلبة الممتحنين في الداخل، بعدما ينهي مجموعة من الطلبة الامتحان قبل زملائهم، ويضعون الإجابات على هذه القصاصات في محاولة لإيصالها للداخل، خلال الامتحان وصل أهل «الفزعة» وشاهدوا الشرطة موزعين على السياج، فتقدم أحد الطلبة من أحد أفراد الشرطة وقال له: هل تعلم لماذا أوقفوك هنا؟ فأجاب الشرطي: طبعاً أعرف، كي أمنعك وأمثالك من الاقتراب من السياج، فضحك الطالب وباقي زملائه باستهزاء جعل الشرطي يشعر أنه لا يعرف طبيعة مهمته وواجبه، رجع الطالب إلى المجموعة وتقدم آخر نحو الشرطي في محاولة ظاهرها تطييب خاطره بكلمتين فقال له: لا أخي انت غلطان، الكلية أوقفتك هنا كي تمنع الطلاب الذين هم داخل السياج من الخروج والهرب من الامتحان لا أن تمنع من هم في الخارج من الاقتراب من السياج! وبهذه الطريقة أثروا على الشرطي المسكين وبعد قليل أقنعوه أن يطلوا إطلالة بسيطة من السياج على زملائهم في داخل البناية ليطمئنوا عليهم، اقتنع الشرطي المسكين وتمكن الطلاب من إلقاء قصاصات الورق إلى الداخل.
بعد سبعين سنة من هذه الحادثة يحق لنا أن نسأل من هو الشرطي والخبير الأمني «الفطحل» صاحب العقلية الجبارة الذي يدير عملية حماية الامتحانات من الغش في العراق هذه الأيام؟! حيث تقطع خدمة الإنترنت عن عموم البلاد هذه الأيام ولساعات بدعوى موسم امتحانات البكالوريا الدور الثاني، وقبلها في شهر يونيو قطعت الخدمة أيضاً وتعطلت مصالح الناس، وكذلك الحال في كل مناسبة وما مؤتمر القمة العربية الذي عقد في عام 2012 في بغداد عنا ببعيد، الذي كانت من أهم إجراءاته قطع كل أنواع الاتصالات في العراق واعتقالات بالجملة تستهدف مناطق معينة طيلة مدة وجود ضيوف القمة، في حين أن المسألة طريقها واضح، فقبل سبعين سنة لما أرادت عمادة كلية الحقوق منع الغش عرفوا أن الطريقة هي عزل الطلاب عن العالم الخارجي، الطلاب الجالسين في بناية لا تزيد مساحتها عن 2000 متر مربع، وليس عزل بلد مساحته أكثر من 430 ألف كيلو متر مربع يعيش فيهه عشرات الملايين عن العالم الخارجي، والسبب امتحانات الطلبة وفي نهاية المطاف يتبين أن الأسئلة بيد الطلاب قبل ليلة الامتحان كما هو الحال في كل موسم امتحانات، غريب حال القوم، حتى حلولهم للمشاكل مبنية على فكرة كيفية إعادة العراق إلى عصر ما قبل التاريخ، من أراد منع الغش، فالبداية تكون بالتربية، ربما لا يعلمون أن الوزارة اسمها التربية والتعليم، والتربية تتقدم على التعليم، هذه الوزارة قبل عشرات السنين كان اسمها في كل الدول العربية وزارة المعارف لكنهم لما عرفوا الخلل غيروا اسمها إلى التربية والتعليم، ولو حصل الطلاب منها على التربية وحدها لكنا بخير، أما على هذا الحال فضاعت التربية والتعليم معاً، والنتيجة وصول الطالب إلى الجامعة وهو يحمل قناعة عمرها 12 سنة أن الغش بطولة وشطارة.
بعد سبعين سنة من هذه الحادثة يحق لنا أن نسأل من هو الشرطي والخبير الأمني «الفطحل» صاحب العقلية الجبارة الذي يدير عملية حماية الامتحانات من الغش في العراق هذه الأيام؟! حيث تقطع خدمة الإنترنت عن عموم البلاد هذه الأيام ولساعات بدعوى موسم امتحانات البكالوريا الدور الثاني، وقبلها في شهر يونيو قطعت الخدمة أيضاً وتعطلت مصالح الناس، وكذلك الحال في كل مناسبة وما مؤتمر القمة العربية الذي عقد في عام 2012 في بغداد عنا ببعيد، الذي كانت من أهم إجراءاته قطع كل أنواع الاتصالات في العراق واعتقالات بالجملة تستهدف مناطق معينة طيلة مدة وجود ضيوف القمة، في حين أن المسألة طريقها واضح، فقبل سبعين سنة لما أرادت عمادة كلية الحقوق منع الغش عرفوا أن الطريقة هي عزل الطلاب عن العالم الخارجي، الطلاب الجالسين في بناية لا تزيد مساحتها عن 2000 متر مربع، وليس عزل بلد مساحته أكثر من 430 ألف كيلو متر مربع يعيش فيهه عشرات الملايين عن العالم الخارجي، والسبب امتحانات الطلبة وفي نهاية المطاف يتبين أن الأسئلة بيد الطلاب قبل ليلة الامتحان كما هو الحال في كل موسم امتحانات، غريب حال القوم، حتى حلولهم للمشاكل مبنية على فكرة كيفية إعادة العراق إلى عصر ما قبل التاريخ، من أراد منع الغش، فالبداية تكون بالتربية، ربما لا يعلمون أن الوزارة اسمها التربية والتعليم، والتربية تتقدم على التعليم، هذه الوزارة قبل عشرات السنين كان اسمها في كل الدول العربية وزارة المعارف لكنهم لما عرفوا الخلل غيروا اسمها إلى التربية والتعليم، ولو حصل الطلاب منها على التربية وحدها لكنا بخير، أما على هذا الحال فضاعت التربية والتعليم معاً، والنتيجة وصول الطالب إلى الجامعة وهو يحمل قناعة عمرها 12 سنة أن الغش بطولة وشطارة.