رغم تقاسمهما السيطرة على المكون الشيعي اللبناني، يمثل أنصار أمل وأنصار حزب الله ثقافتين مختلفتين، إذ يعتبر نبيه بري زعيم حركة أمل أن حزب الله ما هو إلاَّ انشقاقاً عن حركة أمل، وهو بالفعل انشقاقاً عن لبنانية الموطن وانشقاقاً عن عروبة الأصل وارتباط عضوي وبشكل كامل بأجندة الولي الفقيه. والخلافات كثيرة وكبيرة بين الفريقين حد عدم التصديق أن البداية كانت واحدة، فرئيس مجلس النواب نبيه بري يولي ثقته بالجيش اللبناني والقوى الأمنية، بعكس حزب الله الذي يحمل السلاح بدواع حرب الصهاينة حتى صار بالسلاح الإيراني أقوى من الجيش، بل ولا يحترم الجيش. أيضاً في الشأن الحكومي ترى حركة أمل أن حكومة لبنان يجب أن تمثل كل قوى لبنان وأن تكون قراراتها مستقلة ومرتكزة على الوحدة الوطنية.

لا تقتصر الاختلافات على هذا وحسب، إذ تختلف مرجعية حركة أمل عن مرجعية حزب الله الذي هدفه إقامة جمهورية إسلامية في لبنان تكون تابعة لجمهورية الولي الفقيه في إيران، بينما تتمسك حركة أمل بلبنانية سعيها وأهدافها، وبالهوية العروبية لخطابها، على النحو الذي قاده وبشّر به المؤسس موسى الصدر حسب قول بري. لقد ظهرت أمل كوريث للحركة الوطنية، وبعد إجلاء قوات منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي تختلف به عن حزب الله وكان منشأ التصادم بينهما أو ما عُرف بـ«حرب الأشقاء» في الثمانينات، إذ قتل في تلك الحرب 5 آلاف من حزب الله وحركة أمل.

إن تصادم المرجعيات والفكر ليس بأهم الفروق بين الطرفين، فقد أطلق حزب الله أحد أتباعه على حركة أمل في عقر دارها في الانتخابات الماضية، والتي كان يمثلها جميل السيد كنائب في منطقة البقاع، ويعرف أن السيد رجل النظام السوري في لبنان، ويأخذ على حركة أمل عدم اتخاذها مواقف داعمة للنظام السوري مثلما فعل حزب الله. يضاف إلى ذلك أنه بري وفريقه يدعمون رئيس الحكومة سعد الحريري، وقريب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ويلومون حزب الله أن خرّب البلد وأفسد الأمر على اللبنانيين العاملين في الخليج العربي بعدما زرع خلاياه ودعم حركات تمرد.

* اختلاج النبض:

كل المؤشرات تقول إن إيران صرفت آخر ما في خزانتها على الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي، ومع العقوبات الأمريكية على طهران سيتوقف دعم إيران لحزب الله، وبعد معركة أدلب سيرجع حزب الله وجيوبه فارغة، ولن يبقى له من دخل إلا زراعة الحشيش والتهريب والأتاوات، لكن الجنوب والبقاع منطقة نفوذ لحركة أمل أيضاً، لذا.. فالصدام حتمي..!!