أروع المدن هي التي تعلق في ذاكرتنا حتى وإن غادرناها.. هكذا كانت روسيا.. حيث كنت في زيارة لها، وبالتحديد إلى مدينتي موسكو وسانت بطرسبرغ، في رحلة جماعية أدبية ثقافية.. وبوجود نخبة من الشخصيات المختارة اختياراً متناغماً.. تجمعهم الاهتمامات التاريخية الثقافية الأدبية.
عندما قصد أبناؤنا روسيا في زمن السبعينيات لطلب العلم.. كنت أستغرب عن حديثهم الإيجابي إلى يومنا هذا.. عن بلد يعاني من ضنكة وقسوة الحياة آنذاك.. فيراودني بين الحين والآخر شعور لزيارة هذا البلد العظيم؟ كيف هي روسيا القيصرية؟؟ لأجد الجواب أني أذهب لها وأكتشفها!!
سأحدثكم عن روسيا.. حيث تتميز المدن الروسية بجمالها.. فرحلتي إليها كانت عبارة عن جرعات أدبية مكثفة.. بدأت بمدينة موسكو، حيث زرت فيها منزل الأديب تولستوي، والكاتب القصصي تشيخوف، والشاعر بوشكين.. ثم زيارة كاتدرائية باسيل، فالساحة الحمراء والكرملين.. ومن ثم جامع روسيا الكبير.. ثم كانت رحلة فنية رائعة عبر محطات مترو موسكو.. حيث كانت محطات يسكنها الفن والإبداع.. فجدرانها عبارة عن لوحات تعكس جمال الفن والرسم بالفسيفساء.. لوحات وتحف فنية.. فكل محطة من هذه المحطات تتميز بطابع فني مستمد من حقبة تاريخية أو سياسية أو دينية.. فتبهرنا بجمالها عن الأخرى.. محطات هي عبارة عن معارض فنية دائمة تصف حقبة وتاريخ من الزمن والأحداث على يد حرفيين وفنانين مبدعين.
بعدها كان الانتقال بالقطار إلى مدينة سانت بطرسبرغ الشمالية الثقافية.. لأزور فيها كاتدرائية إسحق، قصر يوسوبوف، متحف روسيا السياسي، جامع سانت بطرسبرغ الشهير، متحف الهيرمتاج، وقصر بيترهوف.. ومن ثم شقة الأديب العظيم ديستوفسكي.. ليكون ختامها أجمل بمشاهدة عرض للفلكلور الروسي، وعرض باليه «بحيرة البجع» للموسيقار تشايكوفسكي.
مدن دخلت قائمة اليونسكو للتراث العالمي ليس عبثاً.. مدن تحمل دهشة الفن وعبادة الجمال، وروعة الأدب.. مؤلفون نقف أمامهم إجلالاً واحتراماً لما قدموه من أدب.. سواء كان بالرواية أو الشعر أو القصة.. وفنانون رسموا لوحات فنية عظيمة.. تأسسوا وتخرجوا من دور العبادة والكنائس.. كل هذه الروائع جاءت لتنطق وتوثّق تاريخاً وحضارة كتبت بماء الذهب.
رحلتي كانت تجسّد المعنى الحقيقي لأدب الرحلات.. حيث هذا الفن الذي يعتبر كنزاً من كنوز المعرفة.. والذي تمرّس فيه العرب مدة طويلة، ولكنه أهمل بداية القرن العشرين.. لينتعش مرة أخرى في وقتنا الحاضر.. نظراً لسهولة نقل وتداول ما يشاهده الرحّالة على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
إن أدب الرحلات واختيار صفوة المدن لزيارتها والتعرف عليها، يعتبر ظاهرة ثقافية تاريخية أدبية معرفية فلسفية.. وسرديات الرحلة التي تنقل إلى الناس.. تلعب دوراً كبيراً لمعرفة تلك المدن والترويج لها سياحياً.. والنظر إليها كبلد يستحق الزيارة.. فالرحلات أحياناً لا تحمل فقط معنى الأدب والتاريخ والفن.. ولكن تحمل سيراً وجدانية، وارتباطاً بين أفراد المجموعة التي تقصد تلك المدن.. كما هو وضعنا كمجموعة ثقافية، بين حين وآخر، نقصد مدن الثقافة.
أيقونة حضارة روسيا تستحق الزيارة.. وبلد عظيم كروسيا يقف السائح أمامها تقديراً وإجلالاً لمعالمها الخلابة، وفنها الراقي، وأدبها العظيم.. وزيارة مدن الأدب والفن في العالم تعتبر إنعاشاً للذاكرة الإنسانية لكتّاب وأدباء وفناني تلك المدن.. فكم نحن بحاجة حالياً إلى أدب الرحلات.. وإلى رحّالة عرب، وأدباء ومثقفين، بعيدين كل البعد عن التسييس الديني والانتماء السياسي.
{{ article.visit_count }}
عندما قصد أبناؤنا روسيا في زمن السبعينيات لطلب العلم.. كنت أستغرب عن حديثهم الإيجابي إلى يومنا هذا.. عن بلد يعاني من ضنكة وقسوة الحياة آنذاك.. فيراودني بين الحين والآخر شعور لزيارة هذا البلد العظيم؟ كيف هي روسيا القيصرية؟؟ لأجد الجواب أني أذهب لها وأكتشفها!!
سأحدثكم عن روسيا.. حيث تتميز المدن الروسية بجمالها.. فرحلتي إليها كانت عبارة عن جرعات أدبية مكثفة.. بدأت بمدينة موسكو، حيث زرت فيها منزل الأديب تولستوي، والكاتب القصصي تشيخوف، والشاعر بوشكين.. ثم زيارة كاتدرائية باسيل، فالساحة الحمراء والكرملين.. ومن ثم جامع روسيا الكبير.. ثم كانت رحلة فنية رائعة عبر محطات مترو موسكو.. حيث كانت محطات يسكنها الفن والإبداع.. فجدرانها عبارة عن لوحات تعكس جمال الفن والرسم بالفسيفساء.. لوحات وتحف فنية.. فكل محطة من هذه المحطات تتميز بطابع فني مستمد من حقبة تاريخية أو سياسية أو دينية.. فتبهرنا بجمالها عن الأخرى.. محطات هي عبارة عن معارض فنية دائمة تصف حقبة وتاريخ من الزمن والأحداث على يد حرفيين وفنانين مبدعين.
بعدها كان الانتقال بالقطار إلى مدينة سانت بطرسبرغ الشمالية الثقافية.. لأزور فيها كاتدرائية إسحق، قصر يوسوبوف، متحف روسيا السياسي، جامع سانت بطرسبرغ الشهير، متحف الهيرمتاج، وقصر بيترهوف.. ومن ثم شقة الأديب العظيم ديستوفسكي.. ليكون ختامها أجمل بمشاهدة عرض للفلكلور الروسي، وعرض باليه «بحيرة البجع» للموسيقار تشايكوفسكي.
مدن دخلت قائمة اليونسكو للتراث العالمي ليس عبثاً.. مدن تحمل دهشة الفن وعبادة الجمال، وروعة الأدب.. مؤلفون نقف أمامهم إجلالاً واحتراماً لما قدموه من أدب.. سواء كان بالرواية أو الشعر أو القصة.. وفنانون رسموا لوحات فنية عظيمة.. تأسسوا وتخرجوا من دور العبادة والكنائس.. كل هذه الروائع جاءت لتنطق وتوثّق تاريخاً وحضارة كتبت بماء الذهب.
رحلتي كانت تجسّد المعنى الحقيقي لأدب الرحلات.. حيث هذا الفن الذي يعتبر كنزاً من كنوز المعرفة.. والذي تمرّس فيه العرب مدة طويلة، ولكنه أهمل بداية القرن العشرين.. لينتعش مرة أخرى في وقتنا الحاضر.. نظراً لسهولة نقل وتداول ما يشاهده الرحّالة على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
إن أدب الرحلات واختيار صفوة المدن لزيارتها والتعرف عليها، يعتبر ظاهرة ثقافية تاريخية أدبية معرفية فلسفية.. وسرديات الرحلة التي تنقل إلى الناس.. تلعب دوراً كبيراً لمعرفة تلك المدن والترويج لها سياحياً.. والنظر إليها كبلد يستحق الزيارة.. فالرحلات أحياناً لا تحمل فقط معنى الأدب والتاريخ والفن.. ولكن تحمل سيراً وجدانية، وارتباطاً بين أفراد المجموعة التي تقصد تلك المدن.. كما هو وضعنا كمجموعة ثقافية، بين حين وآخر، نقصد مدن الثقافة.
أيقونة حضارة روسيا تستحق الزيارة.. وبلد عظيم كروسيا يقف السائح أمامها تقديراً وإجلالاً لمعالمها الخلابة، وفنها الراقي، وأدبها العظيم.. وزيارة مدن الأدب والفن في العالم تعتبر إنعاشاً للذاكرة الإنسانية لكتّاب وأدباء وفناني تلك المدن.. فكم نحن بحاجة حالياً إلى أدب الرحلات.. وإلى رحّالة عرب، وأدباء ومثقفين، بعيدين كل البعد عن التسييس الديني والانتماء السياسي.