ملخص ما قاله المتظاهرون العراقيون في البصرة هو «يا إيران بره بره.. البصرة حرة حرة»، أما ملخص ما فعلوه فقد رآه العالم كله عبر الأخبار والصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي عبروا من خلالها عن غضبهم من تحكم النظام الإيراني في العراق وتعمده توصيل العراقيين إلى الحال التي هم فيها اليوم والعمل على إفقارهم أملاً في تركيعهم وتحويلهم إلى مجرد أدوات يمكنه استخدامها وقت ما شاء.
ما يجري في العراق اليوم وقبل اليوم، سببه الأول والأخير هو النظام الإيراني الذي يعتبر العراق مستعمرة تابعة له، تماماً مثلما أن ما يجري في لبنان وسوريا واليمن سببه هذا النظام الذي افتضحت غاياته، ولهذا فإن أحداً لن يدهش من حصول تحركات ضده في هذه الدول مثلما هو حاصل اليوم في العراق وتحديداً في البصرة التي رغم أنها توفر أغلب عائدات النفط العراقي إلا أنها لا تزال - بسبب هيمنة النظام الإيراني على الحكم في العراق - تعاني من نقص في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وصار إنسانها في أسوأ حال.
ما جرى ولا يزال يجري في البصرة هو النتيجة الطبيعية لهيمنة النظام الإيراني وتحكمه في مفاصل هذا البلد العربي الأصيل، فالعراقيون خرجوا إلى الشوارع غاضبين بعدما ضاقوا ذرعاً بما آلت إليه أحوالهم وبما صاروا فيه، وخروجهم هنا ليس خروجاً ضد النظام الإيراني وحده ولكنه أيضاً خروج ضد الحكومة العراقية التي وصلوا إلى قناعة بأنها تابعة للنظام الإيراني ولم تخدم الشعب العراقي ولا تستطيع أن تخدمه لو أرادت طالما أن النظام الإيراني هو الذي يتحكم في كل شيء.
ولأن النظام الإيراني وصل مرحلة صار يعتبر فيها الشعب العراقي مهجناً وطيعاً بما فيه الكفاية لذا قال مسؤولوه تعليقاً على ما حصل في الأيام الأخيرة في البصرة بأن عناصر تخريبية تسللت بين المتظاهرين ونفذت عمليات حرق المباني ومنها مبنى القنصلية الإيرانية، فهذا النظام وصل إلى قناعة بأن ما قام به في العراق يفترض أنه أوصل الشعب العراقي إلى الحالة التي يريده فيها فلا يفعل أموراً من ذلك القبيل، والأكيد أنه مقتنع بأن كل فعل خارج هو من فعل الخارج، وهي إشارة واضحة إلى الدول التي تعتبرها منافسة لها كالسعودية على سبيل المثال.
التفسير الأسهل للنظام الإيراني بالنسبة لأحداث البصرة هو مزاعم بأن عناصر تعمل بمقابل من أجل مصلحة السعودية ومن معها هي التي قامت بأعمال التخريب بغية اتهامه بأنه هو السبب وراء ما حصل والقول بأنه هو الذي يقوم بعلميات التخريب والحرق، لكن لأن الأمور – بالنسبة للعراقيين على الأقل – واضحة لذا فإن أحداً لا يمكنه أن يصدق مثل هذا الكلام، خصوصاً والعالم كله يرى ما تسعى إليه السعودية ومن معها في كل المنطقة وعنوانه خير المنطقة وخير أبنائها.
بناء على هذا يسهل القول بأنه من غير المستبعد أن يكون النظام الإيراني هو الذي أوعز لعناصره للقيام بعملية حرق مقر القنصلية الإيرانية وتخريب مقر الحشد الشعبي وحرق وتخريب مبانٍ ومقرات أخرى، فمثل هذا الفعل يكفي لتبرير تدخله بشكل علني في أحداث البصرة وغيرها من مدن العراق الجريح، فهو بهذا «يدافع» عن نفسه ويعبر عن «التزامه الأخلاقي» تجاه الحكومة العراقية!
كل من تابع تطورات الأحداث في العراق وكل من هو على دراية بالعقلية الفارسية وطريقة تفكير النظام الإيراني يبصم بالعشرة بأن ما حدث في البصرة أمر طبيعي، فهو نتيجة منطقية للتدخل الإيراني ولسيطرته على مفاصل الدولة العراقية التي وصلت حداً صعباً وأوصلت نتيجة لذلك الشعب العراقي إلى مرحلة لا يملك فيها غير خيار الثورة على ما صار فيه.
{{ article.visit_count }}
ما يجري في العراق اليوم وقبل اليوم، سببه الأول والأخير هو النظام الإيراني الذي يعتبر العراق مستعمرة تابعة له، تماماً مثلما أن ما يجري في لبنان وسوريا واليمن سببه هذا النظام الذي افتضحت غاياته، ولهذا فإن أحداً لن يدهش من حصول تحركات ضده في هذه الدول مثلما هو حاصل اليوم في العراق وتحديداً في البصرة التي رغم أنها توفر أغلب عائدات النفط العراقي إلا أنها لا تزال - بسبب هيمنة النظام الإيراني على الحكم في العراق - تعاني من نقص في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وصار إنسانها في أسوأ حال.
ما جرى ولا يزال يجري في البصرة هو النتيجة الطبيعية لهيمنة النظام الإيراني وتحكمه في مفاصل هذا البلد العربي الأصيل، فالعراقيون خرجوا إلى الشوارع غاضبين بعدما ضاقوا ذرعاً بما آلت إليه أحوالهم وبما صاروا فيه، وخروجهم هنا ليس خروجاً ضد النظام الإيراني وحده ولكنه أيضاً خروج ضد الحكومة العراقية التي وصلوا إلى قناعة بأنها تابعة للنظام الإيراني ولم تخدم الشعب العراقي ولا تستطيع أن تخدمه لو أرادت طالما أن النظام الإيراني هو الذي يتحكم في كل شيء.
ولأن النظام الإيراني وصل مرحلة صار يعتبر فيها الشعب العراقي مهجناً وطيعاً بما فيه الكفاية لذا قال مسؤولوه تعليقاً على ما حصل في الأيام الأخيرة في البصرة بأن عناصر تخريبية تسللت بين المتظاهرين ونفذت عمليات حرق المباني ومنها مبنى القنصلية الإيرانية، فهذا النظام وصل إلى قناعة بأن ما قام به في العراق يفترض أنه أوصل الشعب العراقي إلى الحالة التي يريده فيها فلا يفعل أموراً من ذلك القبيل، والأكيد أنه مقتنع بأن كل فعل خارج هو من فعل الخارج، وهي إشارة واضحة إلى الدول التي تعتبرها منافسة لها كالسعودية على سبيل المثال.
التفسير الأسهل للنظام الإيراني بالنسبة لأحداث البصرة هو مزاعم بأن عناصر تعمل بمقابل من أجل مصلحة السعودية ومن معها هي التي قامت بأعمال التخريب بغية اتهامه بأنه هو السبب وراء ما حصل والقول بأنه هو الذي يقوم بعلميات التخريب والحرق، لكن لأن الأمور – بالنسبة للعراقيين على الأقل – واضحة لذا فإن أحداً لا يمكنه أن يصدق مثل هذا الكلام، خصوصاً والعالم كله يرى ما تسعى إليه السعودية ومن معها في كل المنطقة وعنوانه خير المنطقة وخير أبنائها.
بناء على هذا يسهل القول بأنه من غير المستبعد أن يكون النظام الإيراني هو الذي أوعز لعناصره للقيام بعملية حرق مقر القنصلية الإيرانية وتخريب مقر الحشد الشعبي وحرق وتخريب مبانٍ ومقرات أخرى، فمثل هذا الفعل يكفي لتبرير تدخله بشكل علني في أحداث البصرة وغيرها من مدن العراق الجريح، فهو بهذا «يدافع» عن نفسه ويعبر عن «التزامه الأخلاقي» تجاه الحكومة العراقية!
كل من تابع تطورات الأحداث في العراق وكل من هو على دراية بالعقلية الفارسية وطريقة تفكير النظام الإيراني يبصم بالعشرة بأن ما حدث في البصرة أمر طبيعي، فهو نتيجة منطقية للتدخل الإيراني ولسيطرته على مفاصل الدولة العراقية التي وصلت حداً صعباً وأوصلت نتيجة لذلك الشعب العراقي إلى مرحلة لا يملك فيها غير خيار الثورة على ما صار فيه.