هنا ملخص لجزء من مقابلة كانت قد أجرتها إحدى القنوات الفضائية العراقية مع المرجع الديني الشيعي السيد كمال الحيدري يتبين من خلاله موقفه من بعض ما دخل على الاحتفاء بذكرى عاشوراء من مظاهر سالبة، وهو موقف جريء يستدعي الإشادة به فهو صرخة في وجه كل من يريد التطاول على هذه المناسبة ولي عنقها.
يقول الحيدري «الحسيني هو الذي يحاول أن يطبق المبادئ التي احتوت عليها الثورة الحسينية. لا يكفي أن يكون هذا الشخص أو ذاك التيار يلطم أو يضرب الزنجيل أو يطبر، ليس هذا هو المعيار، فالإمام عليه السلام وضع الملاك بنفسه ولخصه بقوله أريد الإصلاح في أمة جدي.. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. بناء على هذا الأصل أتساءل هل المعروف الذي يقصده الحسين ويريده هو المشي ألف كيلومتر إلى مرقده أم بناء المصنع والتنمية والرفاه والحرية والكرامة وتخليص الناس من الفقر؟ وظيفة المؤسسة الدينية أن تشخص أي معروف يريده الإمام الحسين. لو كان الإمام موجوداً في هذا الزمان فهل كان سيقول امشوا لي على الأقدام وعطلوا كل شيء لشهرين أو أن تبنوا العراق حراً كريماً يحفظ كرامة أبنائه ومواطنيه ويدفع عنه كل فساد؟ أيهما يريد؟ تحديد هذا هي وظيفة المؤسسة الدينية».
عن رأيه الشخصي في هذا الأمر قال «أنا لا أوافق على هذا التمادي والتوسعة في الشعائر بنحو يؤدي إلى نقص الخدمات والنمو والإنتاج وزيادة الفقر في العراق من أجل أن نقوم بالشعائر الكذائية. الحسين يريد منا شخصاً قوياً كريماً محترماً أم إنساناً محتاجاً يمد يده لهذا وذاك ولكن يمشي له ألف كيلومتر؟ وظيفة المؤسسة الدينية هي ضبط الشعائر التي تقام لأنها تقام باسم الدين وأن تقول بأن الدين يريد هذه الشعائر أو لا يريدها. مشكلتنا أننا تركنا أمر المؤسسة الدينية لغير المختصين في الدين لهذا نرى في كل سنة شعائر جديدة من تطيين ومشي على الأرض والمشي على النار إلخ. على المؤسسة الدينية أن تدخل على الخط وتقف وتضبط إيقاع الأمة وأن تقول وتوضح الكيفية التي ينبغي أن تقام عليها الشعائر والكيفية التي لا يوافق عليها الدين».
المؤسف أن مثل هذا الكلام المنطقي الجميل لا يوافق عليه قصيرو النظر والداخلون عنوة على خط الشعائر الحسينية والمستفيدون من المناسبة، لهذا فإنهم يبتدعون في كل عام جديداً يتناقض مع خط الإمام الحسين الذي أساسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأن العراق أساس الشعائر الحسينية لذا فإن كل بدعة «يتم اعتمادها» تنتقل سريعاً إلى كل بلاد تخرج فيه المواكب الحسينية، ومثاله «ركضة طويريج» التي وصلت البحرين قبل سنين والتي يقوم بها النساء كما الرجال في مشهد لا يمكن لعاقل أو غيور أن يقبل به.
ليس هذا هو الذي يريده الإمام الحسين، والأكيد أنه عليه السلام لا يريد أي مظهر يؤذي الناس والأوطان والمجتمعات، ولو أنه كان في زماننا كما قال السيد الحيدري لما قبل بالمشي ألف كيلومتر إليه، فبناء المصنع والارتقاء بالإنسان وإصلاح الخلل وتحسين أحوال الناس هو الذي يدخل في باب الأساس الذي وضعه وانطلق منه، إذ ليس في ذاك ولا في غيره من المظاهر الدخيلة على عاشوراء أمر بمعروف ونهي عن منكر بل أن في بعضه فساداً ظاهراً وأذى وممارسة تسيء إلى أهل البيت الكرام.
السؤال المهم الذي طرحه الحيدري في تلك المقابلة الجريئة هو عن المؤسسة الدينية التي عليها أن توافق على ما يتماشى مع خط الإمام وترفض ما يناقضه ويسيء إليه. فأين هي تلك المؤسسة؟
يقول الحيدري «الحسيني هو الذي يحاول أن يطبق المبادئ التي احتوت عليها الثورة الحسينية. لا يكفي أن يكون هذا الشخص أو ذاك التيار يلطم أو يضرب الزنجيل أو يطبر، ليس هذا هو المعيار، فالإمام عليه السلام وضع الملاك بنفسه ولخصه بقوله أريد الإصلاح في أمة جدي.. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. بناء على هذا الأصل أتساءل هل المعروف الذي يقصده الحسين ويريده هو المشي ألف كيلومتر إلى مرقده أم بناء المصنع والتنمية والرفاه والحرية والكرامة وتخليص الناس من الفقر؟ وظيفة المؤسسة الدينية أن تشخص أي معروف يريده الإمام الحسين. لو كان الإمام موجوداً في هذا الزمان فهل كان سيقول امشوا لي على الأقدام وعطلوا كل شيء لشهرين أو أن تبنوا العراق حراً كريماً يحفظ كرامة أبنائه ومواطنيه ويدفع عنه كل فساد؟ أيهما يريد؟ تحديد هذا هي وظيفة المؤسسة الدينية».
عن رأيه الشخصي في هذا الأمر قال «أنا لا أوافق على هذا التمادي والتوسعة في الشعائر بنحو يؤدي إلى نقص الخدمات والنمو والإنتاج وزيادة الفقر في العراق من أجل أن نقوم بالشعائر الكذائية. الحسين يريد منا شخصاً قوياً كريماً محترماً أم إنساناً محتاجاً يمد يده لهذا وذاك ولكن يمشي له ألف كيلومتر؟ وظيفة المؤسسة الدينية هي ضبط الشعائر التي تقام لأنها تقام باسم الدين وأن تقول بأن الدين يريد هذه الشعائر أو لا يريدها. مشكلتنا أننا تركنا أمر المؤسسة الدينية لغير المختصين في الدين لهذا نرى في كل سنة شعائر جديدة من تطيين ومشي على الأرض والمشي على النار إلخ. على المؤسسة الدينية أن تدخل على الخط وتقف وتضبط إيقاع الأمة وأن تقول وتوضح الكيفية التي ينبغي أن تقام عليها الشعائر والكيفية التي لا يوافق عليها الدين».
المؤسف أن مثل هذا الكلام المنطقي الجميل لا يوافق عليه قصيرو النظر والداخلون عنوة على خط الشعائر الحسينية والمستفيدون من المناسبة، لهذا فإنهم يبتدعون في كل عام جديداً يتناقض مع خط الإمام الحسين الذي أساسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأن العراق أساس الشعائر الحسينية لذا فإن كل بدعة «يتم اعتمادها» تنتقل سريعاً إلى كل بلاد تخرج فيه المواكب الحسينية، ومثاله «ركضة طويريج» التي وصلت البحرين قبل سنين والتي يقوم بها النساء كما الرجال في مشهد لا يمكن لعاقل أو غيور أن يقبل به.
ليس هذا هو الذي يريده الإمام الحسين، والأكيد أنه عليه السلام لا يريد أي مظهر يؤذي الناس والأوطان والمجتمعات، ولو أنه كان في زماننا كما قال السيد الحيدري لما قبل بالمشي ألف كيلومتر إليه، فبناء المصنع والارتقاء بالإنسان وإصلاح الخلل وتحسين أحوال الناس هو الذي يدخل في باب الأساس الذي وضعه وانطلق منه، إذ ليس في ذاك ولا في غيره من المظاهر الدخيلة على عاشوراء أمر بمعروف ونهي عن منكر بل أن في بعضه فساداً ظاهراً وأذى وممارسة تسيء إلى أهل البيت الكرام.
السؤال المهم الذي طرحه الحيدري في تلك المقابلة الجريئة هو عن المؤسسة الدينية التي عليها أن توافق على ما يتماشى مع خط الإمام وترفض ما يناقضه ويسيء إليه. فأين هي تلك المؤسسة؟