بعد ما مضى 13 عاماً على استشهاده، أصبح مهماً أن لا يتحول إلى رجل يحتل مكانة هامشية في الدراسات المعاصرة، وألاّ يتحول إلى تمثال برونزي على مفترق طرق في بيروت، لهذا، ومن أجل مستقبل لبنان، تأخذ قضية اغتيال رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 14 فبراير 2005 زخماً كبيراً، وتستعيد الأضواء، فما سيصدر من أحكام لن تكون مجرد إدانة لـ5 رجال هامشيين «مصطفى بدرالدين، وحسين حسن عنيسي، وسليم جميل عيّاش، وحسن حبيب مرعي، وأسد حسن صبرا»، بل ستكون هناك إدانة دولية لأطراف أخرى أيضاً.
إن من يراجع التاريخ اللبناني سيجد أن رفيق الحريري استشهد لأنه عمل على إنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان، ذاك الذي استمر 29 عاماً، ويرجع إلى عام 1976 حين دخلت القوات السورية لبنان -كجزء من قوات الردع العربية- لأول مرة. بل ونجحت الحكومة السورية في إرساء تواجدها فيه والحصول على تفويض له من جامعة الدول العربية وفقاً لاتفاق الطائف. كانت سوريا هي الحاكم الفعلي للبنان وكان حاكم لبنان الفعلي اللواء رستم غزالة -مسؤول المخابرات السورية في لبنان. وكانت مقدرات لبنان في يد السوريين وعلاقات أحزابه وطوائفه، بل وحتى النقابات وسائقي التاكسي وعمال النظافة، كلهم مرجعيتهم دمشق، يأتمرون بأمرها. وهو ما جعل من الضروري إزاحة الحريري الذي كان يحاول إعادة استقلال لبنان.
إن القوة الأخرى التي دعمت سوريا في حكم لبنان تمثلت في حزب الله، بالتنسيق معه، وكذلك هو الحزب، لم يكن ليكون بالقوة التي هو عليها لولا الدعم السوري له، لذا لا نستغرب أن يكون حزب الله هو اليد المنفذة لرغبة دمشق في إزاحة الحريري الذي كان حجر عثرة في استمرار الاحتلال السوري للبنان.
بعد مرافعات نهائية استمرت لسنوات طويلة، وعبر 300 شاهد و3 آلاف قرينة لإدانة قتلة رفيق الحريري، تم التوصل لاتهام حزب الله. ويمكننا القول إن لبنان كبلد مستقل قد نجح أخيراً في جعل العدالة تأخذ مجراها، رغم عراقيل حزب الله في طريق المحكمة. كما ذكر أن المحكمة ستصدر حكمها في القضية في فبراير أو مارس 2019. إذ سبق أن حذر حزب الله من أي رهان على المحكمة الخاصة بلبنان، وقوله ان من يفعل ذلك إنّما «يلعب بالنار». فهل هي تهديدات جوفاء أم سيعاد حرق لبنان لحماية حزب الله؟!!
* اختلاج النبض:
اغتال السوريون الحريري لأنه كان يحاول إخراجهم، فخرجوا لأنهم قتلوه. وكانت الأداة حزب الله ليسيطر على لبنان، لكن قوى من كل طوائف لبنان توحدت في وجه الحزب فهرب للقتال في سوريا.!! والآن سيجتمع في لبنان عودة الحزب من سوريا، وإدانته لاغتيال الحريري، وكما نعلم فقد اعتاد حزب الله إشعال الحرائق للخروج من أزماته.
إن من يراجع التاريخ اللبناني سيجد أن رفيق الحريري استشهد لأنه عمل على إنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان، ذاك الذي استمر 29 عاماً، ويرجع إلى عام 1976 حين دخلت القوات السورية لبنان -كجزء من قوات الردع العربية- لأول مرة. بل ونجحت الحكومة السورية في إرساء تواجدها فيه والحصول على تفويض له من جامعة الدول العربية وفقاً لاتفاق الطائف. كانت سوريا هي الحاكم الفعلي للبنان وكان حاكم لبنان الفعلي اللواء رستم غزالة -مسؤول المخابرات السورية في لبنان. وكانت مقدرات لبنان في يد السوريين وعلاقات أحزابه وطوائفه، بل وحتى النقابات وسائقي التاكسي وعمال النظافة، كلهم مرجعيتهم دمشق، يأتمرون بأمرها. وهو ما جعل من الضروري إزاحة الحريري الذي كان يحاول إعادة استقلال لبنان.
إن القوة الأخرى التي دعمت سوريا في حكم لبنان تمثلت في حزب الله، بالتنسيق معه، وكذلك هو الحزب، لم يكن ليكون بالقوة التي هو عليها لولا الدعم السوري له، لذا لا نستغرب أن يكون حزب الله هو اليد المنفذة لرغبة دمشق في إزاحة الحريري الذي كان حجر عثرة في استمرار الاحتلال السوري للبنان.
بعد مرافعات نهائية استمرت لسنوات طويلة، وعبر 300 شاهد و3 آلاف قرينة لإدانة قتلة رفيق الحريري، تم التوصل لاتهام حزب الله. ويمكننا القول إن لبنان كبلد مستقل قد نجح أخيراً في جعل العدالة تأخذ مجراها، رغم عراقيل حزب الله في طريق المحكمة. كما ذكر أن المحكمة ستصدر حكمها في القضية في فبراير أو مارس 2019. إذ سبق أن حذر حزب الله من أي رهان على المحكمة الخاصة بلبنان، وقوله ان من يفعل ذلك إنّما «يلعب بالنار». فهل هي تهديدات جوفاء أم سيعاد حرق لبنان لحماية حزب الله؟!!
* اختلاج النبض:
اغتال السوريون الحريري لأنه كان يحاول إخراجهم، فخرجوا لأنهم قتلوه. وكانت الأداة حزب الله ليسيطر على لبنان، لكن قوى من كل طوائف لبنان توحدت في وجه الحزب فهرب للقتال في سوريا.!! والآن سيجتمع في لبنان عودة الحزب من سوريا، وإدانته لاغتيال الحريري، وكما نعلم فقد اعتاد حزب الله إشعال الحرائق للخروج من أزماته.