أسمعتم عن روني الشيخ؟!! ذاك الذي يعود مسقط رأسه إلى صنعاء، ولكنه هرب منها -مع بلوغه سن 18 عاماً- إلى الكيان الصهيوني مع الذين هربهم علي عبدالله صالح «1981»، إذ درس روني هناك حتى حصل على الماجستير من جامعة تل أبيب، وشهادة في علم الإجرام من الجامعة العبرية. كان يُتقن اللغة العربية، كل ما استلزمه الأمر تغيير لهجته الصنعانية إلى الفلسطينية. عاش الشيخ في إحدى المستوطنات بالقرب من رام الله، مع تيار اليهود المتدينين المتشددين، ليربي أبناءه السبعة على أن يكونوا صهاينة متدينين. لغته العربية وسحنته، مكناه من تقلد قيادة لواء المظليين ثم نائب لرئيس اللواء رقم 50، وفي زمن الانتفاضة التحق بالشاباك، فتولى قيادة منطقة الضفة الغربية، ثم أصبح مسؤولاً عن القدس وقائماً بأعمال المدير العام للشاباك.

ونظراً لما عرف به من وحشية مع الأسرى من أبطال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، اكتسب خبرة في مجال الأمن والاستخبارات، كما اكتسب لقب الثعلب، لما تميز به من خداع وصرامة وقسوة، حتى أصبح يشار له بالبنان لبراعته في تحطيم من يستجوبهم. ليس هذا وحسب، بل وأشرف على تجنيد العملاء في الأراضي المحتلة حتى ترقى ليحتل منصب قائد قطاع في الشاباك، ليختم سجله العنيف بتعيينه القائد العام للشرطة من قبل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بتاريخ 27 سبتمبر 2015. وفي الخميس 13 سبتمبر الجاري، أعلن وزير الأمن العام أنه لن يتم تمديد فترة ولاية رئيس الشرطة روني الشيخ، لأنه كان مرتبطاً بتحقيقات الفساد التي يشرف عليها ضد نتنياهو ولي نعمته.

ولأن لكل عملة وجهين، فالوجه الآخر للعملة اليمنية المزيفة يتمثل في عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، الذي ولد في صعدة 1979. كان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية، وكان عبدالملك يتنقل منذ صغره مع والده على الحمير في أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية، ما أبقاه جاهلاً ولم يدرس دراسة نظامية، ولم يحصل على أي شهادة علمية، وقد تزوج وهو في سن الرابعة عشرة. تأثر عبدالملك بأخيه الأكبر الهالك حسين مؤسس جماعة الشباب المؤمن «جماعة أنصار الله»، فوصل على رقابهم إلى عضوية البرلمان اليمني. ارتمى عبدالملك وجماعته في أحضان إيران تدريباً وتسليحاً وتثقيفاً أيديولوجياً، وحصل على الدعم البشري بخبراء حزب الله، كما استفادت منه إيران للاستمرار في زيادة قدراتها الاستخباراتية وتوغلها في المنطقة، وتجريب صواريخها.

* اختلاج النبض:

لم ينفع روني الشيخ اليمنيين المهمشين في تل أبيب أو في صنعاء، حتى بلغ فصل من تاريخ أحد أقدم المجتمعات اليهودية في العالم نهايته، ولم يبقَ إلا 50 يهودياً بصنعاء. وحين لا يبقى في صنعاء إلا 50 ممن يؤمنون بولاية الفقيه في طهران نكون قد أوصلنا فصل الحوثيين لمنتهاه، دون أن ينفع عبدالملك جماعته، بل يكون قد عرضهم للتهلكة.