قبل أيام حصلت اعتداءات من إيرانيين على زوار عراقيين في إيران في أكثر من حادثة، ثم اعتدى عراقيون بالضرب على زوار إيرانيين داخل العراق، ولنعرف ما وراء هذه الأحداث وأنها ليست عفوية اقرأوا هذه القصة.
في سنة 1931 فتح العراق مفوضية في طهران «سفارة» وكانت هذه ثاني سفارة يفتحها العراق بعد مفوضية لندن التي كانت جامدة وكل العمل تؤديه سفارة بريطانيا في بغداد، فكانت المفوضية العراقية بطهران أهم من الأولى وكان نصف عمل وزارة الخارجية في العراق مخصص لها، ولأهميتها طلب الملك فيصل الأول من توفيق السويدي وهو وزير ورئيس وزراء سابق تأسيس المفوضية وأن يكون هو المفوض هناك، في تلك الأيام كان أبرز شخص في إيران هو عبد الحسين تيمور طاش وزير الدربار الشاهي مثل ما يسمى في إيران أو رئيس الديوان الملكي كما نسميه، كان الرجل الثاني في إيران في عهد رضا شاه بهلوي، وكان مقرب جداً من الشاه وكلمته نافذة بأمور إيران وسياستها العليا، الرجل كان ذكياً ونشيطاً جداً، والوزير المفوض العراقي كان إذا أراد حل قضية بشكل سريع يذهب إليه مباشرة ولا يمر بوزارة الخارجية الإيرانية، وفي المقابل كان تيمور طاش يتعامل مع الوزير المفوض العراقي معاملة خاصة تختلف عن كل السفراء فكان يلبي طلباته باستمرار وله في نفسه مكانة خاصة. ذات مرة راجعه في قضية الزوار الإيرانيين لأن الحكومة الإيرانية منعت مواطنيها من الذهاب إلى العراق لغرض الزيارة، ولأن الوزير المفوض العراقي يفكر بعقلية رجل الدولة ويحسب الفوائد والخسائر قال لتيمور طاش: «أرجو أن تسمح حكومتكم لمواطنيكم بزيارة المراقد في العراق إذا أرادوا الزيارة لأن قسماً من العراقيين يزورون المراقد في إيران وينفقون مبالغ كبيرة داخل إيران وهذه تكلف الدولة العراقية وفي الوقت نفسه تعد دخلاً لإيران، فأرجو أن تعوضنا إيران بزوار للعراق».
فكان جواب تيمور طاش: «الحقيقة لا أدري لماذا يطالب العراق إيران بمقدار زوار يعوض به ما ينفقه زوار العراق بإيران، بدل أن تطالبونا بزوار، امنعوا زواركم من المجيء إلى إيران كما فعلنا نحن وخيركم في بلدكم وخيرنا في بلدنا، بالنسبة لنا نحن عازمون على عدم السماح لمواطنينا بالذهاب إلى العراق لغرض الزيارة الدينية لإن الإيراني الفقير يكد طوال السنة حتى يجمع من دخله القليل مبلغاً من المال ليأخذه بعد ذلك إلى العراق وينفقه على مرتزقة لا شغل لهم إلا الاحتيال على الناس وسلب دراهمهم، فإذا كان هذا وضعنا مثل ما علمت فأرى لو تمنعون مواطنيكم أيضاً وليحفظ مواطنيكم المبالغ التي يريدون إنفاقها في إيران، في جيوبهم لتدعم نظامهم الاقتصادي وتكون سبب رفاهيتهم».
لنعد الآن إلى أحداث الاعتداءات الأخيرة، صحيح أن النظام في إيران تغير وعهد الشاه انتهى وتيمور قضى نحبه وعقلية حكامهم اختلفت 180 درجة لكن الذي لم يتغير أن الزوار ما زالوا ينفقون الأموال في الزيارات ويظهر أن تنفيذ العقوبات الأمريكية على إيران وازديادها بالمستقبل سيدفع إيران لمنع زوارها مرة ثانية لكن لا يستطيعون أن يتعاملوا بوضوح مع شعبهم مثل تيمور طاش فنظامهم كله قائم على هذه الأمور، لذلك افتعلوا هذه الأحداث داخل إيران والعراق، وإذا أردنا أن نتكلم بلغة الأرقام فهيئة السياحة العراقية قبل أسبوعين قالت في تصريح أن عدد الزوار الإيرانيين انخفض من 5000 زائر يومياً إلى 400، هذا يعني أن إيران عازمة على أن بدراهم الزوار داخل حدودها.
في سنة 1931 فتح العراق مفوضية في طهران «سفارة» وكانت هذه ثاني سفارة يفتحها العراق بعد مفوضية لندن التي كانت جامدة وكل العمل تؤديه سفارة بريطانيا في بغداد، فكانت المفوضية العراقية بطهران أهم من الأولى وكان نصف عمل وزارة الخارجية في العراق مخصص لها، ولأهميتها طلب الملك فيصل الأول من توفيق السويدي وهو وزير ورئيس وزراء سابق تأسيس المفوضية وأن يكون هو المفوض هناك، في تلك الأيام كان أبرز شخص في إيران هو عبد الحسين تيمور طاش وزير الدربار الشاهي مثل ما يسمى في إيران أو رئيس الديوان الملكي كما نسميه، كان الرجل الثاني في إيران في عهد رضا شاه بهلوي، وكان مقرب جداً من الشاه وكلمته نافذة بأمور إيران وسياستها العليا، الرجل كان ذكياً ونشيطاً جداً، والوزير المفوض العراقي كان إذا أراد حل قضية بشكل سريع يذهب إليه مباشرة ولا يمر بوزارة الخارجية الإيرانية، وفي المقابل كان تيمور طاش يتعامل مع الوزير المفوض العراقي معاملة خاصة تختلف عن كل السفراء فكان يلبي طلباته باستمرار وله في نفسه مكانة خاصة. ذات مرة راجعه في قضية الزوار الإيرانيين لأن الحكومة الإيرانية منعت مواطنيها من الذهاب إلى العراق لغرض الزيارة، ولأن الوزير المفوض العراقي يفكر بعقلية رجل الدولة ويحسب الفوائد والخسائر قال لتيمور طاش: «أرجو أن تسمح حكومتكم لمواطنيكم بزيارة المراقد في العراق إذا أرادوا الزيارة لأن قسماً من العراقيين يزورون المراقد في إيران وينفقون مبالغ كبيرة داخل إيران وهذه تكلف الدولة العراقية وفي الوقت نفسه تعد دخلاً لإيران، فأرجو أن تعوضنا إيران بزوار للعراق».
فكان جواب تيمور طاش: «الحقيقة لا أدري لماذا يطالب العراق إيران بمقدار زوار يعوض به ما ينفقه زوار العراق بإيران، بدل أن تطالبونا بزوار، امنعوا زواركم من المجيء إلى إيران كما فعلنا نحن وخيركم في بلدكم وخيرنا في بلدنا، بالنسبة لنا نحن عازمون على عدم السماح لمواطنينا بالذهاب إلى العراق لغرض الزيارة الدينية لإن الإيراني الفقير يكد طوال السنة حتى يجمع من دخله القليل مبلغاً من المال ليأخذه بعد ذلك إلى العراق وينفقه على مرتزقة لا شغل لهم إلا الاحتيال على الناس وسلب دراهمهم، فإذا كان هذا وضعنا مثل ما علمت فأرى لو تمنعون مواطنيكم أيضاً وليحفظ مواطنيكم المبالغ التي يريدون إنفاقها في إيران، في جيوبهم لتدعم نظامهم الاقتصادي وتكون سبب رفاهيتهم».
لنعد الآن إلى أحداث الاعتداءات الأخيرة، صحيح أن النظام في إيران تغير وعهد الشاه انتهى وتيمور قضى نحبه وعقلية حكامهم اختلفت 180 درجة لكن الذي لم يتغير أن الزوار ما زالوا ينفقون الأموال في الزيارات ويظهر أن تنفيذ العقوبات الأمريكية على إيران وازديادها بالمستقبل سيدفع إيران لمنع زوارها مرة ثانية لكن لا يستطيعون أن يتعاملوا بوضوح مع شعبهم مثل تيمور طاش فنظامهم كله قائم على هذه الأمور، لذلك افتعلوا هذه الأحداث داخل إيران والعراق، وإذا أردنا أن نتكلم بلغة الأرقام فهيئة السياحة العراقية قبل أسبوعين قالت في تصريح أن عدد الزوار الإيرانيين انخفض من 5000 زائر يومياً إلى 400، هذا يعني أن إيران عازمة على أن بدراهم الزوار داخل حدودها.