واحدة من أهم الأعمال الفنية –كما يحب أن يسميها مؤلفها– والتي تأثرت بها واستوقفتني في مواضع عدة، كانت خطبة للكاتب الأمريكي هوارد زِنْ «1922-2010»، تحدث فيها عن المبدعين والفنانين في مجالات الحياة المختلفة ودورهم في صناعة الوعي الشعبي لدى الجمهور، وكيف أن ذاك الوعي يجب ألاَّ ينصاع لإملاءات السلطة، الأمر الذي يقع فيه كثير من المبدعين، أو يسخرون أنفسهم من أجله، ولطالما استخدم عبارة «السمو المتعالي» كأقرب فكرة يمكنه دعوة المبدعين للتفكير من خلالها، فالسمو المتعالي فكرة فلسفية تحدث عنها الفيلسوف الأمريكي رالف والدو إمرسون «1803 - 1882»، ملخصها أن الحقيقة الكاملة ليست عصية على العقل البشري أو الحدس بالطبيعة، بل يمكن الوصول إليها من خلالهما.
وطرح هوارد زن في خطبته هذه حديثاً حول القوة، ولعله لن يكون بعيداً عن السلطة بقدر نزوعه للخروج عن إملاءاتها ما لم تتوافق مع مواقف الشعب أو المبدعين منها إذا ما تأملوا الأمور بمنظور العقل، وعموماً، فإن هوارد زن يقول -في نص ترجمه إلى العربية د. حمد العيسى: «يجب أن نفكر بخصوص نوع البلد الذي نريد أن نعيش فيه بهذا العالم وإذا كان مهماً لنا أن نكون قوة عظمى. وبماذا يجب أن نفتخر؟ أننا الأقوى؟ أننا الأغنى؟ أننا نمتلك أكبر عدد من الأسلحة النووية؟ أننا نمتلك أكبر عدد من التلفزيونات والسيارات؟ هل هذه هي –حقاً– الأشياء التي يجب أن نفتخر بها؟ هل هذه بالفعل قوة؟ أم شيء آخر؟».
وفي سياق أسئلة كثيرة طرحها حول القوة، لنا نحن أيضاً أن نتساءل عن قوتنا في الخليج العربي، وعن مركزية القوة في المنظومة الخليجية، وعن أدوارها في الوطن العربي، بل في الشرق الأوسط والعالم أجمع. ويحق لنا أن نبحث في إمكاناتنا ومقدراتنا ومكتسباتنا، لنجد الإجابة عن أسئلة نحو: ما هي عناصر قوتنا؟ وهل هذه وحدها عناصر القوة الفعلية لدينا أم ما زال أمامنا فرص لاكتشاف عناصر قوة إضافية؟ وإن وجدناها.. كيف ننميها؟ ثم بعد ذلك.. بعد أن نتمتع بالقوة التي نتحدث عنها، كيف يمكن لنا تسويقها للعالم لتفرض نفسها عليه لجودتها وقوتها؟ وكيف يمكن أن نضع لأنفسنا في العالم موطئ قدم بعدما أصبحت القوة سيد المواقف كلها؟
* اختلاج النبض:
جدير بنا أن نعمل بجد لتحقيق القوة الخليجية بحدها الأقصى، والمضي قدماً في الصعود الذي بتنا نحققه بوضوح في السنوات الأخيرة، ولكن من الجدير بنا التنبه أيضاً للإجابة عن سؤال: هل من الحكمة أن نستنزف ما آتانا الله من قوة قبل اكتمال البناء الداخلي بالمستوى المأمول؟!!
وطرح هوارد زن في خطبته هذه حديثاً حول القوة، ولعله لن يكون بعيداً عن السلطة بقدر نزوعه للخروج عن إملاءاتها ما لم تتوافق مع مواقف الشعب أو المبدعين منها إذا ما تأملوا الأمور بمنظور العقل، وعموماً، فإن هوارد زن يقول -في نص ترجمه إلى العربية د. حمد العيسى: «يجب أن نفكر بخصوص نوع البلد الذي نريد أن نعيش فيه بهذا العالم وإذا كان مهماً لنا أن نكون قوة عظمى. وبماذا يجب أن نفتخر؟ أننا الأقوى؟ أننا الأغنى؟ أننا نمتلك أكبر عدد من الأسلحة النووية؟ أننا نمتلك أكبر عدد من التلفزيونات والسيارات؟ هل هذه هي –حقاً– الأشياء التي يجب أن نفتخر بها؟ هل هذه بالفعل قوة؟ أم شيء آخر؟».
وفي سياق أسئلة كثيرة طرحها حول القوة، لنا نحن أيضاً أن نتساءل عن قوتنا في الخليج العربي، وعن مركزية القوة في المنظومة الخليجية، وعن أدوارها في الوطن العربي، بل في الشرق الأوسط والعالم أجمع. ويحق لنا أن نبحث في إمكاناتنا ومقدراتنا ومكتسباتنا، لنجد الإجابة عن أسئلة نحو: ما هي عناصر قوتنا؟ وهل هذه وحدها عناصر القوة الفعلية لدينا أم ما زال أمامنا فرص لاكتشاف عناصر قوة إضافية؟ وإن وجدناها.. كيف ننميها؟ ثم بعد ذلك.. بعد أن نتمتع بالقوة التي نتحدث عنها، كيف يمكن لنا تسويقها للعالم لتفرض نفسها عليه لجودتها وقوتها؟ وكيف يمكن أن نضع لأنفسنا في العالم موطئ قدم بعدما أصبحت القوة سيد المواقف كلها؟
* اختلاج النبض:
جدير بنا أن نعمل بجد لتحقيق القوة الخليجية بحدها الأقصى، والمضي قدماً في الصعود الذي بتنا نحققه بوضوح في السنوات الأخيرة، ولكن من الجدير بنا التنبه أيضاً للإجابة عن سؤال: هل من الحكمة أن نستنزف ما آتانا الله من قوة قبل اكتمال البناء الداخلي بالمستوى المأمول؟!!