الأساس الذي ينبغي أن ينطلق منه الجميع ويعتمدونه في حياتهم وفي الارتقاء بها هو «لا يعنيني أن تكون على هذا الدين أو ذاك المذهب ولا يهمني إن كنت عربياً أو أعجمياً، أبيضاً أم أسوداً، ولا يهمني فكرك وما تعتقد، ما يهمني هو أخلاقك وما تقدمه لوطني ولمجتمعي»... فأنت أخلاقك، ومن دون أخلاقك لا تساوي شيئاً ولا قيمة لك ولا احتراماً ولا تقديراً، وأنت عطاؤك، ومن دون عطائك لا تساوي أي شيء وليس لك أي قيمة وأي تقدير. الانطلاق من هذا الأساس من شأنه أن يوفر على الجميع الكثير من الوقت والجهد والكثير من الألم، ويوفر لهم الكثير من المحبة والعلاقات الإنسانية التي يسهل الاستفادة منها في البناء والتنمية.
ما قيمتك لو كنت على ديني أو مذهبي وأنت تعاديني وتعادي وطني وتعمل ما يسيء لي ولمجتمعي؟ ما قيمتك لو كنت على فكري ومعتقدي وأنت تسرق ثروتي وتصبح على الفساد وتمسي فيه؟ ما قيمتك لو كنت من قوميتي أو لوني أو من أصلي وفصلي وأنت تمارس كل خطأ وتعتدي على كل الآخر؟ ما قيمتك وأنت متوافق معي في كل شيء وأنت تسيء لكل جميل ولكل قيمة؟ وكمثال للتوضيح، ما قيمة الوزير لو كان من ديني ومذهبي وأهلي وهو فاسد ولا يقوم بواجبه وليس أهلا للثقة التي نالها ويسرقني ويعطل مسيرتي وتنميتي؟ وما قيمة المعلم لو كان مني ولم يقم بواجبه تجاه تلاميذه وطلابه؟
هذا الأساس لو اتفقنا عليه فلن يكون بيننا إلا من يعمل ويجتهد ويسهم في بناء الوطن، ومن دونه لا يمكن أن نتقدم، فمن يفيد الوطن والمجتمع يفيده بعطائه وأخلاقه وليس لأنه من هذا الدين أو ذاك المذهب أو ينتمي إلى هذه المجموعة أو تلك. وعليه يمكن القول بأن من ينظر إلى دين الآخر أو مذهبه من باب أنه أقل من دينه أو مذهبه، ومن يدخل في أصل وفصل الآخر من باب أنه أقل من أصله وفصله لا يستحق الاحترام ولا التقدير وينبغي اتخاذ موقف منه لأنه بسلوكه هذا يؤذي الوطن والمجتمع ويؤذي كل القيم وكل جميل.
الشعوب التي تطورت ارتقت وتطورت لأنها تجاوزت كل هذا ووضعت لها غاية واضحة وهدفا واحدا هو الارتقاء بالوطن وبالإنسان، لم تنشغل بدين فلان ومذهبه ولا في البحث عن أصله وفصله ولم تلتفت إلى ما يعبر به عن فكره ومعتقده وما يؤمن به من فلسفة. ما فعلته هذه الشعوب باختصار هو أنها تعاهدت على خدمة الوطن والمجتمع والناس وقررت أن ترتقي وأن تسهم بفعلها في الحضارة الإنسانية، وأن تحترم نفسها وتمنعها من التحول إلى مادة للتندر من قبل العالم.
الحقيقة التي يجب أن ننتبه إليها هي أن كل من تمكن من العطاء تمكن لأنه ترك كل تلك الترهات جانبا وتجاوزها، فعمل للوطن وليس لنفسه أو لأهله، وانتصر للحق الذي هو غاية كل الأديان، ولم يخدم الدين من باب خدمة المذهب. الوطن لا يريد من يصنف الناس على انتماءاتهم وتوجهاتهم ومذاهبهم وأديانهم وأصولهم وفصولهم وألوانهم وأفكارهم ومعتقداتهم، الوطن يريد من يعمل من أجله ويخدمه ويخدم الناس ويعمل على الارتقاء بهم وتطوير حياتهم.
المثير أن الكثيرين يوافقون على هذا الكلام ويدعون إليه لكنهم لا يزالون دون القدرة على التحرر من القيود التي قيدوا أنفسهم بها فلا يرون إلا دينهم ومذهبهم ولا يرون إلا أصلهم وفصلهم ولونهم ومعتقدهم وأهلهم، فيسهمون بذلك في تخلف المجتمع وتأخر الوطن بدل أن يكونوا سبباً في ارتقاء المجتمع وتقدم الوطن.
ما قيمتك لو كنت على ديني أو مذهبي وأنت تعاديني وتعادي وطني وتعمل ما يسيء لي ولمجتمعي؟ ما قيمتك لو كنت على فكري ومعتقدي وأنت تسرق ثروتي وتصبح على الفساد وتمسي فيه؟ ما قيمتك لو كنت من قوميتي أو لوني أو من أصلي وفصلي وأنت تمارس كل خطأ وتعتدي على كل الآخر؟ ما قيمتك وأنت متوافق معي في كل شيء وأنت تسيء لكل جميل ولكل قيمة؟ وكمثال للتوضيح، ما قيمة الوزير لو كان من ديني ومذهبي وأهلي وهو فاسد ولا يقوم بواجبه وليس أهلا للثقة التي نالها ويسرقني ويعطل مسيرتي وتنميتي؟ وما قيمة المعلم لو كان مني ولم يقم بواجبه تجاه تلاميذه وطلابه؟
هذا الأساس لو اتفقنا عليه فلن يكون بيننا إلا من يعمل ويجتهد ويسهم في بناء الوطن، ومن دونه لا يمكن أن نتقدم، فمن يفيد الوطن والمجتمع يفيده بعطائه وأخلاقه وليس لأنه من هذا الدين أو ذاك المذهب أو ينتمي إلى هذه المجموعة أو تلك. وعليه يمكن القول بأن من ينظر إلى دين الآخر أو مذهبه من باب أنه أقل من دينه أو مذهبه، ومن يدخل في أصل وفصل الآخر من باب أنه أقل من أصله وفصله لا يستحق الاحترام ولا التقدير وينبغي اتخاذ موقف منه لأنه بسلوكه هذا يؤذي الوطن والمجتمع ويؤذي كل القيم وكل جميل.
الشعوب التي تطورت ارتقت وتطورت لأنها تجاوزت كل هذا ووضعت لها غاية واضحة وهدفا واحدا هو الارتقاء بالوطن وبالإنسان، لم تنشغل بدين فلان ومذهبه ولا في البحث عن أصله وفصله ولم تلتفت إلى ما يعبر به عن فكره ومعتقده وما يؤمن به من فلسفة. ما فعلته هذه الشعوب باختصار هو أنها تعاهدت على خدمة الوطن والمجتمع والناس وقررت أن ترتقي وأن تسهم بفعلها في الحضارة الإنسانية، وأن تحترم نفسها وتمنعها من التحول إلى مادة للتندر من قبل العالم.
الحقيقة التي يجب أن ننتبه إليها هي أن كل من تمكن من العطاء تمكن لأنه ترك كل تلك الترهات جانبا وتجاوزها، فعمل للوطن وليس لنفسه أو لأهله، وانتصر للحق الذي هو غاية كل الأديان، ولم يخدم الدين من باب خدمة المذهب. الوطن لا يريد من يصنف الناس على انتماءاتهم وتوجهاتهم ومذاهبهم وأديانهم وأصولهم وفصولهم وألوانهم وأفكارهم ومعتقداتهم، الوطن يريد من يعمل من أجله ويخدمه ويخدم الناس ويعمل على الارتقاء بهم وتطوير حياتهم.
المثير أن الكثيرين يوافقون على هذا الكلام ويدعون إليه لكنهم لا يزالون دون القدرة على التحرر من القيود التي قيدوا أنفسهم بها فلا يرون إلا دينهم ومذهبهم ولا يرون إلا أصلهم وفصلهم ولونهم ومعتقدهم وأهلهم، فيسهمون بذلك في تخلف المجتمع وتأخر الوطن بدل أن يكونوا سبباً في ارتقاء المجتمع وتقدم الوطن.