في العشرين من سبتمبر الجاري هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» قبيل اجتماعها والمنتجين الرئيسيين الآخرين غير الأعضاء بالمنظمة، اليوم الأحد في الجزائر لمناقشة كيفية توزيع زيادات في المعروض للتعويض عن النقص في الإمدادات الإيرانية، جاء ذلك عبر تغريدة له على تويتر قال فيها «نحن نحمي دول الشرق الأوسط، وبدوننا لن يكونوا آمنين في الأمد الطويل، ومع ذلك هم يواصلون دفع أسعار النفط للارتفاع! سنتذكر ذلك». وأضاف «على منظمة أوبك المحتكرة للسوق أن تدفع الأسعار للانخفاض الآن!». جعل أنظار العالم تتوجه نحو الاجتماع المرتقب وما سيخرج به من نتائج.
ولعل من المهم الإشارة إلى أن أوبك بعبع يخيف الغرب أكثر مما يعتقد ترامب أنه بتغريداته يهدد المنتجين، فمنظمة أوبك نجحت في افشال تحامل وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر بإنشاء «وكالة الطاقة الدولية» ومقرها باريس لتحجيم أوبك. يرجع هذا لحرب 73 عندما توقف تصدير النفط لأمريكا وهولندا والدول الداعمة لإسرائيل، ليرفع الشاه بدوره سعر النفط أيضاً. وسرعان ما ردت الدول الصناعية بقوة على أوبك، إذ تزعم كيسنجر خطة طرحها على دولته والدول الصناعية -المستهلكة الرئيسية للنفط- وتتمثل خطته في تأسيس منظمة تعنى بالتخطيط لشؤون الطاقة من شأنها التصدي لمنظمة الدول المصدرة للنفط في سبيل تقليم أظافرها البارزة -كما يرى- بما يكفي لتسيطر على سوق النفط الدولية. وقد دأب كيسنجر على تنفيذ خطته حتى حددت وكالة الطاقة برنامجاً استحواذياً ركز على خفض حجم الواردات النفطية وشجع الدول المصدرة للنفط للخروج من أوبك. أما الأخيرة فقد تجاوزت صعاب جمة بقيادة المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وما زالت صامده منذ 50 عاماً.
عموم المختصين بالاقتصاد وخصوصاً المعنيين بتصدير النفط، يعلمون علم اليقين أننا لسنا سبب المشكلة في ارتفاع أسعار النفط ليهددنا ترامب، فواشنطن التي فرضت عقوبات على إيران وفنزويلا -العضوين في أوبك- مما أدى لنقص إنتاج النفط وارتفاع سعره لحدود 80 دولاراً. أما سبب تذمر ترامب أن أسعار البنزين صارت مبعث قلق سياسي له قبل انتخابات الكونغرس نوفمبر المقبل، فربما يبطل دعاوى الجمهوريين بأن سياسات إدارة ترمب أدت لتعزيز الاقتصاد الأمريكي.
* اختلاج النبض:
إذا كانت أوبك أكبر هموم الرئيس ترامب والهدف دول الخليج من دون دول العالم، فنقول -الله يعين ترامب- فلا زال أمامه منظمة أخرى تتحكم فقط بنفط العرب، وهي حصن آخر نلوذ به إذا انهار حصن أوبك، منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك»، عربية إقليمية ذات طابع دولي، وتعنى بشؤون النفط العربي لما له من أهمية ووزن في الدخل الوطني لكل دولة عربية نفطية، ولتأثيره على قراراتها المختلفة محلياً وقومياً ودولياً، وأيضاً للوقوف مستقبلاً لأمثال ترامب كما أتى كيسنجر فيما مضى.
ولعل من المهم الإشارة إلى أن أوبك بعبع يخيف الغرب أكثر مما يعتقد ترامب أنه بتغريداته يهدد المنتجين، فمنظمة أوبك نجحت في افشال تحامل وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر بإنشاء «وكالة الطاقة الدولية» ومقرها باريس لتحجيم أوبك. يرجع هذا لحرب 73 عندما توقف تصدير النفط لأمريكا وهولندا والدول الداعمة لإسرائيل، ليرفع الشاه بدوره سعر النفط أيضاً. وسرعان ما ردت الدول الصناعية بقوة على أوبك، إذ تزعم كيسنجر خطة طرحها على دولته والدول الصناعية -المستهلكة الرئيسية للنفط- وتتمثل خطته في تأسيس منظمة تعنى بالتخطيط لشؤون الطاقة من شأنها التصدي لمنظمة الدول المصدرة للنفط في سبيل تقليم أظافرها البارزة -كما يرى- بما يكفي لتسيطر على سوق النفط الدولية. وقد دأب كيسنجر على تنفيذ خطته حتى حددت وكالة الطاقة برنامجاً استحواذياً ركز على خفض حجم الواردات النفطية وشجع الدول المصدرة للنفط للخروج من أوبك. أما الأخيرة فقد تجاوزت صعاب جمة بقيادة المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وما زالت صامده منذ 50 عاماً.
عموم المختصين بالاقتصاد وخصوصاً المعنيين بتصدير النفط، يعلمون علم اليقين أننا لسنا سبب المشكلة في ارتفاع أسعار النفط ليهددنا ترامب، فواشنطن التي فرضت عقوبات على إيران وفنزويلا -العضوين في أوبك- مما أدى لنقص إنتاج النفط وارتفاع سعره لحدود 80 دولاراً. أما سبب تذمر ترامب أن أسعار البنزين صارت مبعث قلق سياسي له قبل انتخابات الكونغرس نوفمبر المقبل، فربما يبطل دعاوى الجمهوريين بأن سياسات إدارة ترمب أدت لتعزيز الاقتصاد الأمريكي.
* اختلاج النبض:
إذا كانت أوبك أكبر هموم الرئيس ترامب والهدف دول الخليج من دون دول العالم، فنقول -الله يعين ترامب- فلا زال أمامه منظمة أخرى تتحكم فقط بنفط العرب، وهي حصن آخر نلوذ به إذا انهار حصن أوبك، منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك»، عربية إقليمية ذات طابع دولي، وتعنى بشؤون النفط العربي لما له من أهمية ووزن في الدخل الوطني لكل دولة عربية نفطية، ولتأثيره على قراراتها المختلفة محلياً وقومياً ودولياً، وأيضاً للوقوف مستقبلاً لأمثال ترامب كما أتى كيسنجر فيما مضى.