قبل يومين، تفاعلت البحرين، ممثلة بالمخلصين لهذا الوطن مع «ترند» اشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي، أكدوا فيه على ولائهم وحبهم وإخلاصهم لقائدهم جلالة الملك حفظه الله، ورفضهم لأي مساس أو إساءة بحق ذاته الملكية.
هذا التفاعل يكشف لك أموراً كثيرة عن «معدن» البحريني الأصيل المخلص، الذي لا يبيع أرضه، ولا يقبل المساس برموزه، ويظل في دفاعه وأسلوب شخص خلوق محترم لبق، لا تجد منه إلا الخير، بغض النظر عمن يشذ في عملية الالتزام بالسلوك القويم.
وحينما أتحدث عن المشاعر الصادقة، وامتزاجها بالأخلاق الرفيعة، أتذكر الساعات الأخيرة من ليل أمس الأول، وبدايات صباح الأمس، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما شهدته من طوفان مشاعر تعبر عن الحب والفرحة والتعاضد والتكاتف مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية.
صور وكلمات تبين حجم الحب الحقيقي من البحرينيين لإخوتهم السعوديين، السعوديين الذين لم يمر عليهم يوم واحد، قبلوا فيه بأن تمس البحرين وأشقاءهم فيها بسوء، لم يقبلوا بأن يكيد لإخوتهم كائد ويقفوا متفرجين، بلادهم لنا، وبلادنا لهم، على الدوام بيت آخر.
الأخلاق والمشاعر الصادقة تلمسها دون جهد أو محاولة استكشاف، هي موجودة وتتجلى، فالذي يترسخ في القلب، لا يمكن إخفاؤه بسهولة، ولا يمكن منعه عن الخروج إلا بصعوبة.
عصر أمس، كنت في طريقي لسلطنة عمان لحضور اجتماعات صباح اليوم، السلطنة التي نصف دائماً شعبها بأنهم «الأطيب» في الخليج، الشعب الذي تخجل من «دماثتهم» حينما يتحدثون ويتعاملون معك.
ورغم مضي سنوات على زيارتي الأخيرة، كان الفضول موجوداً لمعرفة ما الذي تغير في أشقائي العمانيين هناك؟! هل للزمن بعواملهم المتجددة كالعولمة وغيرها تأثيرات عليهم؟! هل أصالة الأخلاق التي عرفوا بها منذ العقود الماضية تعرض رصيدها الغني لتناقص؟! هل تغيروا، ولم يعودوا كما عرفناهم سابقاً؟! مثلما كثير من أجيالنا الخليجية تغيرت عن السابق، بسبب متغيرات الزمن؟!
نزلت من الطائرة، لأتفاجأ بمطار جديد، أقل ما أصفه بأنه رائع بكل ما تعنيه الكلمة، تصميم راقٍ، وأجواء هادئة تبعث فيك راحة نفسية، ونظافة تبين لك التحضر بمستواه المتقدم، والجميل تلك اللوحات التي تزينها صور جلالة السلطان قابوس المعظم، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظهما الله، مع عبارات تهنئة من السلطنة للمملكة، والتي ذكرتني بنفس اللوحات التي رأيتها في شوارع البحرين صباح أمس.
.. «أهلاً وسهلاً، نورت السلطنة، ليش ما زرتنا من زمان، انتوا مكانكم دائماً في القلب والعين وعلى الراس»، كلمات وجهها لي ضابط الجمارك العماني وهو يبتسم، لم أملك معها إلا الرد بأنني «الغلطان»، لم أزر عمان منذ سنوات، ليهب بعدها الضابط من مقعده، وليمسك بجواز سفري بكلتا يديه، في دلالة على الاحترام، ويعيده لي مبتسماً، وهو يقول: «الدار دارك، واحنا ضيوفك».
هذه من المرات القليلة التي أخرج فيها من أحد المطارات، وأنا تغمرني سعادة أعجز عن وصفها، كنت أتمم وأقول «أخلاق، أخلاق، أخلاق»!
نعم نحن بشر، تحكم علاقاتنا أمور كثيرة، لكن ما يجعلها «علاقات حقيقية» هي الروابط التي تعزز الأخوة، وتبث روح المحبة، وأساس هذه الروابط هي «الأخلاق».
الأخلاق، هي التي تجعل تعاملات الناس راقية، هي التي تخلق الأجواء الصافية، هي التي تتحول مع الزمن إلى ود واحترام وحب، هي التي تكشف لك في مناسبات ومواقف معينة «حقيقة المشاعر»، وكيف أنني لو كنت في غرب الأرض، فإن هناك في شرقها شقيق سيفرح لفرحي.
كانت 24 ساعة مليئة بالمشاهدات والدروس، كانت ساعات متخمة بالمشاعر الحقيقية، والتي تكشف المعادن الأصيلة، بدءاً من فزعة شعب في حب قائده، مروراً بمشاعر فرح بسبب «فرحة» الشقيق، وصولاً لأخلاق راقية من شخص، اعتبرك فور رؤيتك للمرة الأولى، بأنك صاحب الدار.
الدنيا سيظل فيها الخير مزهراً، طالما كانت أخلاقنا ومشاعرنا بهذا المستوى، خاصة بين الأشقاء.
{{ article.visit_count }}
هذا التفاعل يكشف لك أموراً كثيرة عن «معدن» البحريني الأصيل المخلص، الذي لا يبيع أرضه، ولا يقبل المساس برموزه، ويظل في دفاعه وأسلوب شخص خلوق محترم لبق، لا تجد منه إلا الخير، بغض النظر عمن يشذ في عملية الالتزام بالسلوك القويم.
وحينما أتحدث عن المشاعر الصادقة، وامتزاجها بالأخلاق الرفيعة، أتذكر الساعات الأخيرة من ليل أمس الأول، وبدايات صباح الأمس، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما شهدته من طوفان مشاعر تعبر عن الحب والفرحة والتعاضد والتكاتف مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية.
صور وكلمات تبين حجم الحب الحقيقي من البحرينيين لإخوتهم السعوديين، السعوديين الذين لم يمر عليهم يوم واحد، قبلوا فيه بأن تمس البحرين وأشقاءهم فيها بسوء، لم يقبلوا بأن يكيد لإخوتهم كائد ويقفوا متفرجين، بلادهم لنا، وبلادنا لهم، على الدوام بيت آخر.
الأخلاق والمشاعر الصادقة تلمسها دون جهد أو محاولة استكشاف، هي موجودة وتتجلى، فالذي يترسخ في القلب، لا يمكن إخفاؤه بسهولة، ولا يمكن منعه عن الخروج إلا بصعوبة.
عصر أمس، كنت في طريقي لسلطنة عمان لحضور اجتماعات صباح اليوم، السلطنة التي نصف دائماً شعبها بأنهم «الأطيب» في الخليج، الشعب الذي تخجل من «دماثتهم» حينما يتحدثون ويتعاملون معك.
ورغم مضي سنوات على زيارتي الأخيرة، كان الفضول موجوداً لمعرفة ما الذي تغير في أشقائي العمانيين هناك؟! هل للزمن بعواملهم المتجددة كالعولمة وغيرها تأثيرات عليهم؟! هل أصالة الأخلاق التي عرفوا بها منذ العقود الماضية تعرض رصيدها الغني لتناقص؟! هل تغيروا، ولم يعودوا كما عرفناهم سابقاً؟! مثلما كثير من أجيالنا الخليجية تغيرت عن السابق، بسبب متغيرات الزمن؟!
نزلت من الطائرة، لأتفاجأ بمطار جديد، أقل ما أصفه بأنه رائع بكل ما تعنيه الكلمة، تصميم راقٍ، وأجواء هادئة تبعث فيك راحة نفسية، ونظافة تبين لك التحضر بمستواه المتقدم، والجميل تلك اللوحات التي تزينها صور جلالة السلطان قابوس المعظم، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظهما الله، مع عبارات تهنئة من السلطنة للمملكة، والتي ذكرتني بنفس اللوحات التي رأيتها في شوارع البحرين صباح أمس.
.. «أهلاً وسهلاً، نورت السلطنة، ليش ما زرتنا من زمان، انتوا مكانكم دائماً في القلب والعين وعلى الراس»، كلمات وجهها لي ضابط الجمارك العماني وهو يبتسم، لم أملك معها إلا الرد بأنني «الغلطان»، لم أزر عمان منذ سنوات، ليهب بعدها الضابط من مقعده، وليمسك بجواز سفري بكلتا يديه، في دلالة على الاحترام، ويعيده لي مبتسماً، وهو يقول: «الدار دارك، واحنا ضيوفك».
هذه من المرات القليلة التي أخرج فيها من أحد المطارات، وأنا تغمرني سعادة أعجز عن وصفها، كنت أتمم وأقول «أخلاق، أخلاق، أخلاق»!
نعم نحن بشر، تحكم علاقاتنا أمور كثيرة، لكن ما يجعلها «علاقات حقيقية» هي الروابط التي تعزز الأخوة، وتبث روح المحبة، وأساس هذه الروابط هي «الأخلاق».
الأخلاق، هي التي تجعل تعاملات الناس راقية، هي التي تخلق الأجواء الصافية، هي التي تتحول مع الزمن إلى ود واحترام وحب، هي التي تكشف لك في مناسبات ومواقف معينة «حقيقة المشاعر»، وكيف أنني لو كنت في غرب الأرض، فإن هناك في شرقها شقيق سيفرح لفرحي.
كانت 24 ساعة مليئة بالمشاهدات والدروس، كانت ساعات متخمة بالمشاعر الحقيقية، والتي تكشف المعادن الأصيلة، بدءاً من فزعة شعب في حب قائده، مروراً بمشاعر فرح بسبب «فرحة» الشقيق، وصولاً لأخلاق راقية من شخص، اعتبرك فور رؤيتك للمرة الأولى، بأنك صاحب الدار.
الدنيا سيظل فيها الخير مزهراً، طالما كانت أخلاقنا ومشاعرنا بهذا المستوى، خاصة بين الأشقاء.