قرأت في أحد الكتب مؤخراً انتقاداً لاذعاً وجهه المؤلف للمؤثرين وقادة الرأي، بقصة أوردها عن مذيع الأخبار الرئيس في إحدى الشبكات الأمريكية الذي ظهر على شاشة التلفزيون ليقول «بوش هو رئيسي، وعندما يقول لي قف في هذا المسار، أقف في هذا المسار»، وكان مكمن انتقاد الكاتب «أي مؤلف الكتاب» أن القاعدة الأولى للصحافة تنص على «فكر بنفسك»، الأمر الذي كرّسه الصحافي الأمريكي الاستقصائي آي إف ستون «1907-1989»، ويرى الكاتب أن المذيع قد خالف «قسم أبوقراط للصحافيين» -حسب توصيفه، والذي ينص ضمنياً على أن تفكر بنفسك. وأشار إلى أن العبارة التي أوردها المذيع هي «من ذلك النوع الذي نتوقعه من صحافي يعمل في دولة شمولية مستبدة، وليس من شخص في دولة ديمقراطية». وإلى هذا الحد أقف عن الاقتباس والنقل.
إن ما سبق إنما كان نموذجاً لكاتب غاضب من إعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولعله من غير الممكن في بلداننا العربية أو الخليجية تحديداً إسقاط ما سبق حرفياً على أحوالها، أما مسألة الالتزام بالقوانين والتي من شأنها تنظيم الحياة العامة والتوجيهات العليا، فذلك أمر مهم وخارج نطاق النقاش في هذا المقال. ولكني أستلهم مما سبق بعض المفاصل الهامة، تلك المتعلقة بالحديث عن السلطة ورموزها، من قادة ومسؤولين، والجانب الآخر المتعلق بالصحافي ووظيفته وما تمليه عليه مهنته من أخلاقيات. وإني أطرح هذا المقال وأناقشه بصوتٍ عالٍ لأننا نحن أيضاً في دولة ديمقراطية، ما يعني أن مساحة الحرية للتعبير عن الرأي عالية جداً، فضلاً عن أن بعضاً مما انتقد الكاتب نحن أيضاً في غنى عنه في بلادنا.
وأشير بما قدمت، إلى تهافت بعض الكتاب والإعلاميين على المديح لكبار المسؤولين بمناسبة أو دونها، بل واقتناص المناسبات وانتهازها على نحو مبتذل ومكشوف من المديح المبالغ به أحياناً، ومازلت أتساءل إن كان هذا النوع من المديح يمكن الأخذ به كبرهان للولاء -إن كان الولاء لمؤسسة أو بلد ما على السواء؟ مازلت أتساءل عن الطريقة التي يقدم بها البعض أفكاره بينما يعمل المسؤول -في كثير من الأحيان- جاهداً للتعرف على حقيقة الأمور وللتعاطي مع مشكلات الناس والاطلاع على أحوالهم، ليلقى من يطبطب من باب الاسترضاء -في غير محله- بعبارات لا تخلو من تملق مكشوف «كل الأمور تمام طال عمرك»، بينما طال عمره كان جاداً في التحقق من كثير من الأمور التي تعني المواطنين، وقس على ذلك.
* اختلاج النبض:
مدح المسؤولين ليس نقيصة، بل حق وشكرٌ على ما يستحق الشكر، أما أن يتلقى الجمهور وجبات دسمة من المديح ليل نهار بينما تتراكم مشكلاتهم وقضاياهم وهمومهم، فذلك ما يدعو أحياناً للتساؤل إذا ما كان القائمون بالاتصال على علم بديمقراطيتنا أولاً، وبوظيفتنا ثانياً، وباحتياجات الشعب ثالثاً، وبتطلعات المسؤولين بالمقام قبل الأول..!!
إن ما سبق إنما كان نموذجاً لكاتب غاضب من إعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولعله من غير الممكن في بلداننا العربية أو الخليجية تحديداً إسقاط ما سبق حرفياً على أحوالها، أما مسألة الالتزام بالقوانين والتي من شأنها تنظيم الحياة العامة والتوجيهات العليا، فذلك أمر مهم وخارج نطاق النقاش في هذا المقال. ولكني أستلهم مما سبق بعض المفاصل الهامة، تلك المتعلقة بالحديث عن السلطة ورموزها، من قادة ومسؤولين، والجانب الآخر المتعلق بالصحافي ووظيفته وما تمليه عليه مهنته من أخلاقيات. وإني أطرح هذا المقال وأناقشه بصوتٍ عالٍ لأننا نحن أيضاً في دولة ديمقراطية، ما يعني أن مساحة الحرية للتعبير عن الرأي عالية جداً، فضلاً عن أن بعضاً مما انتقد الكاتب نحن أيضاً في غنى عنه في بلادنا.
وأشير بما قدمت، إلى تهافت بعض الكتاب والإعلاميين على المديح لكبار المسؤولين بمناسبة أو دونها، بل واقتناص المناسبات وانتهازها على نحو مبتذل ومكشوف من المديح المبالغ به أحياناً، ومازلت أتساءل إن كان هذا النوع من المديح يمكن الأخذ به كبرهان للولاء -إن كان الولاء لمؤسسة أو بلد ما على السواء؟ مازلت أتساءل عن الطريقة التي يقدم بها البعض أفكاره بينما يعمل المسؤول -في كثير من الأحيان- جاهداً للتعرف على حقيقة الأمور وللتعاطي مع مشكلات الناس والاطلاع على أحوالهم، ليلقى من يطبطب من باب الاسترضاء -في غير محله- بعبارات لا تخلو من تملق مكشوف «كل الأمور تمام طال عمرك»، بينما طال عمره كان جاداً في التحقق من كثير من الأمور التي تعني المواطنين، وقس على ذلك.
* اختلاج النبض:
مدح المسؤولين ليس نقيصة، بل حق وشكرٌ على ما يستحق الشكر، أما أن يتلقى الجمهور وجبات دسمة من المديح ليل نهار بينما تتراكم مشكلاتهم وقضاياهم وهمومهم، فذلك ما يدعو أحياناً للتساؤل إذا ما كان القائمون بالاتصال على علم بديمقراطيتنا أولاً، وبوظيفتنا ثانياً، وباحتياجات الشعب ثالثاً، وبتطلعات المسؤولين بالمقام قبل الأول..!!