ربما لم يأخذ تقرير صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية فيما يتعلق بحقيقة تأسيس ما يسمى بتنظيم «حزب الله» في أفغانستان، حقه من التناول والتحليل، سواء في الصحافة المحلية أو العربية أو الدولية، وإن كان التقرير يدق ناقوس الخطر حول تغلغل إيران في أفغانستان عن طريق زرع ميليشيات لها على غرار ميليشيات «حزب الله» في لبنان، وهو الحزب المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً، لاسيما مع اعتقاد حكومة طهران نجاح تجربة الحزب اللبناني واستنساخها في دول خليجية وعربية بينها سوريا والعراق بطبيعة الحال.
وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في تقريرها الذي حمل عنوان «إيران تزرع بذوراً لـ «حزب الله» في أفغانستان»، أن «طهران تأمل في تشكيل حركة مسلحة، تتألف أساساً من عناصر مقاتلين سابقين في لواء «فاطميون»، وهم شيعة أفغانستان من الذين جندهم النظام الإيراني للقتال في سوريا، ليكونوا قاعدة لنفوذ طهران في سوريا».
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقريرها إنه «في يوم حار في يوليو الماضي، اجتمعت في مدينة كابول مجموعة شباب صغيرة قادمة من طهران في حي الشيعة بكابول، لتشكيل نواة لتنظيم ميليشيا مسلحة على غرار «حزب الله»»، موضحة أن «تلك المجموعة لم يتم اختيارها عشوائياً، فهم متعلمون، وبعضهم تلقى تدريباً في إيران»، لافتة إلى أن «المجتمعين كانوا من فئات مختلفة بينهم أستاذ جامعي، وطالب أفغاني من إحدى الجامعات الإيرانية، وعنصر من الحرس الثوري ويعملون في قطاعات مختلفة ومحتملة التأثير، وتم تحديدهم على أنهم نقطة محورية محتملة ليكونوا نواة المشروع».
واستشهدت الصحيفة الفرنسية «بشهادات عناصر تم تجنيدهم من قبل إيران للانضمام إلى التنظيم الجديد، وبينهم شخص يدعى سيد «21 عاماً»، عرف نفسه على أنه مقاتل سابق في لواء «فاطميون» قضى 4 سنوات في سوريا ثم عاد إلى كابول، حيث قال إنه «عندما كنت في إيران ثم انتقلت إلى سوريا، كان القائد دائماً ما يكرر لي أن الخطوة القادمة ستدافع عن إخوتك في بلادك»، مضيفاً «حكومتك لن تستطيع حمايتك من هجمات داعش عليكم الاستعداد لهم»»، وفقاً لما نشرته «لوفيغارو».
ونقلت الصحيفة الفرنسية شهادة شخص آخر يدعى حسن «25 عاماً»، حيث قال «نحن أكثر من مجموعة في مناطق مختلفة، والتنظيم يعد بذرة لمشروع إيراني طائفي عابر للحدود ليكون «حزب الله» الأفغاني، الهدف منه حشد الأفغان الشيعة من جميع أنحاء البلاد، لتكوين تنظيم سياسي وعسكري منفصل عن النظام الأفغاني، ولاؤه لإيران».
ووفقاً لتقارير إعلامية عربية ودولية، أوردناها في مقال سابق، فإن لواء «فاطميون»، الذي من المخطط أنه النواة الأولى لتشكيل «حزب الله الأفغاني»، يتألف من مجندين شيعة أفغان، من القوات الرئيسة التي تم تدريبها على يد قوات الصفوة في الحرس الثوري الإيراني من أجل المشاركة في المعارك لصالح نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، ضد المعارضة المسلحة والمتشددة، ويضم بين صفوفه من 20 إلى 25 ألف مقاتل. لكن وسائل إعلام إيرانية تطرقت قبل فترة إلى حقيقة «فاطميون» حيث أشارت إلى أن اللواء الذي تم تأسيسه يتشكل من مقاتلين سابقين ينتمون إلى الأقلية الأفغانية الشيعية المعروفة باسم «الهزارة» التي كانت تحارب مقاتلي حركة «طالبان أفغانستان»، بالإضافة إلى مقاتلين أفغان كانوا يقاتلون إلى جانب إيران خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988، فيما تشير تقارير متداولة إلى أن «اللاجئين الأفغان الذي ينتمون إلى أقلية الهزارة يتكلمون اللغة الفارسية ويسكنون وسط أفغانستان، وآسيا الوسطى، وإيران»، حيث كشفت وثائق تاريخية أنهم «يعودون إلى العرق المنغولي».
ووفقا لما كشفته المعارضة السورية، فإن «لواء «فاطميون» ظهر في سوريا، أواخر 2012، بعد أن تضاعفت خسائر نظام الأسد، حيث بدأت إيران في التفكير في كيفية تقديم الدعم اللوجستي للنظام من خلال لاجئين باكستانيين وأفغانيين، تقدمهم على أنهم مقاتلون بعد تدريبهم، وتنظر إليهم باعتبار أن أجورهم زهيدة، ويعيشون أوضاعاً إنسانية ومادية صعبة، فيما يصل أجر المقاتل الواحد إلى نحو 500 دولار شهرياً»، على حد وصف المعارضة السورية. وخلصت الصحيفة الفرنسية إلى أن «إيران تخطط لتأسيس تنظيم عابر للحدود على غرار «حزب الله» اللبناني».
ويبدو مخطط إيران واضحاً في تشكيل ميليشيات عقائدية مسلحة في دول عربية وأجنبية، لتطبيق ما يعرف بسياسة «دولة داخل الدولة»، لضمان سيطرتها على تلك الدول، بالإضافة إلى زرع عناصر موالية لها تخدم أجندتها بشكل مباشر، وعدم تهديد مصالح طهران، ومن ثم زعزعة استقرار تلك الدولة إذا حاولت أن تخالف نهج «ولاية الفقيه».
وقبل فترة، نشر موقع قناة «سكاي نيوز عربية»، تقريراً كشف فيه عن أذرع إيران الإرهابية في المنطقة، والتي تسعى إلى نشر الفوضى في المنطقة، عن طريق تجنيدها من قبل الذراع الرئيس في إيران، ألا وهو فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وكان من أبرز تلك الأذرع، وفقا لما نشرته القناة، «حزب الله» اللبناني، و«حزب الله» الحجاز، و«حزب الله العراقي»، وميليشيا «عصائب أهل الحق»، و«الحشد الشعبي»، والميليشيات الإيرانية في سوريا، وبينها، لواء «فاطميون»، ولواء «زينبيون»، وميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، و«سرايا المختار»، و«سرايا الأشتر» في البحرين، قبل أن يعلن رئيس نيابة الجرائم الإرهابية في البحرين، المستشار د. أحمد الحمادي، أن «نيابة الجرائم الإرهابية انتهت من التحقيق في واقعة تأسيس جماعة إرهابية بما يسمى «حزب الله البحريني»، وتمت إحالة 169 متهماً منهم 111 محبوساً، ووجهت إليهم تهم تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية وإحداث تفجير والشروع في القتل والتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات».
* وقفة:
لن تتراجع طهران عن مخططها بتأسيس وتجنيد ميليشيات طائفية مسلحة عابرة للحدود من أجل تنفيذ سياسات توسعية لنشر الفوضى تحت شعار «دولة داخل الدولة» وإمدادها بمليارات الدولارات حتى وإن رزح نصف سكان إيران تحت خط الفقر!!
وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في تقريرها الذي حمل عنوان «إيران تزرع بذوراً لـ «حزب الله» في أفغانستان»، أن «طهران تأمل في تشكيل حركة مسلحة، تتألف أساساً من عناصر مقاتلين سابقين في لواء «فاطميون»، وهم شيعة أفغانستان من الذين جندهم النظام الإيراني للقتال في سوريا، ليكونوا قاعدة لنفوذ طهران في سوريا».
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقريرها إنه «في يوم حار في يوليو الماضي، اجتمعت في مدينة كابول مجموعة شباب صغيرة قادمة من طهران في حي الشيعة بكابول، لتشكيل نواة لتنظيم ميليشيا مسلحة على غرار «حزب الله»»، موضحة أن «تلك المجموعة لم يتم اختيارها عشوائياً، فهم متعلمون، وبعضهم تلقى تدريباً في إيران»، لافتة إلى أن «المجتمعين كانوا من فئات مختلفة بينهم أستاذ جامعي، وطالب أفغاني من إحدى الجامعات الإيرانية، وعنصر من الحرس الثوري ويعملون في قطاعات مختلفة ومحتملة التأثير، وتم تحديدهم على أنهم نقطة محورية محتملة ليكونوا نواة المشروع».
واستشهدت الصحيفة الفرنسية «بشهادات عناصر تم تجنيدهم من قبل إيران للانضمام إلى التنظيم الجديد، وبينهم شخص يدعى سيد «21 عاماً»، عرف نفسه على أنه مقاتل سابق في لواء «فاطميون» قضى 4 سنوات في سوريا ثم عاد إلى كابول، حيث قال إنه «عندما كنت في إيران ثم انتقلت إلى سوريا، كان القائد دائماً ما يكرر لي أن الخطوة القادمة ستدافع عن إخوتك في بلادك»، مضيفاً «حكومتك لن تستطيع حمايتك من هجمات داعش عليكم الاستعداد لهم»»، وفقاً لما نشرته «لوفيغارو».
ونقلت الصحيفة الفرنسية شهادة شخص آخر يدعى حسن «25 عاماً»، حيث قال «نحن أكثر من مجموعة في مناطق مختلفة، والتنظيم يعد بذرة لمشروع إيراني طائفي عابر للحدود ليكون «حزب الله» الأفغاني، الهدف منه حشد الأفغان الشيعة من جميع أنحاء البلاد، لتكوين تنظيم سياسي وعسكري منفصل عن النظام الأفغاني، ولاؤه لإيران».
ووفقاً لتقارير إعلامية عربية ودولية، أوردناها في مقال سابق، فإن لواء «فاطميون»، الذي من المخطط أنه النواة الأولى لتشكيل «حزب الله الأفغاني»، يتألف من مجندين شيعة أفغان، من القوات الرئيسة التي تم تدريبها على يد قوات الصفوة في الحرس الثوري الإيراني من أجل المشاركة في المعارك لصالح نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، ضد المعارضة المسلحة والمتشددة، ويضم بين صفوفه من 20 إلى 25 ألف مقاتل. لكن وسائل إعلام إيرانية تطرقت قبل فترة إلى حقيقة «فاطميون» حيث أشارت إلى أن اللواء الذي تم تأسيسه يتشكل من مقاتلين سابقين ينتمون إلى الأقلية الأفغانية الشيعية المعروفة باسم «الهزارة» التي كانت تحارب مقاتلي حركة «طالبان أفغانستان»، بالإضافة إلى مقاتلين أفغان كانوا يقاتلون إلى جانب إيران خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988، فيما تشير تقارير متداولة إلى أن «اللاجئين الأفغان الذي ينتمون إلى أقلية الهزارة يتكلمون اللغة الفارسية ويسكنون وسط أفغانستان، وآسيا الوسطى، وإيران»، حيث كشفت وثائق تاريخية أنهم «يعودون إلى العرق المنغولي».
ووفقا لما كشفته المعارضة السورية، فإن «لواء «فاطميون» ظهر في سوريا، أواخر 2012، بعد أن تضاعفت خسائر نظام الأسد، حيث بدأت إيران في التفكير في كيفية تقديم الدعم اللوجستي للنظام من خلال لاجئين باكستانيين وأفغانيين، تقدمهم على أنهم مقاتلون بعد تدريبهم، وتنظر إليهم باعتبار أن أجورهم زهيدة، ويعيشون أوضاعاً إنسانية ومادية صعبة، فيما يصل أجر المقاتل الواحد إلى نحو 500 دولار شهرياً»، على حد وصف المعارضة السورية. وخلصت الصحيفة الفرنسية إلى أن «إيران تخطط لتأسيس تنظيم عابر للحدود على غرار «حزب الله» اللبناني».
ويبدو مخطط إيران واضحاً في تشكيل ميليشيات عقائدية مسلحة في دول عربية وأجنبية، لتطبيق ما يعرف بسياسة «دولة داخل الدولة»، لضمان سيطرتها على تلك الدول، بالإضافة إلى زرع عناصر موالية لها تخدم أجندتها بشكل مباشر، وعدم تهديد مصالح طهران، ومن ثم زعزعة استقرار تلك الدولة إذا حاولت أن تخالف نهج «ولاية الفقيه».
وقبل فترة، نشر موقع قناة «سكاي نيوز عربية»، تقريراً كشف فيه عن أذرع إيران الإرهابية في المنطقة، والتي تسعى إلى نشر الفوضى في المنطقة، عن طريق تجنيدها من قبل الذراع الرئيس في إيران، ألا وهو فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وكان من أبرز تلك الأذرع، وفقا لما نشرته القناة، «حزب الله» اللبناني، و«حزب الله» الحجاز، و«حزب الله العراقي»، وميليشيا «عصائب أهل الحق»، و«الحشد الشعبي»، والميليشيات الإيرانية في سوريا، وبينها، لواء «فاطميون»، ولواء «زينبيون»، وميليشيات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، و«سرايا المختار»، و«سرايا الأشتر» في البحرين، قبل أن يعلن رئيس نيابة الجرائم الإرهابية في البحرين، المستشار د. أحمد الحمادي، أن «نيابة الجرائم الإرهابية انتهت من التحقيق في واقعة تأسيس جماعة إرهابية بما يسمى «حزب الله البحريني»، وتمت إحالة 169 متهماً منهم 111 محبوساً، ووجهت إليهم تهم تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية وإحداث تفجير والشروع في القتل والتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات».
* وقفة:
لن تتراجع طهران عن مخططها بتأسيس وتجنيد ميليشيات طائفية مسلحة عابرة للحدود من أجل تنفيذ سياسات توسعية لنشر الفوضى تحت شعار «دولة داخل الدولة» وإمدادها بمليارات الدولارات حتى وإن رزح نصف سكان إيران تحت خط الفقر!!