قبل عقد مضى ارتفعت أسعار النفط حتى سماها الغرب «أزمة نفطية» بينما أطلقنا عليها خليجياً «نعمة نفطية»، فالارتفاع الذي حيث شهدته أسعار النفط عام 2008م وأواخر عام 2007م كان كبيراً ليتجاوز سعر البرميل الواحد وقتها نحو ستين دولاراً، أدى ذلك لتحطيم الحواجز القياسية لأسعار النفط، لا سيما في مارس «2008» إذ قفزت أسعار النفط قفزةً كبيرةً نحو المائة دولار للبرميل الواحد، وهي المرة الأولى التي يرتفع فيها لهذا السعر آنذاك.
مما تعلمناه في دروس الاقتصاد ومقررات مدرسية أخرى في الخليج العربي حول سلعتنا الاستراتيجية، الإجابة عن أسئلة نحو لماذا ترتفع أسعار النفط أو تنخفض، إذ تتراجع أسعار النفط إذا كان هناك فائض منه شأنه شأن أي سلعة أخرى وفق نظرية العرض والطلب، فالمعروض الكبير يقود إلى الكساد. أيضاً هناك العوامل السياسية التي تلقي بظلالها على أسعار النفط وتلعب دوراً في انخفاضها، وهنا مربط الفرس، فالإعلام يرى أن النفط سلعة استراتيجية.. أي ذات تأثير عالمي بعيد المدى، فاقتصاد فنلندا مثلاً يتأثر جراء إعلان الحرس الثوري إغلاق هرمز أو تهديد الحوثيين بإغلاق باب المندب، حتى وإن كان كلا الأخيرين على غير مستوى من الجدية وليسا على قدر ما يدعيان من قدرات ترقى لإغلاق المضائق النفطية.
السؤال هنا.. أيمكننا مقارنة تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، أو تصريح عبدالملك بن بدر الدين الحوثي زعيم حركة الحوثيين، بتصريح فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟!! ونكاد نجزم هنا أن تغريدة لترامب لها أضعاف وقع معلقات الحوثي والجعفري، وتلك بلوى نفطية.!! لاحظنا ارتباط ارتفاع أسعار النفط مؤخراً ليس بالفائض أو العرض والطلب أو جعجعة جعفري والحوثي، بل بتغريدات ترامب المهددة لـ«أوبك» بالويل والثبور وسوء الأمور، ما أدى لارتفاع ثم انخفاض لا سيما عندما قال «من دوننا لن يكونوا آمنين في الأمد الطويل، ومع ذلك هم يواصلون دفع أسعار النفط إلى الارتفاع».
مثل ذلك تصريحات ترامب المتجددة تجاه مقاطعة النفط الإيراني وخنقهم، ما قاد لرفع أسعار النفط، ثم تغريد ترامب طالباً من الخليجيين تعويض نقص الأسواق فانخفضت الأسعار. وسرعان ما دخلت الصين على الخط بعدما أطلق عليها ترامب تغريداته في سياق الحرب التجارية بين البلدين، فما كان من بكين إلاَّ أن خفضّت شحنات النفط الإيراني للنصف بعد تعنتها السابق، وقامت الهند بإجراء مشابه، وتتداول الأخبار عن استئجار دول آسيوية 35 ناقلة جديدة للنفط، وأن الناقلات متوسطة المدى وطويلة المدى وناقلات عملاقة من نوع «سويزماكس»، بهدف تخزين النفط فيها لحماية الدول صاحبة المشروع من تقلبات الأسعار جراء تصريحات ترامبية.
* اختلاج النبض:
تغريدات ترامب النفطية مصلحة خليجية تستحق الدراسة من خبراء النفط الخليجيين، بدل الهلع من خطب الحوثي والجعفري الجوفاء.
{{ article.visit_count }}
مما تعلمناه في دروس الاقتصاد ومقررات مدرسية أخرى في الخليج العربي حول سلعتنا الاستراتيجية، الإجابة عن أسئلة نحو لماذا ترتفع أسعار النفط أو تنخفض، إذ تتراجع أسعار النفط إذا كان هناك فائض منه شأنه شأن أي سلعة أخرى وفق نظرية العرض والطلب، فالمعروض الكبير يقود إلى الكساد. أيضاً هناك العوامل السياسية التي تلقي بظلالها على أسعار النفط وتلعب دوراً في انخفاضها، وهنا مربط الفرس، فالإعلام يرى أن النفط سلعة استراتيجية.. أي ذات تأثير عالمي بعيد المدى، فاقتصاد فنلندا مثلاً يتأثر جراء إعلان الحرس الثوري إغلاق هرمز أو تهديد الحوثيين بإغلاق باب المندب، حتى وإن كان كلا الأخيرين على غير مستوى من الجدية وليسا على قدر ما يدعيان من قدرات ترقى لإغلاق المضائق النفطية.
السؤال هنا.. أيمكننا مقارنة تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، أو تصريح عبدالملك بن بدر الدين الحوثي زعيم حركة الحوثيين، بتصريح فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟!! ونكاد نجزم هنا أن تغريدة لترامب لها أضعاف وقع معلقات الحوثي والجعفري، وتلك بلوى نفطية.!! لاحظنا ارتباط ارتفاع أسعار النفط مؤخراً ليس بالفائض أو العرض والطلب أو جعجعة جعفري والحوثي، بل بتغريدات ترامب المهددة لـ«أوبك» بالويل والثبور وسوء الأمور، ما أدى لارتفاع ثم انخفاض لا سيما عندما قال «من دوننا لن يكونوا آمنين في الأمد الطويل، ومع ذلك هم يواصلون دفع أسعار النفط إلى الارتفاع».
مثل ذلك تصريحات ترامب المتجددة تجاه مقاطعة النفط الإيراني وخنقهم، ما قاد لرفع أسعار النفط، ثم تغريد ترامب طالباً من الخليجيين تعويض نقص الأسواق فانخفضت الأسعار. وسرعان ما دخلت الصين على الخط بعدما أطلق عليها ترامب تغريداته في سياق الحرب التجارية بين البلدين، فما كان من بكين إلاَّ أن خفضّت شحنات النفط الإيراني للنصف بعد تعنتها السابق، وقامت الهند بإجراء مشابه، وتتداول الأخبار عن استئجار دول آسيوية 35 ناقلة جديدة للنفط، وأن الناقلات متوسطة المدى وطويلة المدى وناقلات عملاقة من نوع «سويزماكس»، بهدف تخزين النفط فيها لحماية الدول صاحبة المشروع من تقلبات الأسعار جراء تصريحات ترامبية.
* اختلاج النبض:
تغريدات ترامب النفطية مصلحة خليجية تستحق الدراسة من خبراء النفط الخليجيين، بدل الهلع من خطب الحوثي والجعفري الجوفاء.