ليس غريباً على هذه المملكة التي تواتر عليها عبر تاريخها القديم والحديث حضارات شتى ذات أديان وملل ومذاهب مختلفة، أن يبلغ حكامها درجة من التسامح والحلم وقبول المختلف ما لم تبلغه أية دولة أخرى - في محيطها الإقليمي على الأقل.
لذلك فإنه من حقنا كشعب أن نفخر ونباهي بين الأمم بمليكنا حمد بن عيسى آل خليفة الذي هو بموجب الدستور حامي الدين بطوائفه، وبموجب العرف والعادة السد المنيع والدرع الحصين لأمان واستقرار هذا الوطن على مختلف طوائفه، والضمانة الأولى والأهم لحرية ممارسة الشعائر الدينية والحؤول دون تكبيلها أو تقييدها.
وما الكلمة السامية لجلالته على ضوء ما حدث من تجاوزات في موسم عاشوراء الأخير إلا دليل على مشاعر الأبوة التي يكنّها جلالته تجاه أبناء شعبه، وما يكنه من احترام وتقدير لشعائرهم الدينية، وتحليه بالأخلاق الإسلامية السمحة والشيم العربية الأصيلة.
لقد حوت هذه الكلمة السامية ما حوت من دلائل على رأفة الوالد بأبنائه وعتب المحب على أحبته وعطف القائد على رعيته، فحتى عندما أخطأت الشرذمة الشاذة بحقه، وهو الكريم ابن الأكرمين، ما بالغ في الخصومة ولا بادر بالعقوبة ولا عمد إلى الانتقام.. رغم مقدرته!
حيث يحدث أن يخطئ الطفل الصغير فيعاتبه والده أو يعاقبه -أيهما بحسب حجم الخطأ ومقداره ومدى جسامته وتأثيره- ويحدث أن يخطأ الشاب أو الرجل أو أي إنسان، ولكن ما أجمل القائد عندما يكون في موقع المقدرة.. فيصفح ويعفو ويرتضي القضاء عدلاً وحكماً!
إن كلمة جلالة الملك تحوي من الدلالات المهمة ما يسترعي انتباه كل مواطن على هذه الأرض، حيث يؤكد جلالته فيها على وجوب تحمل الجميع مسؤولية حفظ هذا الوطن والوقوف صفاً واحداً للتصدي لدعوات الشر والتحريض والفتنة التي يتم إملاؤها من الخارج بقصد الإضرار به.
وإننا إذ نؤيد كل ما جاء في كلمة جلالته، التي ذكّر فيها أبناء الوطن بواجبهم «أن يكونوا عيوناً ساهرة ودروعاً حامية لأمن وطنهم وأن يتضامنوا في صد أي خطر قد يهدده وأن يتكاتفوا جميعاً، دون استثناء، لردع كل من تسول له نفسه بالإساءة إليه».
فإننا نعتز ونفخر بأن بلادنا «هي بلد الخير والكرم والطيبة ومن ينوي الشر لها ولأهلها ولجيرانها ويختار الامتثال للتوجيهات الخارجية، فإن مرجعية دولة القانون هي الفاصل في ذلك وبكل حزم..».
إن هكذا ملك وهكذا حكم يجب أن يعضّ عليها شعبها بالنواجذ، فلطالما أكد جلالة الملك حرص المجتمع البحريني على أن تحظى شعائر يوم عاشوراء ومراسم إحيائها بالتقدير والاحترام، وهي خصوصية تاريخية تنفرد بها مملكة البحرين بين الدول الإسلامية.
إن التجاوزات المرفوضة التي شابت موسم عاشوراء -رغم قلتها- إلا أنها تستدعي المطالبة مجدداً بوجوب تنزيه الشعائر الحسينية، التي يجب ويجب أن تكون منزهة عن السياسة والطأفنة، ولا ينبغي أن تكون مجالاً لشق الصف أو فرصة للتعدي على الخطوط الحمراء لهذا البلد وعلى رأسه حكامه.
* سانحة:
كنت قد تناولت في مقال سابق أهمية أن تكون ذكرى عاشوراء منطلقاً للوحدة وتعزيزاً للحمة، وكل من يغرد خارج هذا السرب فما هو إلا غراب لا ينبغي أن يترك ليسمم سلام هذا الوطن بعفونة نعيقه.
لذلك فإنه من حقنا كشعب أن نفخر ونباهي بين الأمم بمليكنا حمد بن عيسى آل خليفة الذي هو بموجب الدستور حامي الدين بطوائفه، وبموجب العرف والعادة السد المنيع والدرع الحصين لأمان واستقرار هذا الوطن على مختلف طوائفه، والضمانة الأولى والأهم لحرية ممارسة الشعائر الدينية والحؤول دون تكبيلها أو تقييدها.
وما الكلمة السامية لجلالته على ضوء ما حدث من تجاوزات في موسم عاشوراء الأخير إلا دليل على مشاعر الأبوة التي يكنّها جلالته تجاه أبناء شعبه، وما يكنه من احترام وتقدير لشعائرهم الدينية، وتحليه بالأخلاق الإسلامية السمحة والشيم العربية الأصيلة.
لقد حوت هذه الكلمة السامية ما حوت من دلائل على رأفة الوالد بأبنائه وعتب المحب على أحبته وعطف القائد على رعيته، فحتى عندما أخطأت الشرذمة الشاذة بحقه، وهو الكريم ابن الأكرمين، ما بالغ في الخصومة ولا بادر بالعقوبة ولا عمد إلى الانتقام.. رغم مقدرته!
حيث يحدث أن يخطئ الطفل الصغير فيعاتبه والده أو يعاقبه -أيهما بحسب حجم الخطأ ومقداره ومدى جسامته وتأثيره- ويحدث أن يخطأ الشاب أو الرجل أو أي إنسان، ولكن ما أجمل القائد عندما يكون في موقع المقدرة.. فيصفح ويعفو ويرتضي القضاء عدلاً وحكماً!
إن كلمة جلالة الملك تحوي من الدلالات المهمة ما يسترعي انتباه كل مواطن على هذه الأرض، حيث يؤكد جلالته فيها على وجوب تحمل الجميع مسؤولية حفظ هذا الوطن والوقوف صفاً واحداً للتصدي لدعوات الشر والتحريض والفتنة التي يتم إملاؤها من الخارج بقصد الإضرار به.
وإننا إذ نؤيد كل ما جاء في كلمة جلالته، التي ذكّر فيها أبناء الوطن بواجبهم «أن يكونوا عيوناً ساهرة ودروعاً حامية لأمن وطنهم وأن يتضامنوا في صد أي خطر قد يهدده وأن يتكاتفوا جميعاً، دون استثناء، لردع كل من تسول له نفسه بالإساءة إليه».
فإننا نعتز ونفخر بأن بلادنا «هي بلد الخير والكرم والطيبة ومن ينوي الشر لها ولأهلها ولجيرانها ويختار الامتثال للتوجيهات الخارجية، فإن مرجعية دولة القانون هي الفاصل في ذلك وبكل حزم..».
إن هكذا ملك وهكذا حكم يجب أن يعضّ عليها شعبها بالنواجذ، فلطالما أكد جلالة الملك حرص المجتمع البحريني على أن تحظى شعائر يوم عاشوراء ومراسم إحيائها بالتقدير والاحترام، وهي خصوصية تاريخية تنفرد بها مملكة البحرين بين الدول الإسلامية.
إن التجاوزات المرفوضة التي شابت موسم عاشوراء -رغم قلتها- إلا أنها تستدعي المطالبة مجدداً بوجوب تنزيه الشعائر الحسينية، التي يجب ويجب أن تكون منزهة عن السياسة والطأفنة، ولا ينبغي أن تكون مجالاً لشق الصف أو فرصة للتعدي على الخطوط الحمراء لهذا البلد وعلى رأسه حكامه.
* سانحة:
كنت قد تناولت في مقال سابق أهمية أن تكون ذكرى عاشوراء منطلقاً للوحدة وتعزيزاً للحمة، وكل من يغرد خارج هذا السرب فما هو إلا غراب لا ينبغي أن يترك ليسمم سلام هذا الوطن بعفونة نعيقه.