باستثناء بعض التغريدات السالبة التي صار البعض ينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي معتقداً أنها ستجد صدى قوياً وسيتحمس لها المواطنون فتتم مقاطعة الانتخابات النيابية والبلدية المستحقة في 24 نوفمبر المقبل، باستثناء ذلك يمكن القول بأنه لا توجد دعوات للمقاطعة التي لم يعد لها أي تأثير في عملية الانتخابات، فمن غرد داعياً إلى المقاطعة أكد أنه يعاني من مشكلة في قراءة الساحة وتطوراتها وفي أحوال المواطنين وكشف عن أنه يعيش حالة تناقض تستدعي التوقف عندها ملياً، إذ لا يعقل أن يدعو إلى مقاطعة الانتخابات من ظل يدعو إلى إحداث تعديلات على الدستور وفعل كل الذي فعل في السنوات الماضية ورفع الشعارات من أجل تحقيق هذا الهدف، حيث الدستور لا يمكن أن يعدل خارج مجلس النواب، وحيث لا يمكن لأحد أن يشرع قوانين ترتقي بالحياة غير نواب الشعب.
الأجدى من تلك التغريدات السالبة هو دعوة المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات بغية توصيل من يعتقدون أنه يمكن أن يحقق ذلك الهدف وليمنعوا من يعتقدون أنهم دون القدرة على ذلك من الوصول إلى المجلس. لا يعقل أن تدعو إلى إحداث تغييرات في الدستور يعود نفعها على المواطنين وفي نفس الوقت تساهم في توصيل من لا يمتلك القدرة على فعل ذلك إلى المجلس لأنك بهذا تكون قد ساهمت في إفشال هدفك الذي أعلنته للمواطنين وظللت تقول لهم إنك تفعل كل الذي تفعل من أجل تحقيقه. إن عملاً مثل هذا يرقى إلى مرتبة الجريمة.
حالة التناقض هذه التي يعيشها ذلك البعض تضعف «المعارضة» وتسيء إليها وتجعل الجميع يتساءل عما إذا كان الذي سعت إليه طوال السنوات السابقة كان لمصلحة الوطن والمواطنين أم لمصالح خاصة؟ مجرد طرح هذا التساؤل يخسرها ويسيء إليها ويجعل الجميع يعتقد أنها دون القدرة على الوفاء بتعهداتها وعلى تقديم ما ينفع الناس.
لا تلك التغريدات السالبة يمكن أن تؤثر على هذه الانتخابات ولا الدعوات الصريحة لمقاطعتها يمكن أن تفشلها، فهذا أمر لا يمكن أن يحدث حتى لو ظلوا يغردون ليل نهار ويدعون إلى مقاطعة الانتخابات على مدار الساعة ويطنطنون عبر الفضائيات «السوسة» الموضوعة تحت أمرهم، فالذين كانوا يستجيبون لهم لم يعودوا يسمعونهم ولم يعودوا يتقبلون منهم أو حتى يتقبلونهم، فالأمور صارت بالنسبة لهم أكثر وضوحاً وصاروا أكثر قدرة على التمييز بين الصح والغلط وبين من يريد الخير لهذا الوطن ومن يريد له السوء.
أجواء الانتخابات هذه المرة مختلفة، والذين كانوا ينخدعون بسهولة بالشعارات التي كان البعض يرفعها ما عادوا كذلك، فما فات تعلموا منه الكثير، وما جرى عليهم وعلى الوطن في السنوات الماضية لفتهم إلى أمور لم يكونوا يلتفتون إليها من قبل، وصاروا يعرفون ما يدور ويجري من حولهم. لهذا لن يتأخر عن المشاركة في هذه الانتخابات إلا من لايزال مخدوعاً وغير قادر بعد على التمييز وعلى إدراك أن من يدعو إلى المقاطعة إنما يفعل ذلك انتقاماً لحالة الفشل التي يعاني منها ورغبة في تعطيل مسيرة الديمقراطية التي لا تأتي بقرار ومحكومة بأمور الحراك الاجتماعي والسياسي.
كل الظروف مهيأة وتفضي إلى انتخابات ناجحة، والحكومة سخرت كل إمكاناتها لحصول ذلك ولتستمر هذه المسيرة، والمواطنون قرروا أن يمارسوا دورهم بفاعلية، وهذا يعني أن أبواباً عديدة أغلقت في وجه الساعين إلى تخريب هذا الاستحقاق الوطني، ويعني أن الثغرات التي كان هؤلاء ينفذون منها ما عاد ممكناً النفاذ منها، وهذا وذاك يعنيان أن النجاح هو مآل هذه الانتخابات وأن الفشل هو الذي ينتظر الداعين إلى مقاطعتها، تغريداً أو صراحة.
الأجدى من تلك التغريدات السالبة هو دعوة المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات بغية توصيل من يعتقدون أنه يمكن أن يحقق ذلك الهدف وليمنعوا من يعتقدون أنهم دون القدرة على ذلك من الوصول إلى المجلس. لا يعقل أن تدعو إلى إحداث تغييرات في الدستور يعود نفعها على المواطنين وفي نفس الوقت تساهم في توصيل من لا يمتلك القدرة على فعل ذلك إلى المجلس لأنك بهذا تكون قد ساهمت في إفشال هدفك الذي أعلنته للمواطنين وظللت تقول لهم إنك تفعل كل الذي تفعل من أجل تحقيقه. إن عملاً مثل هذا يرقى إلى مرتبة الجريمة.
حالة التناقض هذه التي يعيشها ذلك البعض تضعف «المعارضة» وتسيء إليها وتجعل الجميع يتساءل عما إذا كان الذي سعت إليه طوال السنوات السابقة كان لمصلحة الوطن والمواطنين أم لمصالح خاصة؟ مجرد طرح هذا التساؤل يخسرها ويسيء إليها ويجعل الجميع يعتقد أنها دون القدرة على الوفاء بتعهداتها وعلى تقديم ما ينفع الناس.
لا تلك التغريدات السالبة يمكن أن تؤثر على هذه الانتخابات ولا الدعوات الصريحة لمقاطعتها يمكن أن تفشلها، فهذا أمر لا يمكن أن يحدث حتى لو ظلوا يغردون ليل نهار ويدعون إلى مقاطعة الانتخابات على مدار الساعة ويطنطنون عبر الفضائيات «السوسة» الموضوعة تحت أمرهم، فالذين كانوا يستجيبون لهم لم يعودوا يسمعونهم ولم يعودوا يتقبلون منهم أو حتى يتقبلونهم، فالأمور صارت بالنسبة لهم أكثر وضوحاً وصاروا أكثر قدرة على التمييز بين الصح والغلط وبين من يريد الخير لهذا الوطن ومن يريد له السوء.
أجواء الانتخابات هذه المرة مختلفة، والذين كانوا ينخدعون بسهولة بالشعارات التي كان البعض يرفعها ما عادوا كذلك، فما فات تعلموا منه الكثير، وما جرى عليهم وعلى الوطن في السنوات الماضية لفتهم إلى أمور لم يكونوا يلتفتون إليها من قبل، وصاروا يعرفون ما يدور ويجري من حولهم. لهذا لن يتأخر عن المشاركة في هذه الانتخابات إلا من لايزال مخدوعاً وغير قادر بعد على التمييز وعلى إدراك أن من يدعو إلى المقاطعة إنما يفعل ذلك انتقاماً لحالة الفشل التي يعاني منها ورغبة في تعطيل مسيرة الديمقراطية التي لا تأتي بقرار ومحكومة بأمور الحراك الاجتماعي والسياسي.
كل الظروف مهيأة وتفضي إلى انتخابات ناجحة، والحكومة سخرت كل إمكاناتها لحصول ذلك ولتستمر هذه المسيرة، والمواطنون قرروا أن يمارسوا دورهم بفاعلية، وهذا يعني أن أبواباً عديدة أغلقت في وجه الساعين إلى تخريب هذا الاستحقاق الوطني، ويعني أن الثغرات التي كان هؤلاء ينفذون منها ما عاد ممكناً النفاذ منها، وهذا وذاك يعنيان أن النجاح هو مآل هذه الانتخابات وأن الفشل هو الذي ينتظر الداعين إلى مقاطعتها، تغريداً أو صراحة.