عز الزمان أن يأتي بمثلها، ألا وهي الإدارة الخيرية للتعليم التي كونت النواة والتأسيس الأول المنظم للتعليم في البحرين والخليج العربي.
لم تكن المحرق على موعد مع الإدارة الخيرية للتعليم بمحض الصدفة، لكن كانت نتاج رؤية لشيوخ ولرجالات المحرق والبحرين. من بين جنبات بيت الشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة في المحرق، كانت تعقد اجتماعات الإدارة الخيرية للتعليم.
يذكر النبهاني أنه خلال العام 1919،... قام المرحوم الشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة ونجله الشيخ محمد بزيارة إلى أوروبا، وأثناء تواجدهما في العاصمة البريطانية لندن، ركب الشيخ عبدالله الطائرة وارتفع بها ثم هبط. ركب الشيخ محمد بن عبدالله الطائرة أيضاً، وهما أول من ركب الطائرة من أبناء الخليج العربي.
أيضاً أثناء الزيارة، شهد الشيخ عبدالله بن عيسى تجارب عن تطور التعليم في أوروبا حينها، فجاء بأحلام وبداية حقبة ونهضة جديدة لأبناء البحرين، حيث ظل الشيخ عبدالله بن عيسى مسانداً لهذا المشروع الناهض حتى خلال الأربعينات أو بعدها. ومما يشد الانتباه أيضاً، أنه لم يكن يخلد في الأذهان، أن مشروع بدء التعليم في البحرين الذي تم وضعه على أسس قانون بثمانين مادة، أنه متصف بالجماعية والاستشارة من التأسيس الأول.
مشروع التعليم في البحرين الذي انطلق أيضاً من المحرق، عبر الإدارة الخيرية للتعليم، جاء خلاصة للتجارب التعليمية الأولى وعدة حديثة في الخليج العربي وشبه جزيرة العرب.
لا شك في أنه جاء عبر الاستفادة من عدة تجارب مثل المدرسة المباركية في الكويت عام 1912 وأخرى شبه نظامية، مثل الكتابية في عمان، والمدرسة التيمية في منطقة الشارقة 1921 والأحمدية في دبي وأبوظبي، ومدرسة بن خلف في منطقة أبوظبي... حيث كانت محاولات فردية. فجاء مشروع الإدارة الخيرية للتعليم في البحرين الشمولي ليستفيد من التجارب الأخرى غير الفردية، فهو متصف بأنه مشروع جماعي مجاني منظم يتصف بمشاركة النخب والمشاركة الشعبية ذات الرؤية المستقبلية الواضحة.
كانت الجلسة الأولى تحت رئاسة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، حيث عقدت الجلسة في مجلس الشيخ عبدالله بن عيسى في المحرق. خلال التأسيس، تمت دعوة 50 وجيهاً من أعيان البحرين قاطبة، والذين حضورها كان 47. خلال الاجتماع تمت أيضاً دعوة قاضي البحرين القاضي الرئيس قاسم بن مهزع، لأجل زوال أو إزالة الالتباس.
تم تسجيل أسماء الحضور في دفتر أطلق عليه دفتر «الاكتتاب» للمشروع. كانت الجلسة الأولى هي مباركة ملك البحرين حينها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي بارك المشروع، ومن ثم وصول براءة تأسيس المشروع وقراءة نص افتتاحية الجلسة ونص مرسوم التأسيس.
تم فض خاتم الرسالة بعد تسليمه لنجل الحاكم. توالت إنجازات الإدارة الخيرية للتعليم، من التأسيس الأول، من حيث رصانة الترتيب الإداري المؤسسي ووضع رؤيتها للمناهج والأساتذة الكبار الذين انضموا لمؤسسة التعليم الأولى حينها وهي الهداية الخيلفية، ووضع رؤية للمبنى وبداية التدريس بها.
وفي عام 1926 قامت الإدارة الخيرية للتعليم آنذاك بتأسيس المدرسة الثانوية للبنين في مدينة المنامة. ولم يكتمل القضاء على الأمية دون مشاركة للجنس الآخر، لذا افتتحت أول مدرسة نظامية أيضاً للبنات في عام 1928، التي أطلق عليها مدرسة خديجة الكبرى. تدرج التعليم حتى باتت البحرين من أوائل الدول في تحقيق رؤية أن التعليم للجميع. استمرت الإدارة الخيرية للتعليم في المحرق قرابة 10 أعوام، أي من عام 191 «التأسيس» حتى 1929.
خلال عام 1929، وهو عام انتقال التعليم من الخيرية إلى النظام الحكومي خلال رئاسة الناظر فائق أدهم. نشير أنه خلال العشر السنوات من عمر الإدارة الخيرية للتعليم أي «1919 - 1929»، حدثت عدة عوامل شكلت نمط التعليم خلال فترة الثلاثينات ومن ثم بعدها الأربعينات وظهور إدارة الناظر أحمد العمران. لعل أيضاً هناك أساسيات حافظت عليها الإدارة الخيرية للتعليم:
أولاً: التأسيس والحفاظ على روح التأسيس على أنه عربي ذو هوية عربية أصيلة. ثانياً:
استقطبت الإدارة عدة أستاذة كبار عرب ساهموا في التأسيس الأول، فجاء المشروع مزيجاً من خبرات تربوية وعلمية عربية. ثالثاً: العمل على اتساع رقعة التعليم خارج المحرق وظهور تعليم البنات. لا شك في أنه سوف يمتد الحديث عن الإدارة الخيرية للتعليم لعدة صفحات، لكن هذا جزء يسير من شذا وتاريخ الإدارة الخيرية للتعليم ورجالاتها المخلصين الأوائل، التي فاضت وانبثقت بهم المحرق. هي جزء أصيل وشاهد حي على أصالة شعب البحرين الذي أثبت أنه ركن أساسي في النهضة التي انطلقت حينها في المنطقة العربية.
لم تكن المحرق على موعد مع الإدارة الخيرية للتعليم بمحض الصدفة، لكن كانت نتاج رؤية لشيوخ ولرجالات المحرق والبحرين. من بين جنبات بيت الشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة في المحرق، كانت تعقد اجتماعات الإدارة الخيرية للتعليم.
يذكر النبهاني أنه خلال العام 1919،... قام المرحوم الشيخ عبدالله بن عيسى بن علي آل خليفة ونجله الشيخ محمد بزيارة إلى أوروبا، وأثناء تواجدهما في العاصمة البريطانية لندن، ركب الشيخ عبدالله الطائرة وارتفع بها ثم هبط. ركب الشيخ محمد بن عبدالله الطائرة أيضاً، وهما أول من ركب الطائرة من أبناء الخليج العربي.
أيضاً أثناء الزيارة، شهد الشيخ عبدالله بن عيسى تجارب عن تطور التعليم في أوروبا حينها، فجاء بأحلام وبداية حقبة ونهضة جديدة لأبناء البحرين، حيث ظل الشيخ عبدالله بن عيسى مسانداً لهذا المشروع الناهض حتى خلال الأربعينات أو بعدها. ومما يشد الانتباه أيضاً، أنه لم يكن يخلد في الأذهان، أن مشروع بدء التعليم في البحرين الذي تم وضعه على أسس قانون بثمانين مادة، أنه متصف بالجماعية والاستشارة من التأسيس الأول.
مشروع التعليم في البحرين الذي انطلق أيضاً من المحرق، عبر الإدارة الخيرية للتعليم، جاء خلاصة للتجارب التعليمية الأولى وعدة حديثة في الخليج العربي وشبه جزيرة العرب.
لا شك في أنه جاء عبر الاستفادة من عدة تجارب مثل المدرسة المباركية في الكويت عام 1912 وأخرى شبه نظامية، مثل الكتابية في عمان، والمدرسة التيمية في منطقة الشارقة 1921 والأحمدية في دبي وأبوظبي، ومدرسة بن خلف في منطقة أبوظبي... حيث كانت محاولات فردية. فجاء مشروع الإدارة الخيرية للتعليم في البحرين الشمولي ليستفيد من التجارب الأخرى غير الفردية، فهو متصف بأنه مشروع جماعي مجاني منظم يتصف بمشاركة النخب والمشاركة الشعبية ذات الرؤية المستقبلية الواضحة.
كانت الجلسة الأولى تحت رئاسة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، حيث عقدت الجلسة في مجلس الشيخ عبدالله بن عيسى في المحرق. خلال التأسيس، تمت دعوة 50 وجيهاً من أعيان البحرين قاطبة، والذين حضورها كان 47. خلال الاجتماع تمت أيضاً دعوة قاضي البحرين القاضي الرئيس قاسم بن مهزع، لأجل زوال أو إزالة الالتباس.
تم تسجيل أسماء الحضور في دفتر أطلق عليه دفتر «الاكتتاب» للمشروع. كانت الجلسة الأولى هي مباركة ملك البحرين حينها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي بارك المشروع، ومن ثم وصول براءة تأسيس المشروع وقراءة نص افتتاحية الجلسة ونص مرسوم التأسيس.
تم فض خاتم الرسالة بعد تسليمه لنجل الحاكم. توالت إنجازات الإدارة الخيرية للتعليم، من التأسيس الأول، من حيث رصانة الترتيب الإداري المؤسسي ووضع رؤيتها للمناهج والأساتذة الكبار الذين انضموا لمؤسسة التعليم الأولى حينها وهي الهداية الخيلفية، ووضع رؤية للمبنى وبداية التدريس بها.
وفي عام 1926 قامت الإدارة الخيرية للتعليم آنذاك بتأسيس المدرسة الثانوية للبنين في مدينة المنامة. ولم يكتمل القضاء على الأمية دون مشاركة للجنس الآخر، لذا افتتحت أول مدرسة نظامية أيضاً للبنات في عام 1928، التي أطلق عليها مدرسة خديجة الكبرى. تدرج التعليم حتى باتت البحرين من أوائل الدول في تحقيق رؤية أن التعليم للجميع. استمرت الإدارة الخيرية للتعليم في المحرق قرابة 10 أعوام، أي من عام 191 «التأسيس» حتى 1929.
خلال عام 1929، وهو عام انتقال التعليم من الخيرية إلى النظام الحكومي خلال رئاسة الناظر فائق أدهم. نشير أنه خلال العشر السنوات من عمر الإدارة الخيرية للتعليم أي «1919 - 1929»، حدثت عدة عوامل شكلت نمط التعليم خلال فترة الثلاثينات ومن ثم بعدها الأربعينات وظهور إدارة الناظر أحمد العمران. لعل أيضاً هناك أساسيات حافظت عليها الإدارة الخيرية للتعليم:
أولاً: التأسيس والحفاظ على روح التأسيس على أنه عربي ذو هوية عربية أصيلة. ثانياً:
استقطبت الإدارة عدة أستاذة كبار عرب ساهموا في التأسيس الأول، فجاء المشروع مزيجاً من خبرات تربوية وعلمية عربية. ثالثاً: العمل على اتساع رقعة التعليم خارج المحرق وظهور تعليم البنات. لا شك في أنه سوف يمتد الحديث عن الإدارة الخيرية للتعليم لعدة صفحات، لكن هذا جزء يسير من شذا وتاريخ الإدارة الخيرية للتعليم ورجالاتها المخلصين الأوائل، التي فاضت وانبثقت بهم المحرق. هي جزء أصيل وشاهد حي على أصالة شعب البحرين الذي أثبت أنه ركن أساسي في النهضة التي انطلقت حينها في المنطقة العربية.