من الأمور اللافتة في سلوك البعض الذي يعتبر نفسه «معارضة» أنه يقول بكل الطرق وفي كل مناسبة وعبر مختلف الوسائل إنه لا يعترف بالدستور، لكنه لا يتأخر عند الحديث في أي موضوع عن القول بأن هذا الأمر أو ذاك القرار أو الإجراء الذي اتخذته الحكومة أو مجلس النواب أو مجلس الشورى «غير دستوري» أو فيه شبهة دستورية، والأنكى أنه يطالب الحكومة بالالتزام بالدستور وعدم الحياد عنه!
تناقض مثير يستدعي الدرس والبحث، إذ لا يمكن منطقاً أن تطالب بالالتزام بدستور لا تعترف به وتقذفه بأبشع الصفات. من حقك أن تقول إن هذا القرار أو الإجراء غير دستوري وتطالب بالالتزام بالدستور لو أنك تعترف بالدستور وتحترمه، لكن ليس من حقك أن تطالب بهذا طالما أنك من الأساس لا تعترف بهذا الدستور وتصفه بصفات سالبة. كيف تدعو إلى الاحتكام إلى الدستور وأنت تقول ليل نهار إنك لا تعترف به ولا تحترمه؟
في السياق نفسه لا يمكن أن تطالب مجلس النواب بتحقيق ما تعتقد أن من المهم أن يحققه وأنت من الأساس لا تعترف بهذا المجلس ولا تؤمن بدوره وتأثيره وتعتقد أن أعضاءه دون القدرة على تحقيق مفيد. أنت لا تحترم التشريعات التي تصدر عن هذا المجلس فكيف تطالبه بإصدار تشريعات جديدة ؟ والأمر نفسه فيما يتعلق بمجلس الشورى.
ذلك البعض الذي لايزال يعيش في الخيال لايزال غير قادر على استيعاب هذا الأساس، لهذا فإنه يعيش التناقض بأنواعه ويطالب مؤسسات لا يعترف بها بتحقيق مكاسب للمواطنين ويطالب بالاحتكام إلى دستور يصفه بأبشع الصفات.
الحقيقة التي لا مفر لذلك البعض من مواجهتها هي أنه صار خارج «الفورمة» وأنه لم يعد له مكان داخلها، فتأثيره انتهى ولم يعد يسمع له ومنه أحد، ولهذا فإن الأجدر هو أن يوفر على نفسه و«يستمتع بحياته» أو يراجع نفسه ويعود إلى المربع الذي يتيح له انتقاد الدستور ومجلسي الشورى والنواب والمجلس البلدي والحراك الديمقراطي وكل حراك وكل شيء بالكيفية التي يريد، فوجوده بعيداً ينهيه وينهي حقه في المطالبة بالاحتكام إلى الدستور، طالما أنه لا يعترف به.
للمقاربة، بإمكانك أن تأكل مع الآخر على طاولة واحدة وأنت مختلف معه في وجهات النظر، وبإمكانك أن تفعل ذلك وأنت تتخذ منه موقفاً أو تنظر إليه في سرك بسلبية، لكن ليس بإمكانك أن تجتمع معه إلى طاولة واحدة وتأكل وتتبادل معه أطراف الحديث وأنت لا تعترف به وتعتبره وكأنه غير موجود، فأنت بهذا تقول له إنني لا أحترمك ولا قيمة لك عندي، فيرفضك ويعتبرك كذلك.
عدم اعترافك بالشيء يحرمك من اعتباره حكماً، هذا كلام المنطق. ليس الحديث عن انتقاد الدستور أو بعض مواده، فهذا متاح بل ومطلوب دائماً، الحديث هو عن مطالبتك بالرجوع إلى الدستور في موضوع معين وأنت من الأساس لا تعترف بهذا الدستور وتنعته بكل الصفات السالبة وتدعو إلى نسفه وإيجاد بديل له.
المتابع لما تبثه الفضائيات «السوسة»، الإيرانية وتلك التابعة لها، يلاحظ تكرار الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» عبارة أن هذا القرار أو الإجراء مخالف للدستور ويطالبون بالالتزام به، لكنهم لا يعترفون بالدستور ويطالبون بنسفه وإعادة بنائه ويعتبرون النظام الداخلي لأي نادٍ أفضل منه. تناقض ما بعده تناقض، يكشف عن الحال التي صاروا فيها بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم وبعد الهزيمة التي ذاقوها.
الدعوة إلى الالتزام بمواد الدستور الذي لا تعترف به يشبه تماماً ممارستك الخلق الذي تنهى عنه، وهذا وذاك «عار عليك عظيم».
تناقض مثير يستدعي الدرس والبحث، إذ لا يمكن منطقاً أن تطالب بالالتزام بدستور لا تعترف به وتقذفه بأبشع الصفات. من حقك أن تقول إن هذا القرار أو الإجراء غير دستوري وتطالب بالالتزام بالدستور لو أنك تعترف بالدستور وتحترمه، لكن ليس من حقك أن تطالب بهذا طالما أنك من الأساس لا تعترف بهذا الدستور وتصفه بصفات سالبة. كيف تدعو إلى الاحتكام إلى الدستور وأنت تقول ليل نهار إنك لا تعترف به ولا تحترمه؟
في السياق نفسه لا يمكن أن تطالب مجلس النواب بتحقيق ما تعتقد أن من المهم أن يحققه وأنت من الأساس لا تعترف بهذا المجلس ولا تؤمن بدوره وتأثيره وتعتقد أن أعضاءه دون القدرة على تحقيق مفيد. أنت لا تحترم التشريعات التي تصدر عن هذا المجلس فكيف تطالبه بإصدار تشريعات جديدة ؟ والأمر نفسه فيما يتعلق بمجلس الشورى.
ذلك البعض الذي لايزال يعيش في الخيال لايزال غير قادر على استيعاب هذا الأساس، لهذا فإنه يعيش التناقض بأنواعه ويطالب مؤسسات لا يعترف بها بتحقيق مكاسب للمواطنين ويطالب بالاحتكام إلى دستور يصفه بأبشع الصفات.
الحقيقة التي لا مفر لذلك البعض من مواجهتها هي أنه صار خارج «الفورمة» وأنه لم يعد له مكان داخلها، فتأثيره انتهى ولم يعد يسمع له ومنه أحد، ولهذا فإن الأجدر هو أن يوفر على نفسه و«يستمتع بحياته» أو يراجع نفسه ويعود إلى المربع الذي يتيح له انتقاد الدستور ومجلسي الشورى والنواب والمجلس البلدي والحراك الديمقراطي وكل حراك وكل شيء بالكيفية التي يريد، فوجوده بعيداً ينهيه وينهي حقه في المطالبة بالاحتكام إلى الدستور، طالما أنه لا يعترف به.
للمقاربة، بإمكانك أن تأكل مع الآخر على طاولة واحدة وأنت مختلف معه في وجهات النظر، وبإمكانك أن تفعل ذلك وأنت تتخذ منه موقفاً أو تنظر إليه في سرك بسلبية، لكن ليس بإمكانك أن تجتمع معه إلى طاولة واحدة وتأكل وتتبادل معه أطراف الحديث وأنت لا تعترف به وتعتبره وكأنه غير موجود، فأنت بهذا تقول له إنني لا أحترمك ولا قيمة لك عندي، فيرفضك ويعتبرك كذلك.
عدم اعترافك بالشيء يحرمك من اعتباره حكماً، هذا كلام المنطق. ليس الحديث عن انتقاد الدستور أو بعض مواده، فهذا متاح بل ومطلوب دائماً، الحديث هو عن مطالبتك بالرجوع إلى الدستور في موضوع معين وأنت من الأساس لا تعترف بهذا الدستور وتنعته بكل الصفات السالبة وتدعو إلى نسفه وإيجاد بديل له.
المتابع لما تبثه الفضائيات «السوسة»، الإيرانية وتلك التابعة لها، يلاحظ تكرار الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» عبارة أن هذا القرار أو الإجراء مخالف للدستور ويطالبون بالالتزام به، لكنهم لا يعترفون بالدستور ويطالبون بنسفه وإعادة بنائه ويعتبرون النظام الداخلي لأي نادٍ أفضل منه. تناقض ما بعده تناقض، يكشف عن الحال التي صاروا فيها بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم وبعد الهزيمة التي ذاقوها.
الدعوة إلى الالتزام بمواد الدستور الذي لا تعترف به يشبه تماماً ممارستك الخلق الذي تنهى عنه، وهذا وذاك «عار عليك عظيم».