بعيداً عن تفاصيل اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتطورات هذه القصة، مهم الالتفات إلى الأسلوب الذي تناولت فيه قناة «الجزيرة» القطرية هذا الموضوع، فمن تابع كيفية تناولها لهذه القصة لا يملك إلا أن يضع يديه على رأسه تعبيراً عن الدهشة، والأكيد أنه ستشاغبه الكثير من الأسئلة عن أسباب جعل هذه القناة هذه القصة الأولى في برامجها على مدار الساعة منذ اللحظة التي انتشر فيها خبر الاختفاء. طريقة تناول «الجزيرة» لموضوع خاشقجي يجعل المشاهد يشعر بأنها تتمنى من رب العالمين أن يكون خبر مقتله صحيحاً وأنها تصلي من أجل أن تحصل على الفرصة التي تنتظرها للتهجم على المملكة العربية السعودية، ويجعله يشعر بأن التعليمات التي صدرت إليها من النظام في قطر تفيد بأن عليها أن تضخم القصة وأن تجعل منها رأس حربة وإلا فإن عقاباً شديداً ينتظر العاملين فيها.
طريقة تناول «الجزيرة» لقصة خاشقجي وحماسها اللافت له تشعر المشاهد بأنه «ولدهم» وأن القصة مختلقة ويرمى بها إلى خلق فرصة للتهجم على الشقيقة الكبرى وأن تركيا ضليعة فيها وأن الأمور ترتبت «صح» وأن الخطة تسير على ما يرام، يزيد من هذا الشعور قيام الفضائيات الأخرى التابعة للنظام القطري وتلك الممولة منه باتباع الأسلوب نفسه.
الأنباء بشأن ما حدث لخاشقجي ظلت متضاربة، وفي كل ساعة تظهر إلى السطح قصة جديدة أغلبها من عمل «الجزيرة» وأخواتها، وفي كل ساعة يتم تسريب خبر ما إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي استغلتها «الجزيرة» أيما استغلال فصنعت مما ينشر عبرها ما طاب لها من قصص، وهو أمر غريب على فضائية تعتبر نفسها رائدة ومتطورة، إذ لا يمكن قبول فكرة صنع خبر استناداً إلى تغريدات وتصدير نشرة الأخبار الرئيسة به حيث التغريدات لا يمكن أن تكون مصادر وهي في كل الأحوال ليست موثوقة وإن نسبت إلى أسماء معروفة.
من تابع تغطية «الجزيرة» لقصة خاشقجي لابد أنه لاحظ أيضاً كيف أن مقدمي البرامج فيها كانوا يعملون جاهدين على جعل ضيوفهم يقولون ما يريدونه منهم أن يقال، وكيف أنهم يوظفون تلك الأقوال ببراعة لصالح الغاية التي يسعون إليها وهي الإساءة إلى السعودية. والأكيد أن المتابع لاحظ أيضاً أن الشريط الأحمر الذي عنوانه «عاجل» لم يتوقف، ففي كل لحظة كان يظهر ليضيف معلومة جديدة وإن لم تكن تستحق إظهارها بتلك الصفة. أما تصريحات أي مسؤول سعودي اضطر للتعليق على قصة خاشقجي فتفصصها «الجزيرة» تفصيصاً إلى حد أن تقول مثلاً إن فلاناً «بلع ريقه» وهو يقول كذا أو كذا! فبلع الريق بالنسبة لهذه القناة أمر خطير يمكن الاستدلال من خلاله على «تورط» السعودية، لأنه منطقاً لو لم تكن السعودية متورطة في اختفاء خاشقجي لما بلع ذلك المسؤول ريقه أو حرك عيونه في هذا الاتجاه أو طرقع أصابعه لحظة التصريح!
قصة اختفاء جمال خاشقجي كانت بالنسبة لقناة «الجزيرة» وللنظام القطري «جنازة يشبعون فيها لطم» وفرصة ربما لا تأتي بعدها فرصة لتوجيه ما لذ وطاب من اتهامات للسعودية ولمهاجمة ولي عهدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي وفر منذ اللحظة التي تسلم فيها مهامه ما يكفي من أدلة على أنه عازم على تجاوز المرحلة ونقل السعودية والمنطقة إلى المصاف التي تحلم بها شعوب دول مجلس التعاون والمنطقة، فما يقوم به ولي عهد السعودية وحكومات البحرين والإمارات ومصر يكبل النظام القطري والأنظمة التي تتشارك معه النظرة السالبة إلى الأمور ويخرب مشاريعها ويفضحها.
ستظل قصة جمال خاشقجي مادة دسمة بالنسبة لقناة «الجزيرة» وأخواتها وللنظام القطري.
{{ article.visit_count }}
طريقة تناول «الجزيرة» لقصة خاشقجي وحماسها اللافت له تشعر المشاهد بأنه «ولدهم» وأن القصة مختلقة ويرمى بها إلى خلق فرصة للتهجم على الشقيقة الكبرى وأن تركيا ضليعة فيها وأن الأمور ترتبت «صح» وأن الخطة تسير على ما يرام، يزيد من هذا الشعور قيام الفضائيات الأخرى التابعة للنظام القطري وتلك الممولة منه باتباع الأسلوب نفسه.
الأنباء بشأن ما حدث لخاشقجي ظلت متضاربة، وفي كل ساعة تظهر إلى السطح قصة جديدة أغلبها من عمل «الجزيرة» وأخواتها، وفي كل ساعة يتم تسريب خبر ما إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي استغلتها «الجزيرة» أيما استغلال فصنعت مما ينشر عبرها ما طاب لها من قصص، وهو أمر غريب على فضائية تعتبر نفسها رائدة ومتطورة، إذ لا يمكن قبول فكرة صنع خبر استناداً إلى تغريدات وتصدير نشرة الأخبار الرئيسة به حيث التغريدات لا يمكن أن تكون مصادر وهي في كل الأحوال ليست موثوقة وإن نسبت إلى أسماء معروفة.
من تابع تغطية «الجزيرة» لقصة خاشقجي لابد أنه لاحظ أيضاً كيف أن مقدمي البرامج فيها كانوا يعملون جاهدين على جعل ضيوفهم يقولون ما يريدونه منهم أن يقال، وكيف أنهم يوظفون تلك الأقوال ببراعة لصالح الغاية التي يسعون إليها وهي الإساءة إلى السعودية. والأكيد أن المتابع لاحظ أيضاً أن الشريط الأحمر الذي عنوانه «عاجل» لم يتوقف، ففي كل لحظة كان يظهر ليضيف معلومة جديدة وإن لم تكن تستحق إظهارها بتلك الصفة. أما تصريحات أي مسؤول سعودي اضطر للتعليق على قصة خاشقجي فتفصصها «الجزيرة» تفصيصاً إلى حد أن تقول مثلاً إن فلاناً «بلع ريقه» وهو يقول كذا أو كذا! فبلع الريق بالنسبة لهذه القناة أمر خطير يمكن الاستدلال من خلاله على «تورط» السعودية، لأنه منطقاً لو لم تكن السعودية متورطة في اختفاء خاشقجي لما بلع ذلك المسؤول ريقه أو حرك عيونه في هذا الاتجاه أو طرقع أصابعه لحظة التصريح!
قصة اختفاء جمال خاشقجي كانت بالنسبة لقناة «الجزيرة» وللنظام القطري «جنازة يشبعون فيها لطم» وفرصة ربما لا تأتي بعدها فرصة لتوجيه ما لذ وطاب من اتهامات للسعودية ولمهاجمة ولي عهدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي وفر منذ اللحظة التي تسلم فيها مهامه ما يكفي من أدلة على أنه عازم على تجاوز المرحلة ونقل السعودية والمنطقة إلى المصاف التي تحلم بها شعوب دول مجلس التعاون والمنطقة، فما يقوم به ولي عهد السعودية وحكومات البحرين والإمارات ومصر يكبل النظام القطري والأنظمة التي تتشارك معه النظرة السالبة إلى الأمور ويخرب مشاريعها ويفضحها.
ستظل قصة جمال خاشقجي مادة دسمة بالنسبة لقناة «الجزيرة» وأخواتها وللنظام القطري.