ورد ذلك في تقرير التنافسية في العالم العربي 2018، «تثبت التجربة العالمية أن ريادة الأعمال «البزنس أو التجارة» تحفز على خلق الوظائف لأن أغلب الوظائف تأتي من المؤسسات الناشئة «3-5 سنوات»، ذات المبيعات والإنتاجية المرتفعة». ويضيف التقرير أيضاً أن النشاط التجاري يتأثر بمتانة بيئة الأعمال في البلد والتي تشمل السلوك العام تجاه ريادة الأعمال والموارد والبنية التحتية الداعمة لها والموارد المتوفرة.
ولنجاح بيئة الأعمال توجد متطلبات مسبقة يجب توافرها أهمها تحفيز الناس على اتخاذ خط التجارة كمشوار عملي بدلاً من الالتحاق بوظيفة ما بالإضافة إلى توعيتهم بطرق وأساليب النجاح التجاري. ومما لا شك فيه أننا قطعنا شوطاً في هذا الجانب في البحرين.
لكن تبقى ثغرات كبيرة لا تساعد حتى الآن في إيصال إيجابيات التجارة والعمل الحر لعامة الناس. لدينا مشكلة إعلامية في رفع مستوى التحفيز والوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون فعلياً إلى فهم واستيعاب ما هي «ريادة الأعمال»، كي يخوضوا التجربة.
الثغرة الأولى هي في اللغة والمصطلحات. والثغرة الثانية هي في إيجاد الشخصيات المناسبة للحديث عن تجاربهم التجارية الناجحة. والثغرة الثالثة هي في تركيز أغلب الجهود الإعلامية على مشاريع نخبوية لا يستوعبها ولا يفكر فيها عامة الناس لأنها بعيدة عن نمط حياتهم.
وأبين أن مصطلح Entrepreneur أو رائد أعمال بالعربية، مصطلح قبيح ومعقد ولم ولن يصل إلى الناس! ما يفهمه الناس هنا في البحرين سواء في الفرجان أو حتى المدن هو كلمة «تاجر». وحتى لو كانت كلمة «تاجر» لا تشمل ما تعنيه ريادة الأعمال بشكل كامل فهي ليست مشكلة عويصة ولن تؤثر في نجاح الحملات. لذلك فاستبدال المصطلح المعقد إلى مصطلح أكثر سهولة وأكثر تداولاً يجب أن يكون من الأولويات.
أما عن الشخصيات التي تصدرت الحملات الإعلامية ومازالت فهي بعيدة شكلاً ومضموناً عن الناس. فهي إما تخاطب الناس بلغة بعيدة عنهم أو تظهر بمظهر لا يمثلهم. المطلوب مثلاً، قصة نجاح لامرأة بسيطة من الرفاع استطاعت باجتهادها أن تبدأ مشروعها التجاري أو شاب متواضع الإمكانيات من قرية المالكية تحدى الصعاب وتمكن من التفوق في التجارة. هؤلاء وأمثالهم سيكون تأثيرهم أقوى بمراحل في إيصال فكرة التجارة للناس وتحفيزهم على البدء بمشاريعهم.
ثالثاً، لا نسمع ولا نرى حضوراً لأصحاب المشاريع الناجحة فعلياً والمستمرة فترة منذ الزمن. فالموجود في الحملات هم إما أصحاب بوتيكات راقية أو مطاعم لأكلات غريبة لكن لا نرى صاحب معصرة «الفريج» أو صاحبة محل العبايات في هذه الحملات. لا نرى مالك مطعم «العيوش» الذي يقبل عليه الآلاف أو مالك مغسلة تنظيف السيارات. لماذا تبتعدون عنهم ولا تسلطون الأضواء عليهم؟
للعلم، هؤلاء يكسبون المال الكافي الذي يدعم أسرهم ويجعلهم في حالة مادية مريحة وهذا هو الهدف من قصة «ريادة الأعمال» يا جماعة!
ولنبتعد عن التشديد على الابتكار وهي كلمة ذاع صيتها مؤخراً واستنزفت الوقت والجهد لتفسيرها وأبعدت الناس عن الهدف هي كلمة محبطة أيضاً لأن ليس الجميع بإمكانه أن يبتكر أصلاً. بل حفزوا من يريد أن يقلد بذكاء ومع بعض الإضافات إذا استطاع.
يقول الأجانب حول التجارة You don’t have to reinvent the wheel أي ببساطة لا تحتاج أن تخترع أو تبتكر بل عليك بتقليد الناجح وتقليد خطواته لأنها قد تكون أسهل وأسرع الطرق للنجاح. بل هذا هو المطلوب دائماً في المراحل الأولى، والابتكار إن وجد، يأتي لاحقاً.
أخيراً، أتمنى أن تتحدثوا مع الناس بلغتهم وبطريقتهم، ولا تتعالوا عليهم إن أردتم أن يستوعبوا ما تقولونه.. جددوا حملاتكم وراجعوا مصطلحاتكم!
ولنجاح بيئة الأعمال توجد متطلبات مسبقة يجب توافرها أهمها تحفيز الناس على اتخاذ خط التجارة كمشوار عملي بدلاً من الالتحاق بوظيفة ما بالإضافة إلى توعيتهم بطرق وأساليب النجاح التجاري. ومما لا شك فيه أننا قطعنا شوطاً في هذا الجانب في البحرين.
لكن تبقى ثغرات كبيرة لا تساعد حتى الآن في إيصال إيجابيات التجارة والعمل الحر لعامة الناس. لدينا مشكلة إعلامية في رفع مستوى التحفيز والوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون فعلياً إلى فهم واستيعاب ما هي «ريادة الأعمال»، كي يخوضوا التجربة.
الثغرة الأولى هي في اللغة والمصطلحات. والثغرة الثانية هي في إيجاد الشخصيات المناسبة للحديث عن تجاربهم التجارية الناجحة. والثغرة الثالثة هي في تركيز أغلب الجهود الإعلامية على مشاريع نخبوية لا يستوعبها ولا يفكر فيها عامة الناس لأنها بعيدة عن نمط حياتهم.
وأبين أن مصطلح Entrepreneur أو رائد أعمال بالعربية، مصطلح قبيح ومعقد ولم ولن يصل إلى الناس! ما يفهمه الناس هنا في البحرين سواء في الفرجان أو حتى المدن هو كلمة «تاجر». وحتى لو كانت كلمة «تاجر» لا تشمل ما تعنيه ريادة الأعمال بشكل كامل فهي ليست مشكلة عويصة ولن تؤثر في نجاح الحملات. لذلك فاستبدال المصطلح المعقد إلى مصطلح أكثر سهولة وأكثر تداولاً يجب أن يكون من الأولويات.
أما عن الشخصيات التي تصدرت الحملات الإعلامية ومازالت فهي بعيدة شكلاً ومضموناً عن الناس. فهي إما تخاطب الناس بلغة بعيدة عنهم أو تظهر بمظهر لا يمثلهم. المطلوب مثلاً، قصة نجاح لامرأة بسيطة من الرفاع استطاعت باجتهادها أن تبدأ مشروعها التجاري أو شاب متواضع الإمكانيات من قرية المالكية تحدى الصعاب وتمكن من التفوق في التجارة. هؤلاء وأمثالهم سيكون تأثيرهم أقوى بمراحل في إيصال فكرة التجارة للناس وتحفيزهم على البدء بمشاريعهم.
ثالثاً، لا نسمع ولا نرى حضوراً لأصحاب المشاريع الناجحة فعلياً والمستمرة فترة منذ الزمن. فالموجود في الحملات هم إما أصحاب بوتيكات راقية أو مطاعم لأكلات غريبة لكن لا نرى صاحب معصرة «الفريج» أو صاحبة محل العبايات في هذه الحملات. لا نرى مالك مطعم «العيوش» الذي يقبل عليه الآلاف أو مالك مغسلة تنظيف السيارات. لماذا تبتعدون عنهم ولا تسلطون الأضواء عليهم؟
للعلم، هؤلاء يكسبون المال الكافي الذي يدعم أسرهم ويجعلهم في حالة مادية مريحة وهذا هو الهدف من قصة «ريادة الأعمال» يا جماعة!
ولنبتعد عن التشديد على الابتكار وهي كلمة ذاع صيتها مؤخراً واستنزفت الوقت والجهد لتفسيرها وأبعدت الناس عن الهدف هي كلمة محبطة أيضاً لأن ليس الجميع بإمكانه أن يبتكر أصلاً. بل حفزوا من يريد أن يقلد بذكاء ومع بعض الإضافات إذا استطاع.
يقول الأجانب حول التجارة You don’t have to reinvent the wheel أي ببساطة لا تحتاج أن تخترع أو تبتكر بل عليك بتقليد الناجح وتقليد خطواته لأنها قد تكون أسهل وأسرع الطرق للنجاح. بل هذا هو المطلوب دائماً في المراحل الأولى، والابتكار إن وجد، يأتي لاحقاً.
أخيراً، أتمنى أن تتحدثوا مع الناس بلغتهم وبطريقتهم، ولا تتعالوا عليهم إن أردتم أن يستوعبوا ما تقولونه.. جددوا حملاتكم وراجعوا مصطلحاتكم!