المثير في قصة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي أن البعض يتحدث عنها وعنه وكأنه كان يرافقه أو يعمل في المكان الذي قيل إنه تواجد فيه، فيأتي بتفاصيل التفاصيل وما لا يخطر على البال، والمثير أكثر هو أن آخرين كثر يعتبرون ما يتحدث به ذلك البعض حقائق لا تقبل التشكيك ويتناقلونه بثقة ويبنون عليه ما يشاؤون من الذي تمتلئ به متخيلاتهم . أما المثير أكثر من هذا وذاك فهو أن بعض المسؤولين العرب يدلون بتصريحات استناداً إلى تلك المعلومات التي لا مصدر معلوماً لها ومن قالها نسبها إلى «مصادر» وهو ما لا يمكن الأخذ به ولا الاعتداد به كونه بعيداً عن الموضوعية . من ذلك على سبيل المثال قول وزير الخارجية العراقي في مؤتمر صحفي مشترك عقده قبل أيام ما معناه أن خاشقجي قتل وتم تقطيع جثته! قال ذلك رغم أن ما قيل في هذا الخصوص ليس إلا تكهنات وتحليلات لا تستند إلى أساس ومنسوبة إلى «مصادر» ربما لا وجود لها إلا في خيال مراسل هذه القناة أو تلك وفي خيال المسؤولين عنها.
من تابع تغطية قناة «الجزيرة» لقصة خاشقجي يتبين كيف أن هذه القناة - وغيرها من القنوات القطرية والإيرانية وتلك الممولة من النظامين الحاكمين في قطر وإيران - عمدت إلى التلفيق وإلى نشر معلومات ناقصة واعتبرتها حقائق رغم أنها نسبت إلى «مصادر» هنا أو هناك. ولولا هذا لما قال الرئيس الأمريكي في أحد تصريحاته إنه طلب تسجيلات صوتية ومصورة من تركيا بشأن خاشقجي «إن وجدت»، وهذا يعني أنه – وغيره من الذين عليهم ألا يصدروا الأحكام جزافاً – يشكك في مصداقية تلك القنوات وأمثالها ويرفض اعتبار ما ينسب إلى «مصادر» حقائق لا تقبل التشكيك. وهذا أمر محسوب للرئيس ترامب ولمن يعمل بهذا الأسلوب في مختلف دول العالم.
تلك القنوات القطرية والإيرانية همها إغاظة السعودية والإساءة إليها، فليس أفضل من هكذا فرصة يمكن أن تسيء فيها إليها وإلى قيادتها لأسباب لا تخفى على أحد، لذا فإنها تجتهد في تأليف القصص والحكايات وتنسب ما تشاء إلى «مصادر تركية مطلعة» وإلى أشخاص «فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم». وكل القصص في كفة وقصة قتل خاشقجي وتقطيعه بالمنشار على أنغام الموسيقى ونقل أشلائه إلى جهة غير معلومة أو تذويبها في كفة أخرى!
مليون قصة وقصة تم تأليفها منذ اللحظة التي اختفى فيها خاشقجي، ما يؤكد أن الذي يدير العملية أجهزة مخابرات قطرية وإيرانية وتركية لديها القدرة على توظيف أجهزة الإعلام والاتصال بالكيفية التي تريد لتحقيق الأهداف التي تريد، وعليه فإنه لن يكون مستغرباً ظهور خاشقجي في نهاية الفيلم!
تلك القنوات تقول إن السعودية أرسلت طائرتين بهما 15 شخصاً تواجدوا في القنصلية بالتزامن مع ولوج خاشقجي إليها، والسؤال المنطقي هو هل عملية التخلص من شخص واحد تحتاج إلى الإتيان بهذا العدد وبهذه الطريقة المفضوحة؟ لو أن السعودية تريد أن تتخلص من خاشقجي لفعلت ذلك ببساطة، فهناك ألف حيلة وطريقة للقيام بذلك، سواء في تركيا أو أمريكا أو في أي مكان في العالم. السعودية لم تفعل هذا، وتلك القنوات ومن يقف وراءها يريدون أن يقنعوا العالم بأن السعودية اختارت الطريق الصعب للتخلص من خاشقجي بدلاً من اختيارها الطرق السهلة والتي منها على سبيل المثال إعطاء حفنة من الدولارات ووجبة لبلطجي.
لو أن السعودية تريد اعتقال خاشقجي لاعتقلته، ولو أنها تريد استدعاءه لاستدعته وحققت معه في الرياض. يكفي هذا لتبين أن كل ما يشاع لا قيمة له وأنه من تأليف مخابرات تلك الدول.
{{ article.visit_count }}
من تابع تغطية قناة «الجزيرة» لقصة خاشقجي يتبين كيف أن هذه القناة - وغيرها من القنوات القطرية والإيرانية وتلك الممولة من النظامين الحاكمين في قطر وإيران - عمدت إلى التلفيق وإلى نشر معلومات ناقصة واعتبرتها حقائق رغم أنها نسبت إلى «مصادر» هنا أو هناك. ولولا هذا لما قال الرئيس الأمريكي في أحد تصريحاته إنه طلب تسجيلات صوتية ومصورة من تركيا بشأن خاشقجي «إن وجدت»، وهذا يعني أنه – وغيره من الذين عليهم ألا يصدروا الأحكام جزافاً – يشكك في مصداقية تلك القنوات وأمثالها ويرفض اعتبار ما ينسب إلى «مصادر» حقائق لا تقبل التشكيك. وهذا أمر محسوب للرئيس ترامب ولمن يعمل بهذا الأسلوب في مختلف دول العالم.
تلك القنوات القطرية والإيرانية همها إغاظة السعودية والإساءة إليها، فليس أفضل من هكذا فرصة يمكن أن تسيء فيها إليها وإلى قيادتها لأسباب لا تخفى على أحد، لذا فإنها تجتهد في تأليف القصص والحكايات وتنسب ما تشاء إلى «مصادر تركية مطلعة» وإلى أشخاص «فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم». وكل القصص في كفة وقصة قتل خاشقجي وتقطيعه بالمنشار على أنغام الموسيقى ونقل أشلائه إلى جهة غير معلومة أو تذويبها في كفة أخرى!
مليون قصة وقصة تم تأليفها منذ اللحظة التي اختفى فيها خاشقجي، ما يؤكد أن الذي يدير العملية أجهزة مخابرات قطرية وإيرانية وتركية لديها القدرة على توظيف أجهزة الإعلام والاتصال بالكيفية التي تريد لتحقيق الأهداف التي تريد، وعليه فإنه لن يكون مستغرباً ظهور خاشقجي في نهاية الفيلم!
تلك القنوات تقول إن السعودية أرسلت طائرتين بهما 15 شخصاً تواجدوا في القنصلية بالتزامن مع ولوج خاشقجي إليها، والسؤال المنطقي هو هل عملية التخلص من شخص واحد تحتاج إلى الإتيان بهذا العدد وبهذه الطريقة المفضوحة؟ لو أن السعودية تريد أن تتخلص من خاشقجي لفعلت ذلك ببساطة، فهناك ألف حيلة وطريقة للقيام بذلك، سواء في تركيا أو أمريكا أو في أي مكان في العالم. السعودية لم تفعل هذا، وتلك القنوات ومن يقف وراءها يريدون أن يقنعوا العالم بأن السعودية اختارت الطريق الصعب للتخلص من خاشقجي بدلاً من اختيارها الطرق السهلة والتي منها على سبيل المثال إعطاء حفنة من الدولارات ووجبة لبلطجي.
لو أن السعودية تريد اعتقال خاشقجي لاعتقلته، ولو أنها تريد استدعاءه لاستدعته وحققت معه في الرياض. يكفي هذا لتبين أن كل ما يشاع لا قيمة له وأنه من تأليف مخابرات تلك الدول.