كل عام نشهد فيه هطول أمطار غزيرة، يتكرر السيناريو وتعاد نفس القصة.
في نصف ساعة فقط «تغرق» البحرين، وأحد المعلقين على بعض مقاطع الفيديو التي نشرتها أمس لمواقع تجمعت فيها الأمطار بغزارة، حتى إنه يخيل لك السيارات وكأنها تحولت لقوارب بحرية، أحد المعلقين يقول: «منذ كنا صغاراً، وحتى الآن، نعاني من نفس المشكلة، ونشهد حالات طغيان للمياه في نفس المواقع».
نعم إنها أمطار خير، فالمطر نعمة من رب العالمين، لكنها أيضاً في جانب آخر، إن لم يكن التعامل معها بشكل صحيح، فإنها تتسبب بمشاكل وحتى مصائب لبعض البشر.
خسائر الناس مكلفة بالنسبة لهم، منهم من تتسرب المياه بغزارة لبيوتهم، وحصل هذا في كثير من المناطق، وتكررت المشاهد لسنوات متتابعة، وكثير تتضرر مركباتهم حينما يضطرون للسير في شوارع يرتفع منسوب المياه فيها لمستوى يصل لمنتصف السيارات الكبيرة، وثلاثة أرباع السيارات الصغيرة «الصالون»، فترى سيارات تتوقف في الشوارع، وترى أخرى تتضرر، والنتيجة أن المواطن هو من يدفع الثمن، لتصليح الأضرار والتلفيات التي يتعرض لها.
لن أذكر التصريحات الرسمية هنا، والتي تعاد بشكل سنوي، وبطريقة تطمئن الناس بأن الأمور طيبة، لأن الواقع يقول العكس، مازلنا نعاني من غرق شوارع إن هطلت أمطار غزيرة، مازالت الناس تتضرر من تجمع الأمطار في مناطق عديدة، ولعل جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي للبحرينيين ستكشف لكم الوضع غير الطبيعي في مناطق متفرقة من البلد.
السؤال هنا يتمحور بشأن الحلول «العملية» وليست «الوقتية» أو «الاضطرارية» التي يجب أن تفكر الحكومة من خلال الجهات المعنية بها. ولسنا نتحدث هنا عن «شفاطات» سحب المياه، و«التناكر» التي ترسل للمناطق المغمورة بشدة، بل نتحدث عن حلول تنهي أسباب المشكلة.
ولوضع هذه الحلول «النهائية» التي «تحسم» المشكلة، فلا تجعلها تتكرر أبداً، علينا معرفة الأسباب الحقيقة، إذ لماذا يحصل لدينا هذا؟! لماذا أمطار تسقط بشكل متتابع لفترة بالكاد تصل لنصف الساعة تغرق البلد بأكملها؟!
هل المشكلة في شبكة الصرف والمجاري أعزكم الله؟! هل نحتاج لتحديث هذه الشبكة، أو إكمالها بحيث تصل لكافة مناطق البحرين؟! وهل هناك دراسة مسحية تبين بشكل عملي وبالأرقام المناطق التي تتضرر من تجمع الأمطار أكثر من غيرها؟! إذ بعض المناطق تغرق بشكل سريع، وتصل المياه لداخل البيوت، وبعض آخر لا، بالتالي هناك يفترض أولوية في عمليات المعالجة.
نعم، الحكومة صرفت في الماضي تعويضات للمواطنين بشأن التلفيات التي طالتهم، لكنك لن تقوم بهذه المسألة كل عام إن مرت على البحرين أمطار غزيرة، لأن المنطق يفرض أن تقوم بحل المشكلة من أساسها، لتنتفي بالتالي أية عمليات أخرى تدخل في إطار الحلول المؤقتة أو الترقيعية، أو تلك التي وكأنها تقول للمواطن «تفضل هذه أموال تعويض للتلفيات».
لا نريد أن نعاني بسبب سقوط أمطار، يفترض بأنها نعمة وخير، لكننا للأسف نعاني لأن لا حلول حاسمة، ولا بيان صريح للمشكلة الحقيقية، ولذلك تجد الجهات المعنية موجة عنيفة من الانتقادات، وتضطر للتعامل مع صورة «نمطية» ثابتة لدى الناس تتمثل بأن الجهات المعنية لا تقوم بدورها، وأن تصريحاتها الرسمية فقط لامتصاص غضب الناس واستيائهم.
النجاح في أي قضية، يقتضي وضع حلول تحسمها نهائياً، والمهم حينما يكون هناك حديث عن هذه القضية والمشكلة، أن يكون كلاماً يضع النقاط على الحروف، بحيث يحدد المشكلة بشكل صريح، أن يتضمن تحملاً للمسؤولية، بمعزل عن التبريرات.
نريد منكم الأفضل في تقديم الخدمات للمواطن، بما يحقق رضا المواطن عن جهدكم الكبير، وبما يحل مشاكلنا للأبد.
في نصف ساعة فقط «تغرق» البحرين، وأحد المعلقين على بعض مقاطع الفيديو التي نشرتها أمس لمواقع تجمعت فيها الأمطار بغزارة، حتى إنه يخيل لك السيارات وكأنها تحولت لقوارب بحرية، أحد المعلقين يقول: «منذ كنا صغاراً، وحتى الآن، نعاني من نفس المشكلة، ونشهد حالات طغيان للمياه في نفس المواقع».
نعم إنها أمطار خير، فالمطر نعمة من رب العالمين، لكنها أيضاً في جانب آخر، إن لم يكن التعامل معها بشكل صحيح، فإنها تتسبب بمشاكل وحتى مصائب لبعض البشر.
خسائر الناس مكلفة بالنسبة لهم، منهم من تتسرب المياه بغزارة لبيوتهم، وحصل هذا في كثير من المناطق، وتكررت المشاهد لسنوات متتابعة، وكثير تتضرر مركباتهم حينما يضطرون للسير في شوارع يرتفع منسوب المياه فيها لمستوى يصل لمنتصف السيارات الكبيرة، وثلاثة أرباع السيارات الصغيرة «الصالون»، فترى سيارات تتوقف في الشوارع، وترى أخرى تتضرر، والنتيجة أن المواطن هو من يدفع الثمن، لتصليح الأضرار والتلفيات التي يتعرض لها.
لن أذكر التصريحات الرسمية هنا، والتي تعاد بشكل سنوي، وبطريقة تطمئن الناس بأن الأمور طيبة، لأن الواقع يقول العكس، مازلنا نعاني من غرق شوارع إن هطلت أمطار غزيرة، مازالت الناس تتضرر من تجمع الأمطار في مناطق عديدة، ولعل جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي للبحرينيين ستكشف لكم الوضع غير الطبيعي في مناطق متفرقة من البلد.
السؤال هنا يتمحور بشأن الحلول «العملية» وليست «الوقتية» أو «الاضطرارية» التي يجب أن تفكر الحكومة من خلال الجهات المعنية بها. ولسنا نتحدث هنا عن «شفاطات» سحب المياه، و«التناكر» التي ترسل للمناطق المغمورة بشدة، بل نتحدث عن حلول تنهي أسباب المشكلة.
ولوضع هذه الحلول «النهائية» التي «تحسم» المشكلة، فلا تجعلها تتكرر أبداً، علينا معرفة الأسباب الحقيقة، إذ لماذا يحصل لدينا هذا؟! لماذا أمطار تسقط بشكل متتابع لفترة بالكاد تصل لنصف الساعة تغرق البلد بأكملها؟!
هل المشكلة في شبكة الصرف والمجاري أعزكم الله؟! هل نحتاج لتحديث هذه الشبكة، أو إكمالها بحيث تصل لكافة مناطق البحرين؟! وهل هناك دراسة مسحية تبين بشكل عملي وبالأرقام المناطق التي تتضرر من تجمع الأمطار أكثر من غيرها؟! إذ بعض المناطق تغرق بشكل سريع، وتصل المياه لداخل البيوت، وبعض آخر لا، بالتالي هناك يفترض أولوية في عمليات المعالجة.
نعم، الحكومة صرفت في الماضي تعويضات للمواطنين بشأن التلفيات التي طالتهم، لكنك لن تقوم بهذه المسألة كل عام إن مرت على البحرين أمطار غزيرة، لأن المنطق يفرض أن تقوم بحل المشكلة من أساسها، لتنتفي بالتالي أية عمليات أخرى تدخل في إطار الحلول المؤقتة أو الترقيعية، أو تلك التي وكأنها تقول للمواطن «تفضل هذه أموال تعويض للتلفيات».
لا نريد أن نعاني بسبب سقوط أمطار، يفترض بأنها نعمة وخير، لكننا للأسف نعاني لأن لا حلول حاسمة، ولا بيان صريح للمشكلة الحقيقية، ولذلك تجد الجهات المعنية موجة عنيفة من الانتقادات، وتضطر للتعامل مع صورة «نمطية» ثابتة لدى الناس تتمثل بأن الجهات المعنية لا تقوم بدورها، وأن تصريحاتها الرسمية فقط لامتصاص غضب الناس واستيائهم.
النجاح في أي قضية، يقتضي وضع حلول تحسمها نهائياً، والمهم حينما يكون هناك حديث عن هذه القضية والمشكلة، أن يكون كلاماً يضع النقاط على الحروف، بحيث يحدد المشكلة بشكل صريح، أن يتضمن تحملاً للمسؤولية، بمعزل عن التبريرات.
نريد منكم الأفضل في تقديم الخدمات للمواطن، بما يحقق رضا المواطن عن جهدكم الكبير، وبما يحل مشاكلنا للأبد.