عندما هرب الجنود الأمريكان المشاركون في حرب فيتنام بعد هزيمة بلادهم في مدينة سايجون في 30 أبريل 1975، تركوا وراءهم الآلاف من الأبناء من العرقين الأبيض والأسود، ممن كانوا ثمرة علاقات بين العسكر وفتيات فيتنام، ومازال أبناء هؤلاء الجنود يبحثون عن آبائهم. ومازال المئات منهم بعد مضي 40 سنة يقيمون في فيتنام في حالة فقر، رغم التشريع الذي استهدف مساعدة أبناء الجنود الأمريكان على الاستقرار في الولايات المتحدة، من «قانون الأطفال الآسيويين لآباء أمريكيين للعودة للديار لعام 1987». هذا هو حال الأطفال من آباء أمريكان إذ للإنسان في قوانينهم قيمة ولحقوق الإنسان سطوة، فما بالك بأطفال مقاتلي التنظيم الإرهابي «داعش»، الذين يشكلون جزءاً من الجغرافيا الديموغرافية في العراق وسوريا؟!
عندما استولى الدواعش على أجزاء من العراق «2014» ذبحوا الشيعة والمسيحيين والأيزيديين والأكراد، بل وحتى المسلمين السُنة، إلى جانب رجال الشرطة والجيش، وشرّدوا الأهالي ودمروا القرى والبلدات، أما الصورة النهائية التي أكملت المشهد، فلم تظهر إلاَّ بعد مضي 4 سنوات بتخليفهم نوعاً جديداً من ضحايا «دولة الخلافة الإسلامية»، وهم أطفال مقاتلي داعش، وهم شقر وزرق العيون، وسود الوجوه وسمرها، تقاطيعهم لا تشبه أهل العراق والشام، ففيهم من له تقاطيع أهل الخليج وآخرون بملامح أفغانية وباكستانية..!! أما الحقيقة الموجعة، أن حياة هؤلاء الأطفال أسوأ بكثير من حياة أطفال الأمريكان في فيتنام ممن عانوا من الصدمات النفسية والعزلة والذل بسبب صنائع آبائهم.
ومن المؤسف حقاً أنه في بلد مسكون بالطائفية، أن تحرق ميليشيات الحشد الشعبي منازل كل أسرة كان والدهم ينتمي إلى تنظيم «داعش». فضلاً عمّا يتعرضون له من اعتداءات جسدية وقتل وخطف من قبل جيرانهم انتقاماً من آبائهم الذي قتلوا وكأنهم يدفعون ثمن الإرهاب، إذ يعيش في العراق 100 ألف طفل داعشي مع أمه في سجون أو مراكز احتجاز أو معسكرات لحمايتهم من أناس راغبين في الانتقام منهم. ويعيش أطفال لـ«داعش» في دور الأيتام. أما العدد الأكبر من أطفال داعش فهم يعيشون في الشوارع..!! أما في عملية بايبي ليفت «Babylift» لانتشال الأطفال الأمريكان من فيتنام إبان الحكم الشيوعي، تم إخلاء اللاجئين من جنوب فيتنام مع نهاية الحرب. ونقل آلاف الأطفال جواً لتبني 3300 طفل ورضيع من قبل عائلات في مختلف أنحاء العالم كأستراليا، وفرنسا، وكندا.
* اختلاج النبض:
ما يجري لأطفال «داعش» صورة واضحة لضيق الأفق الإنساني بين أمة الرحمة، فأين الجمعيات الخيرية والنسائية العربية والمسلمة؟! بل أين المنظمات العالمية التي أزعجتنا بهدير دفاعها عن الإنسانية عن أطفال «داعش» الذين لا ذنب لهم!
{{ article.visit_count }}
عندما استولى الدواعش على أجزاء من العراق «2014» ذبحوا الشيعة والمسيحيين والأيزيديين والأكراد، بل وحتى المسلمين السُنة، إلى جانب رجال الشرطة والجيش، وشرّدوا الأهالي ودمروا القرى والبلدات، أما الصورة النهائية التي أكملت المشهد، فلم تظهر إلاَّ بعد مضي 4 سنوات بتخليفهم نوعاً جديداً من ضحايا «دولة الخلافة الإسلامية»، وهم أطفال مقاتلي داعش، وهم شقر وزرق العيون، وسود الوجوه وسمرها، تقاطيعهم لا تشبه أهل العراق والشام، ففيهم من له تقاطيع أهل الخليج وآخرون بملامح أفغانية وباكستانية..!! أما الحقيقة الموجعة، أن حياة هؤلاء الأطفال أسوأ بكثير من حياة أطفال الأمريكان في فيتنام ممن عانوا من الصدمات النفسية والعزلة والذل بسبب صنائع آبائهم.
ومن المؤسف حقاً أنه في بلد مسكون بالطائفية، أن تحرق ميليشيات الحشد الشعبي منازل كل أسرة كان والدهم ينتمي إلى تنظيم «داعش». فضلاً عمّا يتعرضون له من اعتداءات جسدية وقتل وخطف من قبل جيرانهم انتقاماً من آبائهم الذي قتلوا وكأنهم يدفعون ثمن الإرهاب، إذ يعيش في العراق 100 ألف طفل داعشي مع أمه في سجون أو مراكز احتجاز أو معسكرات لحمايتهم من أناس راغبين في الانتقام منهم. ويعيش أطفال لـ«داعش» في دور الأيتام. أما العدد الأكبر من أطفال داعش فهم يعيشون في الشوارع..!! أما في عملية بايبي ليفت «Babylift» لانتشال الأطفال الأمريكان من فيتنام إبان الحكم الشيوعي، تم إخلاء اللاجئين من جنوب فيتنام مع نهاية الحرب. ونقل آلاف الأطفال جواً لتبني 3300 طفل ورضيع من قبل عائلات في مختلف أنحاء العالم كأستراليا، وفرنسا، وكندا.
* اختلاج النبض:
ما يجري لأطفال «داعش» صورة واضحة لضيق الأفق الإنساني بين أمة الرحمة، فأين الجمعيات الخيرية والنسائية العربية والمسلمة؟! بل أين المنظمات العالمية التي أزعجتنا بهدير دفاعها عن الإنسانية عن أطفال «داعش» الذين لا ذنب لهم!