لا يفهم مما نكتبه هنا أنه هجوم وانتقاد على كافة المترشحين للمجالس التشريعية والنيابية، بل هو تسليط ضوء على بعض المترشحين، والذين يمضون بكل قوة لـ «المبالغة» في شعاراتهم ووعودهم، حتى يخيل لك بأن هذا المترشح لوحده يمكنه أن يقوم بـ«معجزات» وأن يضطلع بأعمال تفوق قدرة أجهزة الحكومة كلها.
قليلا من التريث يا جماعة، فالمجتمع البحريني ليس بهذا المستوى من الفكر حتى يتم تسويق أي شيء عليه، بل مجتمعنا وصل لمستوى يمكنه أن «يخلخل» أي مترشح لو أراد، فقط لو أقدم هذا المترشح على مطالعة الناس بتصريحات مثالية تفوق تصور أفلاطون للمدينة الفاضلة، أو وعود حتى الحكومات لا يمكنها التصريح والوعد بها.
لدينا نماذج لمترشحين من طراز «سوبرمان»، حتى يخيل لك بأن برلماننا القادم لن يضم بشرا عاديين، بل «أبطال خارقين»، يمكن أن يتفوقوا على مجموعة «الأفينجرز» أبطال أفلام «مارفل» الخيالية.
هذا سيقلب حال المواطنين رأسا على عقب، وذاك سينفذ مشاريع أكبر وأقوى من مشاريع الحكومة، وغيره سيحول بلادنا لحدائق بابل المعلقة، وآخر سيحل مشكلة الإسكان لوحده، وأفكاره ستجعل وزارة الإسكان تركض وراءه لتطبيقها، ناهيكم عن الذين يسلون السيوف ويتوعدون المستهترين إداريا وماليا الذين توثق مخالفاتهم تقارير ديوان الرقابة المالية.
هذه الشعارات الخطيرة التي يُعلن عنها، لو طبقت لكانت البحرين تحولت إلى «جنة»، والمشكلة أن كثيرا منها يعاد طرحه، وليس جديدا في الطرح، سبقهم له نوابا كثيرون طوال الفصول التشريعية السابقة، ومترشحون بالمئات لم ينجحوا ويصلوا للبرلمان.
مازلت أتذكر الشعارات القوية الغارقة في الخيال من عام 2002، من قال بأنه سيسقف المحرق، ومن قال بأنه سينقل المطار لمنطقة البر، وبعدها انتهينا في عمل الفصل التشريعي لمطالبات بمنع مطربات وفنانات من دخول البحرين، وجلسة ضاعت على قانون لـ«تحريم شم الغراء»! نعم، الغراء وليست المخدرات.
الواقع مغاير تماما لكثير من الشعارات والأحلام، ولذلك أقول دائما بأن المترشح «الحالم» و«الخيالي» هو أخطر أنواع المترشحين على الناس، لأنه يظن أن عملية إبهارهم بمشاريع خرافية هي ما ستضمن له أصواتهم، بينما هو يلف حبل مشنقة مجتمعية حول رقبته.
لو كانت بعض هذه الشعارات عدت بسلام على مطلقيها ووصلوا للبرلمان فيما سبق، فإنها اليوم لا تنطلي على أحد، الناس تبحث عن المترشح الواقعي العقلاني في طرحه، والذي يتحدث بنفس لغتهم، المتضمنة مشاركة صادقة لهمومهم ومشاكلهم، وليس من يطرح عليهم الحلول من جيبه، وكأنها جاهزة للتطبيق، لأن من فعلوها سابقا طالعوا الناس بعدها بأعذار وتبريرات بأنهم غير قادرين على تطبيقها، لأن عليهم أولاً الحصول على إجماع نيابي، وهو فيه صعوبة بالغة، في المقابل لديك سلطة تنفيذية في الجانب الآخر، ملتزمة بموازنات وظروف بعضها يحد من عملية تحقيق الرغبات والأحلام.
نصيحة لكل ناخب، إن وجدت أمامك مترشحاً يخوض في كل شيء، يتحدث عن كل شاردة وواردة، إن وجدت مترشحاً يتحول كفرد إلى حكومة كاملة بقطاعاتها ووزاراتها، فاعرف أن هذا المترشح لا يمتلك رؤية واضحة، ويتحدث في كل شيء فقط لدغدغة مشاعر الناس.
كثير من النواب السابقين كانوا من طراز «المرشح السوبرمان»، وعدوا الناس بأحلام وخيالات، وحين وصلوا للمجلس، اختفت لهجة «السوبرمان»، وبات همهم كيفية الهروب من الناخبين، وتغيير أرقام التليفونات، وتحول بعضهم لحكوميين أكثر من الحكومة نفسها.
قليلا من التريث يا جماعة، فالمجتمع البحريني ليس بهذا المستوى من الفكر حتى يتم تسويق أي شيء عليه، بل مجتمعنا وصل لمستوى يمكنه أن «يخلخل» أي مترشح لو أراد، فقط لو أقدم هذا المترشح على مطالعة الناس بتصريحات مثالية تفوق تصور أفلاطون للمدينة الفاضلة، أو وعود حتى الحكومات لا يمكنها التصريح والوعد بها.
لدينا نماذج لمترشحين من طراز «سوبرمان»، حتى يخيل لك بأن برلماننا القادم لن يضم بشرا عاديين، بل «أبطال خارقين»، يمكن أن يتفوقوا على مجموعة «الأفينجرز» أبطال أفلام «مارفل» الخيالية.
هذا سيقلب حال المواطنين رأسا على عقب، وذاك سينفذ مشاريع أكبر وأقوى من مشاريع الحكومة، وغيره سيحول بلادنا لحدائق بابل المعلقة، وآخر سيحل مشكلة الإسكان لوحده، وأفكاره ستجعل وزارة الإسكان تركض وراءه لتطبيقها، ناهيكم عن الذين يسلون السيوف ويتوعدون المستهترين إداريا وماليا الذين توثق مخالفاتهم تقارير ديوان الرقابة المالية.
هذه الشعارات الخطيرة التي يُعلن عنها، لو طبقت لكانت البحرين تحولت إلى «جنة»، والمشكلة أن كثيرا منها يعاد طرحه، وليس جديدا في الطرح، سبقهم له نوابا كثيرون طوال الفصول التشريعية السابقة، ومترشحون بالمئات لم ينجحوا ويصلوا للبرلمان.
مازلت أتذكر الشعارات القوية الغارقة في الخيال من عام 2002، من قال بأنه سيسقف المحرق، ومن قال بأنه سينقل المطار لمنطقة البر، وبعدها انتهينا في عمل الفصل التشريعي لمطالبات بمنع مطربات وفنانات من دخول البحرين، وجلسة ضاعت على قانون لـ«تحريم شم الغراء»! نعم، الغراء وليست المخدرات.
الواقع مغاير تماما لكثير من الشعارات والأحلام، ولذلك أقول دائما بأن المترشح «الحالم» و«الخيالي» هو أخطر أنواع المترشحين على الناس، لأنه يظن أن عملية إبهارهم بمشاريع خرافية هي ما ستضمن له أصواتهم، بينما هو يلف حبل مشنقة مجتمعية حول رقبته.
لو كانت بعض هذه الشعارات عدت بسلام على مطلقيها ووصلوا للبرلمان فيما سبق، فإنها اليوم لا تنطلي على أحد، الناس تبحث عن المترشح الواقعي العقلاني في طرحه، والذي يتحدث بنفس لغتهم، المتضمنة مشاركة صادقة لهمومهم ومشاكلهم، وليس من يطرح عليهم الحلول من جيبه، وكأنها جاهزة للتطبيق، لأن من فعلوها سابقا طالعوا الناس بعدها بأعذار وتبريرات بأنهم غير قادرين على تطبيقها، لأن عليهم أولاً الحصول على إجماع نيابي، وهو فيه صعوبة بالغة، في المقابل لديك سلطة تنفيذية في الجانب الآخر، ملتزمة بموازنات وظروف بعضها يحد من عملية تحقيق الرغبات والأحلام.
نصيحة لكل ناخب، إن وجدت أمامك مترشحاً يخوض في كل شيء، يتحدث عن كل شاردة وواردة، إن وجدت مترشحاً يتحول كفرد إلى حكومة كاملة بقطاعاتها ووزاراتها، فاعرف أن هذا المترشح لا يمتلك رؤية واضحة، ويتحدث في كل شيء فقط لدغدغة مشاعر الناس.
كثير من النواب السابقين كانوا من طراز «المرشح السوبرمان»، وعدوا الناس بأحلام وخيالات، وحين وصلوا للمجلس، اختفت لهجة «السوبرمان»، وبات همهم كيفية الهروب من الناخبين، وتغيير أرقام التليفونات، وتحول بعضهم لحكوميين أكثر من الحكومة نفسها.