في مقال شيّق قرأته قبل أيام للكاتب الصحافي د.محمد مبارك جمعة بجريدة أخبار الخليج البحرينية، عنوانه بـ«زلزال الشرق الأوسط المزعوم!»، قال «إن الصحافة الغربية قد بدأت فعلاً تتبنى لغة التنظيم الدولي -ويعني به الإخوان المسلمين- وتفتح أبوابها لمن يريد أن يتخذ منها منبراً لإيصال الصوت «الثوري» في منطقة الشرق الأوسط. وإذا كانت مجلة نيوزويك نموذجاً هنا، فإن صحيفة واشنطن بوست التي تحولت بأكملها إلى بوق «إخواني» في قضية جمال خاشقجي، هي مثال أكثر سوءاً من نيوزويك».
وربما من الجدير بالتذكير في هذا السياق بما كتبته في مقال أمس الأول بعنوان «فلنهزم الحوثي في 30 يوماً»، بشأن «جرعة النفاق العالية في وسائل الإعلام الغربية إذ لا يذكر اليمن في الآونة الأخيرة إلا ويرافق الخبر صورة طبيب في أحد المستشفيات يعالج طفل يمني عانى سوء تغذية حاداً»، الأمر الذي دعاني للتساؤل عن الاختفاء الفجائي لصور اقتحام الحوثيين لصنعاء منذ عام 2014، وصور قتلى وجرحى الحكومة المعترف بها دولياً، والتساؤل عن تلاشي الحديث عن ما حلّ بأطفالهم ونسائهم بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة. وبرأيي فإن الأمرين سيان، فذلك كله لم يكن مجرد صدفة.
صحيح أن هذه المؤسسات الإعلامية في الغرب وبعض منها في الشرق أيضاً قد تحولت لبوق يخدم أهداف ومصالح جماعات ما، ولكن ذلك لم يكن مسألة عشوائية بلا أدنى شك، فكلنا نعلم تلك العلاقة الوثيقة بين الإعلام والسلطة، بل كيف أن الإعلام الذي يحاول أن يقدم نفسه على أنه سلطة رابعة، ما هو إلاَّ خادم للسلطة -في أغلب الأحيان- خصوصاً إذا مسّ الأمر السياسة الخارجية لبلد المؤسسة الإعلامية، وهو أمر لا ينطبق على المؤسسات الإعلامية في الغرب وحده، بل إن الإعلام العالمي كله بات سلعة تباع وتشترى ما بين الحكومات في أغلب الأحيان والأحزاب في أحيان أخرى.
ولما أشرنا في مقالنا حول اليمن قبل يومين إلى أن عودة اليمن لواجهة الأخبار إنما «جاءت بعد اشتداد المعارك بين القوات اليمنية الموالية للحكومة والحوثيين في محيط مدينة الحديدة، جرّاء دعوة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى وقف لإطلاق النار في اليمن ومشاركة جميع أطراف النزاع في مفاوضات تعقد في غضون الثلاثين يوماً المقبلة».
* اختلاج النبض:
لعل انحراف مسار الصحافة الغربية نحو الشرق الأوسط -والذي أشار له «مبارك» في مقاله- نذير فعلي لأمر ما. من يدري.. ربما تكون ثمة عاصفة في الطريق إلينا، أو ربما نذير تحولات دولية وانتكاسات في العلاقات مع دول الشرق الأوسط وخصوصاً دول الخليج العربي، التي بدأت تُحارب بشكل واضح عبر بوابتها المركزية المملكة العربية السعودية.
وربما من الجدير بالتذكير في هذا السياق بما كتبته في مقال أمس الأول بعنوان «فلنهزم الحوثي في 30 يوماً»، بشأن «جرعة النفاق العالية في وسائل الإعلام الغربية إذ لا يذكر اليمن في الآونة الأخيرة إلا ويرافق الخبر صورة طبيب في أحد المستشفيات يعالج طفل يمني عانى سوء تغذية حاداً»، الأمر الذي دعاني للتساؤل عن الاختفاء الفجائي لصور اقتحام الحوثيين لصنعاء منذ عام 2014، وصور قتلى وجرحى الحكومة المعترف بها دولياً، والتساؤل عن تلاشي الحديث عن ما حلّ بأطفالهم ونسائهم بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة. وبرأيي فإن الأمرين سيان، فذلك كله لم يكن مجرد صدفة.
صحيح أن هذه المؤسسات الإعلامية في الغرب وبعض منها في الشرق أيضاً قد تحولت لبوق يخدم أهداف ومصالح جماعات ما، ولكن ذلك لم يكن مسألة عشوائية بلا أدنى شك، فكلنا نعلم تلك العلاقة الوثيقة بين الإعلام والسلطة، بل كيف أن الإعلام الذي يحاول أن يقدم نفسه على أنه سلطة رابعة، ما هو إلاَّ خادم للسلطة -في أغلب الأحيان- خصوصاً إذا مسّ الأمر السياسة الخارجية لبلد المؤسسة الإعلامية، وهو أمر لا ينطبق على المؤسسات الإعلامية في الغرب وحده، بل إن الإعلام العالمي كله بات سلعة تباع وتشترى ما بين الحكومات في أغلب الأحيان والأحزاب في أحيان أخرى.
ولما أشرنا في مقالنا حول اليمن قبل يومين إلى أن عودة اليمن لواجهة الأخبار إنما «جاءت بعد اشتداد المعارك بين القوات اليمنية الموالية للحكومة والحوثيين في محيط مدينة الحديدة، جرّاء دعوة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى وقف لإطلاق النار في اليمن ومشاركة جميع أطراف النزاع في مفاوضات تعقد في غضون الثلاثين يوماً المقبلة».
* اختلاج النبض:
لعل انحراف مسار الصحافة الغربية نحو الشرق الأوسط -والذي أشار له «مبارك» في مقاله- نذير فعلي لأمر ما. من يدري.. ربما تكون ثمة عاصفة في الطريق إلينا، أو ربما نذير تحولات دولية وانتكاسات في العلاقات مع دول الشرق الأوسط وخصوصاً دول الخليج العربي، التي بدأت تُحارب بشكل واضح عبر بوابتها المركزية المملكة العربية السعودية.